آخرها مشروع "صفيحة ولحم كباب".. مدنيو الغوطة ينشطون لإطعام الثوار بغاية رفع معنوياتهم


ما إن سَمِعَت "أم حسن"، المرأة الغوطانية، بالحملة الشعبية التي نظمتها هيئة شؤون المجاهدين، حتى سارعت إلى بيع خاتمها الذهب والتبرع بثمنه من أجل إطعام الثوار في جبهة دمشق وإيصال الدعم المعنوي لهم.

تقول "أم حسن" إن الحملة لا تعدو كونها جزءاً من نسيجٍ إجتماعي أعاد للثورة أملها وبريقها، والأهم من ذلك أعاد الثقة بالجيش الحر، الذي هتفنا له طوال السنوات الماضية. وأضافت: "سأتبرع بكل ما أملك من أجل إيصال رسالة مفادها أننا مع ثوارنا نلهج لهم بالدعاء وما استطعنا إلى غيره سبيلاً".

فقد أخذت الصور الأولى الواردة من ميدان المعارك التي دقت أبواب دمشق في حي جوبر الدمشقي وأحياء في قلب العاصمة زخماً واسعاً في الإنتشار والتفاعل، الأمر الذي أعاد للفصائل الثورية بشكل عام رونقها الذي فقدته على مدى سنواتٍ مضت.

ويتجلى التفاعل الشعبي مع الثوار على أسوار العاصمة دمشق في كثير من الصور، أبرزها تنظيم حملات شعبية للتبرع وتجهيز الطعام للفصائل المقاتلة، وإن كان هذا الأمر لا يتم التقصير فيه أبداً من قبل قيادة الفصائل (كما علمنا) إلا أن الأمر له أثرٌ كبيرٌ على الثوار، مفاده أننا كمدنيين رجالاً ونساءاً، أطفالاً وشيوخاً، جرحى ومصابين، كلهم ماضون في الوقوف صفاً واحداً مع الثوار.


يقول "أبو رامز"، منظم الحملة، إن هذه الخطوة من شأنها رفع همة المجاهد على الجبهة وإيصال رسالة إلى الثوار مفادها أن المدنيين بكافة أطيافهم ينتظرون منكم البشارات. وأضاف "أبو رامز" أن أجمل ما في هذا المشروع هو ردة فعل المرابطين في جبهة العاصمة دمشق على هذه الحملة، "قمتُ بزيارة مواقع الثوار في العاصمة وكان اللقاء مؤثر جداً وخاصة أننا قلنا للمجاهدين أن هذا هو دعم من إخوانكم المدنيين داخل الغوطة وخارجها وخارج سوريا فكان هذا المشروع جميل كون الحاضنة المدنية هي من تدفع وتقدم الدعم".

وكشف "أبو رامز" أن الحملة انطلقت قبل أسبوع تقريباً بين المدنيين والناس البسطاء في الداخل ثم انتشرت ضمن الغرف المغلقة في وسائل التواصل الاجتماعي كي يتسنى للمغتربين المشاركة بالحملة، "واستطعنا جمع مبالغ كبيرة قدمنا من خلالها مشروع شاورما بجبهة القابون بالاضافة إلى مشروع كبة مقلية بجبهة دمشق والحمدلله مؤخراً قمنا بمشروع صفيحة ولحم الكباب أيضاً في نفس الجبهة. ومازال العمل جارٍ لتقديم المزيد".


وختم "أبو رامز" كلامه بالقول: "أوجه كلمة أخيرة إلى أهالي سوريا عامةً أن يستبشروا بثبات أبنائهم على جبهات دمشق، وبدوري أطلب من الاخوة في كل مكان في سوريا وخارج سوريا التفاعل بشكل أكبر مع الثوار بالمال والدعاء وكل ما يستطيعون فعله، فهذه معركة الجميع".

وعلى الرغم من أنها الحملة الأولى من نوعها التي تم تنظيمها بهذا الشكل، إلا أنها أخذت صدىً كبيراً بين الناس، علّهُم يجدون الخلاص الأخير في هذه المعركة الذي سيفضي إلى وقف شلال الدماء وحلقات الظلم الذي مارسه نظام الأسد على مدى ست سنوات مضت.

ترك تعليق

التعليق