فأر الحقل يشارك قوات النظام في تخريب المحاصيل الزراعية بدرعا
- بواسطة خاص - اقتصاد --
- 24 آذار 2017 --
- 0 تعليقات
في إطار الجهود التي تبذلها الفعاليات المحلية للحفاظ على المحاصيل الزراعية، أطلق مجلس محافظة درعا الحرة بالتعاون مع وحدة تنسيق الدعم ومؤسسة إكثار البذار، حملة لمكافحة فأر الحقل على مساحات واسعة من أراضي المناطق المحررة المزروعة بمحصولي القمح والشعير.
وأشار المهندس، جمال التركماني، مدير إكثار البذار في مجلس محافظة درعا الحرة، إلى أن "فعاليات الحملة بدأت في منتصف شهر شباط الماضي وستستمر إلى نهاية شهر آذار الجاري، وتهدف إلى القضاء على فأر الحقل في حقول القمح بالدرجة الأولى، وباقي المحاصيل المجاورة لها، بغية التقليل من الخسائر الاقتصادية التي يسببها، والوصول إلى أكبر إنتاجية زراعية ممكنة".
وأضاف أن "الحملة تستهدف جميع المساحات المزروعة بالقمح في كافة المناطق المحررة من محافظة درعا، والتي تقدر بنحو مئة ألف دونم"، لافتاً إلى أن فأر الحقل هو من أكثر الآفات الزراعية التي تصيب محصول القمح، وهي آفة خطيرة جداً وتصل الإصابة بها في بعض المواسم حد الجائحة".
وبين أن "هناك مناطق مصابة في درعا المحررة بهذه الآفة، وفي أغلبها مناطق لم يستطع المزارع الوصول إليها، نتيجة تركها دون فلاحة عدة مواسم متتالية بسبب قربها من مناطق سيطرة قوات النظام، فوجد فيها فأر الحقل ملاذاً آمناً ومرتعاً خصباً للتكاثر والانتشار إلى المناطق المزروعة المجاورة".
وأضاف أن "من يقوم بأعمال المكافحة هو فريق فني من المختصين في مؤسسة إكثار البذار بدرعا ووحدة تنسيق الدعم ومنظمة الهلال القطري، بالتعاون مع مجلس محافظة درعا الحرة"، مشيراً إلى أن الفريق اتبع في الحملة طريقة الطعوم السامة، والتي تتلخص بخلط كمية من القمح المنقوع بالماء والمتروك لفترة حتى ينشف، والمضاف إليه كميات من الزيت المستعمل والسكر الممزوجين مع كمية قليلة من مادة فوسفيد الزنك لكل كيلو غرام من القمح المنقوع ثم يأخذها المزارع لوضعها في جحور الفأر بالحقل.
وأشار إلى أن الآفة لم تصل إلى حد العتبة الاقتصادية، والأمور بفضل التعاون مع المزارعين مازالت تحت السيطرة، موضحاً أن هناك بعض الآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية في درعا كحشرة السونة التي تصيب القمح وبعض الأمراض الفطرية، لكنها أيضاً لم تشكل أضراراً كبيرة.
من جهته، أكد المهندس الزراعي رامي المحمد، أن "فأر الحقل هو آفة تصيب المحاصيل الزراعية، وتختلف أشكال الأضرار التي يحدثها تبعاً لنوع المحاصيل الزراعية"، لافتاً إلى أن فأر الحقل يسبب أضراراً كبيرة في المناطق التي يتكاثر فيها، لاسيما للنباتات النجيلية والحقلية والأشجار المثمرة، وقد يخرج مناطق كبيرة من الإنتاج الزراعي إذا لم تتم مكافحته بالطرق المثلى.
وأشار إلى أن "البيئة المناسبة لفأر الحقل وتكاثره هي المناطق التي تقل معدلاتها المطرية السنوية عن 250 مم، والمناطق البور التي لا تزرع لفترات طويلة أو الأراضي الزراعية المهجورة"، مبيناً وجود طرق أخرى يتم استخدامها للقضاء على فأر الحقل، منها فلاحة الأراضي مباشرة بعد جمع المحاصيل لتدمير جحور الفئران وأعشاشها، واستخدام المصائد التنكية للقضاء على أكبر عدد ممكن من فأر الحقل، أو استخدام عمليات التطويف المائي إذا وجد مصدر مائي قريب لخنق الفئران في جحورها.
وأكد المهندس المحمد "ضرورة الحفاظ على كل حبة قمح تنتج في المحافظة من خلال اتخاذ إجراءات الحفاظ على سلامة المحاصيل الزراعية، ولاسيما بعد التراجع الكبير الذي شهده القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني خلال سنوات الثورة، وتحول درعا من محافظة منتجة وصلت إلى حد الوفرة، لتصبح محافظة تستورد معظم المحاصيل الزراعية، وذلك بسبب هجرة المزارعين ونزوحهم عن أراضيهم والظروف المناخية السيئة التي ترافقت مع ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج والمواد الأولية نتيجة الحصار الذي فرضته قوات النظام على المناطق المحررة".
ولفت إلى أنه على الرغم من أن المزارعين احتفظوا بكميات كبيرة من القمح خلال الموسم الماضي كبذار ومونة للطوارئ، إلا أن هذه الكميات لم تغط احتياجات بعض المناطق من الخبز والطحين، حيث وصل ثمن الكغ من القمح إلى 250 ليرة سورية، والطحين الأسمر إلى 450 ليرة سورية، في بعض المناطق التي شهدت حصاراً مزدوجاً في المحافظة.
وأضاف أن "توقف دخول المساعدات من مادة الطحين والخبز إلى بعض المناطق، جعل أهالي تلك المناطق يحتفظون بإنتاجهم الزراعي من القمح والشعير للظروف الطارئة، كما حدث في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي"، موضحاً أن هذا الإجراء أنقذ قرى المنطقة من مجاعة حقيقية.
من جهته، أكد أبو عماد، وهو مزارع من ريف درعا الغربي، أن "المكافحة بالمواد الكيميائية التي نفذها مجلس محافظة درعا، أتت أكلها وقللت من تواجد فأر الحقل في أراضيه الزراعية"، مشيراً إلى أن فار الحقل كان بأعداد كبيرة، لكن المكافحة حدت من تواجده بشكل كبير.
فيما أكد أبو سهيل، وهو فلاح من أطراف حوض اليرموك، أن "الأضرار الاقتصادية في القطاع الزراعي لا تقتصر على فأر الحقل فحسب بل تتسبب بها أيضاً الخنازير البرية التي ظهرت مؤخراً في بعض مناطق المحافظة"، لافتاً إلى أن الخنازير البرية على ضفاف الأودية خربت الكثير من حقول المزارعين، وتتسبب بخسائر اقتصادية في المزروعات الخضرية.
وأضاف أن الخنازير البرية تخرج من الأودية على شكل قطعان كبيرة، وتقوم بتخريب المزروعات وأكلها، داعياً إلى إيجاد حلول مناسبة للتخلص منها للحفاظ على المزروعات.
يشار إلى أن محافظة درعا من المناطق الزراعية بامتياز، وتشتهر بزراعة القمح والشعير والزيتون والكرمة، لكن إنتاجها الزراعي تراجع خلال الحرب إلى الربع تقريباً، ففي حين كان إنتاجها يصل إلى ما بين 85 ألف ألف و100 ألف طن من القمح سنوياً قبل الثورة، انخفض إنتاجها خلال سنوات الثورة إلى 20 ألف طن، كما انخفض إنتاجها الزراعي من الخضار والمزروعات الحقلية الأخرى إلى الربع تقريباً.
التعليق