"ضرورات أمنية" وأسباب أخرى.. تؤدي إلى تفشي أزمة نفايات خطيرة في بلدة بريف إدلب


رغم الجهود التي تبذلها الفعاليات المتواجدة في بلدة معرة حرمة، للتخلص من الأزمة، إلا أن مسألة النفايات وتراكمها على طرقات البلدة لا تزال عصية على الحل الذي يبدو بسيطاً للغاية، لكن عوائق كثيرة تقف أمام تطبيقه وفقاً لتصريحات المسؤولين في المنطقة.

تقع بلدة معرة حرمة - بحسب ويكيبيديا - على بعد حوالي 13 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، وهي على الطريق الواصل بين ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي.

بالنسبة لأزمة النفايات، فتتجلى في صعوبة نقل النفايات إلى خارج البلدة ما أدى إلى تراكمها في أنحاء البلدة وطرقاتها الأمر الذي يسبب روائح كريهة وأمراضاً يقول المسؤولون إنها تفشت إلى حد كبير.


مصاريف كبيرة

للتعرف على جلية الأمر، تواصل "اقتصاد" مع المجلس المحلي لبلدة معرة حرمة الذي أكد عبر السيد "عبد المنعم الإسماعيل" مسؤول الإعلام لديه، أن أزمة النفايات من المشاكل الكبيرة التي تعيق عمل المجلس المحلي.

وقال "الإسماعيل" إن أسباب الأزمة تعود في الدرجة الأولى إلى "المصاريف التشغيلية الكبيرة التي يقوم المجلس المحلي بتقديمها من رواتب ووقود للآليات وأعمال الصيانة، وكذلك فإن بُعد مكان رمي النفايات يؤثر على سير العمل من كلف إضافية والتأخر في رفع القمامة من البلدة حيث يبعد المكب 15 كم عن البلدة".

ولفت "الإسماعيل" إلى أنه يتم التخلص من النفايات في مكب عابدين الذي يبعد عن البلدة 15 كم جنوباً، مشيرا ًإلى أنه يوجد 6 عمال نظافة وسيارة قلاب وجرار يعملون تحت إشراف المجلس، مضيفاً بالقول: "نحن بحاجة الى عاملين على الأقل من أجل تكنيس الشوارع".


أمنيات

أحد الأسباب التي ذكرها المجلس المحلي والتي تعيق عملية إخراج النفايات ورميها في مكب عابدين هي المضايقات التي تحدث على الطريق إلى المكب.

وأشار "الإسماعيل" إلى أن المكب موجود بين مقرات عسكرية - لم يذكر لأي جهات تتبع - وقال متحدثاً حول الموضوع: "حالياً يسمحون لنا بنقل النفايات مرة كل أسبوع مع أن الضرورة تحتم علينا نقلها بشكل يومي".

وأضاف: "الضيعة كبيرة وعم يصير تراكم نفايات كتير"، متابعاً حول سبب منع الفصائل العسكرية لنقل النفايات يومياً، "قالوا إنها أمنيات".

وعلى كل حال لا أحد بإمكانه التكهن بالعلاقة المتلازمة بين الضرورة الأمنية ونقل النفايات يومياً من بلدة فقيرة يعاني أهلها من تفشي أمراض خطيرة بسبب الأزمة العسيرة على الحل..!!

هنا تجدر بنا الإشارة إلى قيام أهالي البلدة بنقل النفايات إلى مكبات عشوائية قريبة من البلدة وبيوتها السكنية وذلك بسبب تراكمها داخل البلدة ما تسبب بشكل مباشر في انتشار وباء حبة السنة المعروف بـ "اللشمانيا"، والذي قال عنه "الإسماعيل" إنه حقق انتشاراً كبيراً. وعلى الرغم من عدم ذكره لإحصائيات توضح عدد الإصابات إلا أن محدثنا شدد على أنها "مخيفة ولا يوجد دعم مالي لمكافحتها".


الدعم متوقف والجباية لا تكفي

تم دعم مشروع النظافة في بلدة معرة حرمة من قبل برنامج "تمكين" وهو متوقف حالياً منذ تشرين الأول من العام الماضي وذلك بسبب انتهاء دورة البرنامج في سوريا.

يقول المجلس المحلي للبلدة إنه تم التواصل مع عدد من المنظمات ولم يتم تبني أي منظمة لدعم العمل ما اضطر المسؤولين لاعتماد نظام الجباية من الأهالي حيث يدفع كل شخص مبلغ 300 ليرة شهرياً.

بهذا الصدد قال الإسماعيل "حالياً المصاريف من الجباية ولكن الجباية لا تكفي الكلفة التشغيلية".

وأضاف قائلاً: "الصعوبة الوحيدة التي يواجهها المجلس المحلي هي صعوبة عملية الجباية من المواطنين وعدم كفايتها للكلف التشغيلية والرواتب. ويدين المجلس المحلي حالياً بشهرين لعمال النظافة بقيمة 300 ألف ليرة سورية وتستهلك آليات النظافة 200 ألف ليرة سورية بين وقود وصيانة شهرياً".

وتابع: "هذه المبالغ فوق طاقة المجلس المحلي". لكنه استطرد قائلاً: "على الرغم من ذلك يسعى المجلس لاستمرار مشروع النظافة بالإمكانيات المتوفرة".

بقي لدينا أن نشير هنا إلى الحلول التي اقترحها المجلس المحلي للتخلص من أزمة النفايات في البلدة حيث قال "الإسماعيل" إنها تتلخص "بشراء أرض قريبة من البلدة وتجريفها بحيث تصبح مكباً للبلدة دون التأثير على الأراضي المجاورة وكذلك تبني المنظمات مشروع النظافة في البلدة بالرواتب والكلف التشغيلية وكذلك شراء حاويات لرمي القمامة التي توضع في الوقت الحالي على الطرقات".

 فإلى متى ستبقى أزمة النفايات في بلدة معرة حرمة بعيدة عن الحل؟.. السؤال هنا برسم الإجابة!!


ترك تعليق

التعليق