حتى في خسائر الزراعة.. النظام يكذب


بين الفينة والأخرى، تطرح مؤسسات النظام السوري مجموعة من الإحصائيات التي تتحدث عن الخسائر التي طالت القطاعات الاقتصادية خلال السنوات الست الماضية، كاشفة في كل مرة عن أرقام، تارة متناقضة، وتارة أخرى مبالغ فيها.

وفي هذا السياق، ذكرت وزارة الزراعة في تصريحات صحفية لمعاون الوزير هيثم حيدر، أن قيمة الخسائر المباشرة من أضرار مادية طالت البنى التحتية والمباني والمنشآت بلغت حتى الآن حوالي 94 مليار ليرة في حين وصلت الخسائر غير المباشرة والتي طالت أدوات الإنتاج النباتي والحيواني إلى حوالي 1100 مليار ليرة, لتصل بذلك قيمة الخسائر الكلية إلى حوالي 1194 مليار ليرة.

ولعل المتأمل في هذه الأرقام يدرك التسييس المتعمد فيها وذلك من أجل تحميل الثورة كل المشاكل التي حلت بالبلد خلال السنوات الخمس الماضية. إذ أن المقصود بأدوات الإنتاج والتي تتحدث الأرقام عن خسائر كبيرة فيها، هي المعدات الزراعية بالدرجة الأولى، وهذه لا تتجاوز قيمتها كاملة في سوريا الـ 200 مليار ليرة سورية، فكيف تسنى للتقرير أن يتحدث عن 1100 مليار خسائر فيها..؟، سيما وأن مناطق الإنتاج الزراعي الأساسية في سوريا، ونقصد بها منطقة الجزيرة، لم تتعرض للضرر الكبير كما في مناطق أخرى.

لكن من جهة ثانية، نستطيع أن نتحدث عن أرقام وخسائر كبيرة فيما لو أرادت وزارة الزراعة الإشارة إلى الإنتاج الزراعي ذاته وليس لأدواته، والسبب هو امتناع الفلاحين عن بيع محاصيلهم الاستراتيجية للنظام.

ترك تعليق

التعليق