الهلال الأحمر يحرم آلاف النازحين من الطعام بإغلاق مطبخ جرمانا الإغاثي


بشكل مفاجئ ودون مبررات أصدر الهلال الأحمر السوري قراراً بإغلاق المطبخ الإغاثي التطوعي في جرمانا، الذي يقدم الوجبات الساخنة للمئات من العائلات الفقيرة من المهجرين إلى البلدة، الأمر الذي أثار غضب المتطوعين فيه، وزاد من معاناة المهجرين.

منذ بدأ جيش النظام بقصف المدنيين بالطائرات والمدفعية في غوطة دمشق وغيرها من المحافظات السورية قبل ست سنوات، تحولت بلدة جرمانا بريف دمشق إلى ملجأ يلوذ به الهاربون من الموت طلباً للأمان، حيث استقبلت عشرات الآلاف.

غصت البلدة بالوافدين، فاضطر كثيرون للسكن في الأبنية غير الجاهزة، حيث أنشأ متطوعون مدنيون وفاعلو خير مطبخاً لتقديم الطعام والوجبات الجاهزة لهؤلاء الذين يفتقدون أدوات الطهي والوقود والقدرة المادية.


هيمنة الهلال الأحمر

حاول الهلال الأحمر السوري التدخل في عمل المطبخ والسيطرة عليه من خلال تقديم بعض المواد الأولية والحبوب بحجة توسيع عمله وزيادة عدد الوجبات لتصل إلى المهجرين الذين استقروا في الملعب البلدي.

إحدى المتطوعات في المطبخ تحدثت عن استغلال الهلال الأحمر لحاجة النازحين، وادعى دعم المطبخ إلا أنه لم يقدم سوى القليل، وبقي يعتمد على المتبرعين والمتطوعين.

المتطوعة قالت في اتصال هاتفي مع "اقتصاد": "خلل كبير أصاب عمل المطبخ منذ تدخل الهلال الأحمر، وبات العاملون فيه يوزعون كثيراً من الوجبات لغير مستحقيها".

وتحدثت عن مشاهد وانتهاكات ارتكبها الهلال الأحمر: "سيارة تتبع له كانت تملأ يومياً بالوجبات الساخنة وتوزع على حواجز الشبيحة وعناصر النظام، وشاهدت بنفسي زوجة أحد ضباط جيش النظام تحضر بسيارتها الخاصة إلى المطبخ، وتأخذ عبر أحد موظفي الهلال الأحمر 15 وجبة ساخنة، وتقهقه بصوت عال (عندي عزيمة وأفيتي بطبخ)".


فساد الهلال الأحمر

تجاوزات الهلال الأحمر وموظفيه أزعجت المتطوعين والمتبرعين، ولكنهم أصروا على الاستمرار بالمطبخ كي لا تحرم العائلات النازحة الفقيرة من وجبة هم بأمس الحاجة إليها، ولكن الهلال أصدر قراراً بإغلاق المطبخ دون استشارة هؤلاء الذين يدفعون بدل إيجار مقره ويقدمون غالبية مستلزماته.

"اقتصاد" تمكن من الاتصال بأحد العاملين في الهلال الأحمر لاستيضاح سبب إغلاق المطبخ، الذي قال إنه يجهل السبب، لكنه ألمح إلى أن القرار تم اتخاذه من جهات أمنية.

مصدرنا بدا غاضباً وحزيناً من الحال الذي وصل إليه الهلال الأحمر، والذي "بات مؤسسة أمنية بامتياز وتخلى عن مهامه الإنسانية التي قام من أجلها".

 وتحدث مصدرنا عن اشتراك الهلال الأحمر السوري مع النظام في التجسس على المواطنين والتضييق عليهم، الأمر الذي دفع كثيراً من موظفيه للتخلي عن العمل فيه.

ووصف المصدر خطوة الهلال بإغلاق مطبخ جرمانا بأنها "إجرامية" لا سيما أن مخازنه ومستودعاته ممتلئة بكل أنواع المواد الغذائية، تغزوها الفئران والجرذان، ويجري إتلاف عشرات الأطنان شهرياً لانتهاء صلاحيتها، لأنه لا يقوم بتوزيعها، ويحتفظ بها كاحتياطي غذائي لشبيحة النظام وجيشه.

وكان نظام الأسد قد وضع يده على الهلال الأحمر السوري، والذي يفترض أنها مؤسسة إنسانية مستقلة، واستحدث له وزارة خاصة في حالة شاذة بين حكومات العالم، قبل أن يلغيها لاحقاً.


ترك تعليق

التعليق