التعفيش في ريف حلب الشرقي.. كما لم تسمع به من قبل


كعادته قام جيش النظام السوري بعد أن سيطر على عشرات القرى في ريف حلب الشرقي، بممارسة كافة الجرائم من قتل واعتقال وتهجير قسري لم يفرق بين مؤيد ومعارض، خصوصاً تلك القرى المحيطة بالمضخة الرئيسية التي تزود مدينة حلب بالماء، والقرى الواقعة على امتداد أنبوب الماء، حيث هرب أهالي تلك القرى لمناطق أخرى لا تخضع لسيطرة النظام نتيجة الجرائم المنظمة من إعدامات ميدانية واعتقال وقبل ذلك القصف الجوي والمدفعي العنيف.

 ولم تكتفي عناصر الجيش الأسدي بارتكاب الجرائم المروعة بحق الأهالي، حيث باشرت تلك العناصر بتعفيش ما تبقى من تلك القرى دون أن يتركوا شيئاً خلفهم.

 أحمد من بلدة الخفسة، تحدث لـ "اقتصاد" قائلاً: "لم يتركوا شيئاً حتى الأبواب قاموا بفكها وتعفيشها".

 وأضاف: "قاموا بتعفيش الأدوات الزراعية من مضخات مياه ومعدات ثقيلة وأنابيب وغيرها.. حيث قاموا بفكها وتحميلها على شاحنات نقل ضخمة"، ما يوحي بأن عمليات التعفيش لم تتم من قبل عناصر الجيش من ذوي الرتب المنخفضة فقط، إنما أيضاً من قبل الضباط، حيث كانت العملية مكشوفة وعلنية وبحاجة لتوفير شاحنات ضخمة لنقل تلك البضائع، وهو ما يدحض ادعاءات صدرت من ضباط في الجيش بأن العناصر التي تقوم بسرقة المنازل في تلك المناطق، سيجدون عقاباً رادعاً.

(سوق لتجارة البضائع المُعفشة في سوريا)

المدنيون الذين لم يستطيعوا الهرب بسبب الألغام تم اعتقالهم ونقلهم إلى "جربين"، وأثناء ذلك لم يسلموا من التعفيش، حيث أفادت العديد من الشهادات التي تم تناقلها على وسائل التواصل الاجتماعي أن جنود النظام قاموا بخلع الذهب من أيدي النساء، وكل ما تقع عليه أعينهم.

 تقول إحدى الشهادات: "حتى دواء والدي المريض بالسكري قاموا بأخذه مني".

 كما شملت عمليات التعفيش والاعتقال من خرجوا لتحية الجيش للتدليل على تأييدهم للنظام حماية لأعراضهم وممتلكاتهم.

الثروة الحيوانية في تلك المنطقة لم تسلم من التعفيش أيضاً، حيث تم نقل ما تبقى من الأغنام بشاحنات ضخمة كما أفاد "ياسين" لـ "اقتصاد"، وهو من سكان المنطقة. أما الأغنام التي سلمت من التعفيش فكانت عرضة لانفجار الألغام التي زرعها تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف، الأمر الذي يهدد مستقبل الثروة الحيوانية في تلك القرى والتي تعد من المراعي الخصبة لارتفاع مستوى الأمطار ومحاذاتها لنهر الفرات.

ويروي "ياسين" حادثة شهدها وهي مصادرة عناصر النظام للسيارات الخاصة والعاملة في النقل، وبأن بعضها تم إرجاعه مقابل فدية يتم دفعها لعناصر النظام، وتسلم السيارة المسترجعة لدى النقاط الفاصلة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام.

ويذكر أن القرى في ريف حلب الشرقي كانت تحت سيطرة تنظيم "الدولة"، واستطاعت قوات النظام التقدم بشكل لافت وسريع مصحوبة بالميليشيات الشيعية وقصف الطيران الروسي، وهي اليوم خالية من أية خدمات طبية ومن تبقى من المدنيين الذين لم يستطيعوا النزوح بسبب الألغام، يتعرضون لكافة أشكال الإذلال على يد قوات الأسد، بالإضافة للخوف الذي يحوم فوقهم بعد أن قامت عناصر النظام بارتكاب مجازر جماعية بحق الأهالي الذين تناقلت صفحات على "فيسبوك" صور جثثهم، ومنها "الخفسة اليوم"، وصفحة "أخبار الحمر وما حولها".

ترك تعليق

التعليق