حالات رفض منح الجنسية التركية لسوريين.. تبدد آمال بعض الطامحين بالحصول عليها


على غير ما هو متوقع من قبل الكثير من السوريين الذي اصطفوا قبل أشهر أمام دوائر الهجرة التركية مصطحبين معهم أوراقهم الرسمية التي تكلفوا في ترجمتها وتصديقها مئات الليرات التركية. تفاجأ السوريون في تركيا ممن أصبح الحصول على الجنسية التركية هاجساً للكثير منهم ومسعى للحالمين بوطن بديل، بوصول رسائل تعلمهم برفض طلبهم واستبعادهم من الحصول على الجنسية التركية الاستثنائية.

محمد، وهو الاسم المستعار لأحد المدرسين السوريين العاملين في أحد مراكز التعليم المؤقتة جنوب تركيا، كان ممن أجرى مقابلات الجنسية الاستثنائية وتكلف حوالي 1000 ليرة تركي لترجمة وتصديق أوراقه. وصلته قبل أيام على هاتفه المحمول رسالة من ولاية غازي عينتاب تطلب منه مراجعة مديرية المواطنة والسكان في مبنى الولاية يوم الجمعة الساعة التاسعة صباحاً. وعند مراجعته للمديرية أخبره الموظف المسؤول أن ملف التجنيس الخاص به قد رفض دون تعليل سبب ذلك الرفض. كما طُلب منه التوقيع على بعض الأوراق.

ولدى استفسار محمد عن أسباب رفض ملفه من المديرية العامة للمواطنة والسكان في أنقرة، كانت إجابة الموظف عامة، مرجعاً رفض ملفات التجنيس لأسباب متعددة قد تكون لعدم المعرفة باللغة التركية أو الدراسة الأمنية أو تقديم شهادة دراسية مزورة.

حالة محمد سبقها قبل يومين حالة أخرى لإحدى المدرسات التي تفاجأت بوصول رد يعلمها باستبعادها من فرصة الحصول على الجنسية التركية بصورة استثنائية لعدم استيفاء الشروط التي نص عليها القانون للحصول عليها. كانت المُدرسة المشار إليها قد تابعت ملف التجنيس الخاص بها من خلال إدخال رمز سري وصل لها على إيميلها يمكن من خلاله التحقق من حالة الملف من خلال رابط خاص على الموقع الرسمي للمديرية العامة للمواطنة والسكان التابعة لوزارة الداخلية التركية على شبكة الانترنيت، بعد إدخال تاريخ الميلاد ورقم بطاقة الحماية المؤقتة.

فيما لا تزال غالبية ملفات وطلبات التجنيس قيد الدراسة بحسب ما ذكر "أحمد"، لـ "اقتصاد"، وهو سوري آخر تقدم بطلب الحصول على الجنسية التركية. إذ تحقق أحمد من ملفه عبر موقع مديرية المواطنة والسكان ووجده ما يزال قيد الدراسة، إلا أنه لم يخف توجسه وخوفه من وصول قرار برفض ملفه على الرغم من أنه يحمل إجازة باللغة الإنكليزية.

رفض بعض الأشخاص كان متوقعاً بحسب الصحفي عبو الحسو، المتخصص بالشأن التركي، الذي قال في حديث خاص لـ "اقتصاد"، إن عدم تجنيس جميع من قدم أوراقه للحصول على الجنسية التركية الاستثنائية هو أمر بديهي من الناحية العملية.

وعزا الحسو حالات الرفض تلك لجملة من الأسباب أهمها بنظره عدم اتقان اللغة التركية بالقدر الكافي أو عدم وجود عمل ودخل لدى البعض أو اكتشاف الحكومة التركية لبعض حالات التلاعب والتزوير بالشهادات العلمية المقدمة من البعض أو ارتباط بعض من تقدم بالحصول على الجنسية وتأييدهم لتنظيمات ترى بها الحكومة التركية خطراً على أمنها القومي.

كما أن وجود الأسبقيات الجرمية لبعض الأشخاص، وقيامهم بسلوك أو تصرف ترى به السلطات التركية غير مريح قد يكون سبباً في رفض تجنيس البعض، وفق ما ذكر المحامي غزوان قرنفل، الذي أكد في حديث لـ "اقتصاد"، أنه ليس كل من تم التواصل معه من قبل دوائر الهجرة سيكون مؤهلاً للحصول على الجنسية التركية لأن ملفات التجنيس ستخضع بالضرورة لمراجعة أمنية تتم بها غربلة الأشخاص، على حد وصفه.

يذكر أن الحكومة التركية كانت قد أجرت عبر دوائر الهجرة التابعة لها قبل أشهر مقابلات مع آلاف السوريين من أصحاب الكفاءات من المدرسين والمهندسين والأطباء وبعض حملة الشهادات الأخرى وأذونات العمل الرسمية في عدد من المحافظات التي ينتشر بها السوريون كغازي عينتاب وهاتاي وكيليس بهدف تجنيسهم ودمجهم في المجتمع التركي.

وهو ما رأت به المعارضة التركية محاولة من حزب العدالة والتنمية الحاكم لتجيير أصوات السوريين المجنسين لصالحها في الاستفتاء المرتقب على الدستور التركي. وهو ما دعا الحكومة إلى إعلانها تأجيل البت بطلبات وملفات تجنيس السوريين إلى ما بعد الاستفتاء على الدستور المزمع عقده منتصف نيسان القادم.

(رسالة وصلت لبعض طالبي الجنسية التركية من السوريين تخبرهم برفض طلبهم لعدم تحقيق الشروط )

ترك تعليق

التعليق