محلي حلب يبدأ بتنفيذ مشروع إحصاء وجرد كامل لمهجري المدينة


أطلق المجلس المحلي لمدينة حلب عملية إحصائية كاملة وشاملة لمهجري مدينة حلب في محافظة إدلب والريف الغربي لحلب بهدف الوصل إلى العدد الحقيقي للمهجرين وذلك للتمكن من رفع مشاريع تتماشى مع الصعوبات التي يعانونها وحقيقة مطالبهم.

وقال "لؤي العلي"، مدير مكتب الإحصاء في المجلس المحلي لمدينة حلب، إن مشروع الإحصاء انطلق ضمن فريق متكامل حيث بدأت عملية الجرد منذ أيام. وأضاف خلال تصريح لـ "اقتصاد": "أنجزنا العمل في عدة بلدات بعد جلوسنا مع المجالس المحلية العاملة فيها وتوقيع مذكرات تفاهم بيننا وجرت عدة عمليات توزيع بسيطة للمهجرين على حسب إمكانياتنا".


أعضاء الهيئة العامة لمجلس مدينة حلب والتي يبلغ عددها 140 شخصاً، تبرعوا جميعاً لمساعدة مكتب الإحصاء حيث شكلوا لجان إحصاء كل حسب منطقته. وقال العلي إن أعضاء الهيئة يقومون بالعمل بشكل مجاني بغية تسجيل المعلومات الكافية عن المهجرين وأوضاعهم التي باتت في غاية الصعوبة.

ويبلغ عدد مهجري مدينة حلب وفق إحصائية قدمها مجلس المحافظة 38 ألف و600 أسرة. وقال العلي إن الإحصائية "ليست دقيقة وإنما تم أخذها عند ركوب الناس في الباصات خلال عملية التهجير".

واستدرك بالقول: "نعتقد أن الرقم أكثر بكثير كون الذين خرجوا في الباصات أغلبهم من فئة الشباب. بالنسبة للأطفال والنساء فقد تم إرسالهم قبيل اتفاق الإخلاء إلى مناطق النظام خوفاً عليهم من مجازر محتملة خلال معركة حلب وعندما تم التهجير عادت العائلات من أماكن سيطرة النظام إلى الريف الحلبي المحرر".

 وعلق قائلاً: "لذلك أعتقد أن عدد نازحي حلب يفوق الرقم الذي وثقته المحافظة بمرة أو مرتين".


ويتوزع مهجرو حلب ضمن محافظة إدلب والريف الغربي لحلب في جميع قراه. لكن يوجد مراكز ثقل للمهجرين مثل أورم وكفرناها والأتارب وما حولها، الدانا وسرمدا ثم مدينة إدلب. في هذا الصدد أوضح العلي قائلاً: "هذه البلدات والمدن تعتبر أكبر مراكز تجمع لمهجري مدينة حلب".

معاناة

قال لؤي العلي إن مجلس مدينة حلب الذي انتخب خلال الأشهر الماضية عقب عملية إخلاء المدينة ولد في المهجر من تحت الصفر بدرجات. وتابع: "لذلك لا نمتلك موارد حتى الآن. وكل ما نقدمه في الوقت الحالي للمهجرين هو بعض الاحتياجات الضرورية".


ويعيش مهجرو حلب معاناة صعبة للغاية. وقال العلي: "المهجرون خرجوا من مدينة حلب كما يقول المثل يد من ورا ويد من قدام. هم خسروا كل شيء. وصلوا إلى الريف فتفاجئوا بارتفاع الأسعار وغلاء الإيجارات وعدم وجود فرص عمل إضافة لصعوبة تأقلم وتعايش سكان المدينة مع الريف الحلبي لذلك شكلوا مخيمات خاصة بهم".

بالعودة للإحصاء قال العلي إنه "كامل وشامل ويضم المعلومات التي تحتاجها المنظمات وغيرها لمعرفة أوضاع المهجرين".

وختم حديثه قائلاً: "لم ننجز حتى الآن سوى 10 بالمائة من مشروع الإحصاء وأعتقد أنها كانت بداية جيدة لعمل مثمر وناجح".



ترك تعليق

التعليق