بفعل التشديد الأمني.. أسعار تهريب السوريين إلى تركيا ترتفع


على الرغم من المبلغ المحترم الذي دسه "سمير" في يد المهرب الذي قاده إلى الحدود السورية - التركية مرشداً للطريق بين البلدين إلا أن سمير لم يتمكن من العبور إلى الأراضي التركية على الإطلاق.

ومنذ بداية الثورة ضد بشار الأسد نشطت الحركة بين الشمال السوري المتاخم والأراضي التركية حيث يعيش في مخيمات اللجوء وداخل الولايات التركية رقم هائل يتجاوز الثلاثة ملايين نسمة من السوريين، وفقاً للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ومع طول مدة الأزمة السورية تحرص تركيا على منع دخول السوريين بشكل نظامي أو عن طريق التسلل عبر المنافذ الحدودية بين البلدين.

وقال "سمير" متحدثاً لـ "اقتصاد" عن تجربة العبور الخطرة التي لن ينساها، "الطريق كان وعراً للغاية. كنت مصطحباً زوجتي التي تعثرت مرات عديدة بسبب الصخور المتراكمة في طريقنا".

مشى سمير بصحبة المهرب وعشرين شخصاً آخرين. وعندما شعر الجميع أنهم اقتربوا تماماً من تحقيق الحلم الكبير في دخول الأراضي التركية سمعوا أصواتاً تنطق باللغة التركية. وهنا توقف الجميع.

"وقعنا في الفخ"، ردد سمير. واستدرك قائلاً: "كان الجندرمة يراقبون تحركنا منذ مدة وعندما اقتربنا أمسكوا بنا".

وتابع: "سألونا فوراً عن المهرب الذي قادنا إلى المنطقة وهنا أخبرناهم أنه ولى هارباً. لقد كذبنا عليهم فقد كان الفتى بيننا لكنا خشينا من تعرضه للأذى وربما القتل".

تعرض سمير للضرب على وجهه واحتجزته الجندرمة مع رفاقه مدة 6 ساعات ثم أطلقوا سراحه.

منذ أسابيع يلجأ الجانب التركي إلى إجراء تشديد أمني مكثف على الخط المحاذي للأراضي السورية منعاً لأي عملية تسلل إلى أراضيه حيث كثفت الدوريات وشددت الحراسة بشكل لا يسمح سوى للقليل من المتسللين بالتملص والنجاح في العبور ودخول تركيا.

"أحمد أبو العز"، شاب لم يتجاوز العشرين. حاول عدة مرات الدخول إلى تركيا لكن دون جدوى.

وقال أحمد لـ "اقتصاد": "بلغت المحاولات التي سعيت فيها لدخول تركيا 12 مرة. ومن مناطق متنوعة. حتى الآن لم أتمكن من العبور".

تعرض أحمد بدوره للضرب والاحتجاز طوال الليل من قبل الجندرمة. وأكد أنه يعرف الكثير من السوريين تعرضوا لنفس التجربة ولم يستطيعوا مغادرة سوريا إلى الطرف الآخر.

صعوبة العبور إلى تركيا رفعت أسعار عمليات التهريب. سمير دفع لأحد المهربين مبلغ 350 دولار. واليوم ينسق مع مهرب آخر أكد له أن نجاح العملية مضمون لكنه طلب 450 دولار.

بالنسبة لأحمد قال إنه دفع مبالغ متفاوتة بين 300 و 600 دولار. مع أن السعر الوسطي للتهريب كان سابقاً بين 200 و 250 دولار.

تجدر الإشارة إلى أن المبلغ يُرد في حال فشلت عملية الهروب إلى تركيا. كما أن المهرب يتعرض للضرب المبرح في حال تم الإمساك به.

وفي بعض الحالات يقوم المهرب باحتجاز العائلات والأفراد في منزل خاص به في الريحانية أو انطاكيا بحجة عدم وصول المبلغ من الوسيط في حال كان تسليم المبلغ عبر طرف ثالث.

كما يأخذ المهرب 100 دولار على توصيل الشخص الواحد من أنطاكيا إلى غازي عينتاب بحجة شراء حواجز الجندرمة على الطريق مستغلين عدم وجود وجود بطاقة (الكيملك) لديهم.

ترك تعليق

التعليق