تقديرات خبراء تحدثوا لـ "اقتصاد": خسائر جبلي الأكراد والتركمان تتجاوز 2 مليار دولار


تقدر خسائر أهالي جبلي الأكراد والتركمان المحتلين في ريف اللاذقية بأكثر من ملياري دولار خلال العام الماضي وهذا العام، نتيجة تهجيرهم وإتلاف مزروعاتهم وقطع أشجارهم وهدم منازلهم ولجوئهم إلى المخيمات.

تدمير البنية التحتية

احتل نظام الأسد جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية، مستخدماً كافة أنواع الأسلحة وبمؤازرة الطيران الروسي وأعداد غفيرة من الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني، واتبع سياسة الأرض المحروقة ودمر كل شيء في المنطقة وهجّر كل السكان.

تقدر مساحة الجبلين بحوالي 2000 كم مربع تنقسم إلى أراض زراعية بنسبة 30% والباقي حراجية، ويبلغ عدد السكان الذين تم تهجيرهم أكثر من 50 ألف نسمة، كانوا يعملون بالزراعة بكافة أنواعها بالإضافة إلى بعض الأعمال الصناعية والخدمية والتجارية.

تبلغ مساحة الأراضي المتلفة المشجرة بأشجار التفاح بحدود 20 ألف كم مربع أي ما يعادل 200 ألف دونم تحوي 8 ملايين شجرة تفاح،  وأكثر من 50 ألف شجرة خوخ وعشرات آلاف أشجار الجوز والتين والعنب والإجاص وعشرات آلاف أشجار البرتقال والزيتون.


خسائر بمئات ملايين الدولارات

يقدر إنتاج كل شجرة مثمرة بالمنطقة بما يعادل 100 دولار للشجرة الواحدة أي يصبح مجموع ما خسرته المنطقة من الناحية الزراعية في العام الماضي بأكثر من ملياري دولار وفقاً لتقدير المهندس الزراعي "أبو أحمد" الذي أدلى به لـ "اقتصاد".

واستطرد: "يضاف إلى ذلك ما خسرته المنطقة من الناحية الزراعية من قيمة الأشجار التي أتلفتها قوات الأسد وباعتها كحطب للوقود، والتي لحقت بكل البساتين والأشجار المثمرة وتقدر قيمتها بملايين الدولارات وتحتاج إلى عشرات السنين كي يتم تعويضها بأشجار جديدة".

وتعتبر الأضرار الزراعية مستمرة لأكثر من عشرة سنين قادمة، فيما لو تم زراعتها هذا العام لتصبح قادرة على الإنتاج من جديد كما كانت الأشجار السابقة.

وتابع: "أما الخسارة الكبيرة والتي لا يمكن تعويضها هي عدم التمكن من استغلال الأراضي إلا بعد تطهيرها من الألغام والقنابل العنقودية المنتشرة في كافة المنطقة".


عدم إمكانية إعادة الاستثمار

تبرز المشكلة الأهم في المنطقة وهي عدم إمكانية العودة لاستثمار الأراضي الزراعية لفترة طويلة من الزمن تحتاجها للتنظيف من مخلفات الحرب والقذائف والقنابل التي لم تنفجر، والتي يمكن أن تتسبب بآلاف الإصابات والوفيات.

وعبّر المهندس الزراعي "مصطفى العثمان" لـ "اقتصاد" عن مخاوفه الكبيرة من عدم صلاحية المساحات الزراعية في الوقت الحالي للاستثمار، حتى ولو تم تحريرها من قوات الأسد إلا بعد تطهيرها الكامل من المخلفات العسكرية.

ويعتقد العثمان أن "الأشجار تحتاج إلى فترة طويلة من الزمن لتنمو وتحتاج إلى رعاية وأسمدة ومكافحة حشرية وحراثة وتقليم، الأمر الذي يجعل المزارعين مجرد مستهلكين لا منتجين لعشر سنوات على الأقل، هذا لمن يتمكن منهم من استثمار أرضه وتشجيرها".

وأكد أن "البنية التحتية للزراعة تحتاج إلى إعادة تأهيل، فقد تم ردم كافة الآبار في المنطقة، وسُرقت التجهيزات الزراعية من جرارات وعزاقات ومضخات مياه ولايمكن البدء بالعمل بدونها".

وتابع: "بصراحة تحتاج المنطقة إلى مبالغ مالية هائلة وإمكانيات بشرية كبيرة والأمر يحتاج إلى إمكانيات دولة".



ترك تعليق

التعليق