تعود نشأته إلى آلاف السنين.. الدجاج المنزلي يحل مشكلة نقص البيض بالمناطق المحاصرة


قال سكان محليون في عدة قرى وبلدات بريف حمص الشمالي المحاصر، إن وجود الدجاج البلدي في معظم المنازل، ساهم إلى حد كبير في حل مشكلة نقص البيض واللحوم البيضاء بالريف المحاصر، مضيفين في تصريحات لمراسل "اقتصاد" في حمص، أن أكثر من 50% من السكان، يربون الدجاج البلدي ضمن حظائر صغيرة في بيوتهم تسمى"القن"، وذلك منذ عشرات السنين.

وقد ازداد الاهتمام بهذه التربية خلال السنوات الماضية، نتيجة الحصار الخانق الذي يفرضه النظام وميليشياته على أكثر من (250 ألف نسمة)، يقطنون بريف حمص الشمالي.


ارتفاع أسعار منتجاته

ويقول "رضوان، أبو محمد" (60عاماً) -قرية برج قاعي-: "الدجاج البلدي موجود في منزلنا منذ أكثر من 100عام، وقد تأقلم على العيش تحت شروط البيئة المحلية الصعبة، ولا يحتاج إلى رعاية واهتمام وأدوية بيطرية مثل تربية بقية الدواجن، التي تربى في هناكير خاصة"، مضيفاً بأن الدجاج البلدي، يتميز بارتفاع أسعار منتجاته من البيض واللحم، مقارنة بأسعار الفروج، ويعود ذلك- حسب رأي أبو محمد- إلى الفكرة السائدة بين عامة الناس، أن طعم ومذاق لحوم وبيض الدواجن المحلية، يفوق مثيلاتها المستوردة.

ورداً على سؤال لمراسل "اقتصاد" في حمص، عن أسعار منتجات الدجاج المنزلي (البلدي)، قال "أبو محمد": "تباع البيضة الواحدة حالياً بريف حمص الشمالي بسعر يتراوح ما بين (60 - 75) ليرة سورية، أما لحوم الدجاج فسعرها يتراوح ما بين (900 - 1000) ليرة للكيلو غرام الواحد".


100 ألف دجاجة

تشير معلومات إحصائية لمتخصصين بتربية الدجاج البلدي، إلى وجود حوالي مائة ألف دجاجة بقرى وبلدات ومدن ريف حمص الشمالي، إنتاجها السنوي تقريباً بحدود 10 ملايين بيضة، وتوفر هذه الكمية البسيطة من البيض، التي تنتجها مزرعة متوسطة للدجاج البياض بالدول العربية، كالسعودية مثلاً، الحد الأدنى من البروتين للمحاصرين.

يقول الدكتور سمير- الذي كان يملك مكتباً لتسويق الصوص البيّاض في سوق الدجاج بحمص القديمة-، "يتراوح وزن الدجاجة المنزلية ما بين (900 - 1250) غ، ويزداد الوزن تدريجياً مع العمر، ويصل إلى ما بين (1300-1700) غ، وبالطبع يكون وزن الذكور (الديوك) في الحدود العليا.

وأضاف الدكتور سمير، بأن إنتاج البيض عند الدجاج البلدي، يبدأ بعمر مبكر نسبياً (20 أسبوع)، ويتم تفقيس البيض بطرق بدائية ومعروفة، "للفلاحات"، منذ عشرات السنين، وهي وضع بيض بلدي ملقّح تحت دجاجة في مكان دافئ، وتتراوح نسبة الفقس بهذه الطريقة ما بين (50-75)% من عدد البيض، وتقوم الأم برعاية صيصانها، وتعلمهم طريقة الطعام والشراب.


ويرى الطبيب البيطري أنس (حماة)، بأن هناك إجماع بين علماء السلالات، يقول أن الدجاج المنزلي نشأ من آلاف السنين، من السلالات الهندية البرية، والتي كانت تنتشر في شرق وجنوب آسيا، وكان عددها أربعة. مضيفاً بأنه يوجد في الريف السوري، أكثر من 50 صنفاً من الدجاج المنزلي، أشهرها، التركي، الفرنسي، الفرعوني، الفارسي، الفيومي، المينوركا (من سلالات البحر المتوسط)، وهذا الأخير يعتبر من أكبر طيور البيض حجماً، حيث يصل وزن الديك إلى 4 كغ والأنثى إلى 3.4 كغ.

ترك تعليق

التعليق