لا يزال معظمهم بدون عمل مناسب.. 90 موظفاً انشقوا عن النظام في سرمين من بداية الثورة


من بين 90 موظفاً انشقوا عن النظام في مدينة سرمين بريف إدلب، لم يتمكن سوى القليل من متابعة عملهم كموظفين في مدينة إدلب لصالح هيئة الفتح التي تشرف على المدينة.

"إبراهيم العبود"،  كان أحد الذين انشقوا عن العمل مع النظام بعد قرابة سنتين من اندلاع الثورة. يروي إبراهيم قصته متحدثاً عن نفسه وعن غيره من الموظفين المنشقين حيث قال لـ "اقتصاد": "في 1 تشرين الثاني من 2013 تركت العمل كمحاسب في بلدية سرمين وذهبت إلى بيتي. لم أطلب استقالة لأن مصير كل من يطلبها في تلك الفترة كان السجن".


لم يكن إبراهيم الذي تجاوز الـ 52 سنة، وحده الذي ترك العمل في مؤسسات النظام في ذلك اليوم، بل تعدى الأمر إلى قرابة 50 موظفاً آثروا ترك وظائفهم متوقفين عن العمل مع النظام.

سبب الانشقاقات وفقاً لـ "إبراهيم" كان المخاوف الأمنية لدى الموظفين نتيجة قيام النظام في تلك الفترة بربط تسليم رواتب الموظفين بزيارة أحد أفرع أمن الدولة.

 في هذا الصدد يقول إبراهيم: "أغلب الموظفين لديهم أبناء منشقون أو مطلوبون أو متخلفون عن خدمة العلم. وبعد إجبارهم على زيارة الأمن آثروا الانشقاق".

يعمل إبراهيم في الوقت الراهن في بسطة صغيرة أمام بيته لتجارة المحروقات. لم يبد على البضاعة التي يبيعها أنها مربحة بشكل يناسب التكلفة الباهظة للمعيشة في المنطقة. لكن الرجل لم يجد سوى هذا العمل.


وتحدث "إبراهيم" عن باقي زملائه المنشقين قائلاً: "أكثرهم يعمل في المهن الحرة. بعضهم توظف لدى جيش الفتح في مدينة إدلب بينما يعيش الباقي بدون عمل".

منذ سنة تقريباً تقدم إبراهيم إلى هيئة الفتح التي تسيطر على إدلب طالباً التوظيف في إحدى الدوائر العاملة في المنطقة. لم يرفض طلبه ومع ذلك لم يتمكن من الحصول على الوظيفة. "قالوا سندرس الطلب. وها هي سنة انقضت على تقديم الطلب ومازلت أبيع المازوت في هذه البسطة التي تراها أمامك".

في النهاية وجه الرجل الذي بدت عليه الغضون وارتسمت هموم المعيشة على محياه رسالة للمعنيين قائلاً: "نطلب النظر إلى وضعنا. أنا محاسب خدمت 28 سنة في المجلس البلدي لسرمين واليوم حالتي سيئة للغاية. خسرت راتبي والتأمينات النقابية إضافة للراتب التقاعدي لكن دون جدوى".

ترك تعليق

التعليق