مدنيو الرقة.. "قسد" من أمامكم، والألغام من ورائكم


أحكمت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حصارها لمدينة الرقة بشكل كامل وذلك عقب توجه قوات النخبة المتمركزة في بلدة "أبو خشب" إلى الشريط الشرقي الجنوبي من المدينة والسيطرة على العديد من القرى التابعة لدير الزور والممتدة من" الكُوبر" حتى" الجزرة" بحسب مصادر معلومات متقاطعة، والتي يقابلها من الضفة الأخرى التبني ومعدان، والأخيرة تعد من أهم معاقل التنظيم في الرقة.

 كما أصبحت كل من "المرعيد، العواد" تحت سيطرة "قسد" بعد أن اقتحمتها في التاسع من آذار وقتل بها ما لا يقل عن ثمانية عشر مدني معظمهم من الأطفال والنساء أثناء عملية هروبهم من الاشتباكات، بحسب ناشطين.

ومن المتوقع أن تكمل قوات "قسد" طريقها إلى بقية قرى المنطقة ومنها "العجيل، الشاهر، الجديدات" وصولاً إلى الكرامة التي باتت تبعد 5 كيلو متر فقط عنها، لاستكمال عملية التقدم نحو المدينة التي يتخذها التنظيم معقلاً رئيسياً له.

وإن كان الموت القادم من السماء يهدد المدنيين في الرقة، فالأرض أيضاً أصبحت مصدراً من مصادره بعد أن زرعها تنظيم "الدولة الإسلامية" بالألغام لمنع تقدم القوات المدعومة دولياً على الأرض، إلا أن الألغام كما أفاد الناشط، محمد الطعان، لم تؤثر على تقدم "قسد" ولم تصب سوى المدنيين وتمنع حركتهم في العديد من المناطق، فبات الحصار مطبقاً على أكثر من 450 ألف مدني، لا يستطيعون الخروج من دائرة الحصار المفروضة عليهم، ولا يستطيعون استيراد السلع الأساسية التي يحتاجونها، لتتحول المنطقة المحاصرة لمعسكر اعتقال ضخم محاط بالألغام وقوات "قسد"، في ظل غياب شبه تام لمعاناة المدنيين الذين افترشوا العراء والمهددة حياتهم بالموت بين لحظة وأخرى، عن أجهزة الإعلام، على حد تعبير الطعان.
 
وإن كانت أرواح الناس مهددة بالسلب بسبب الحرب، فحياتهم باتت أكثر صعوبة في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية والدوائية، وانقطاع سلع أخرى بشكل كامل. فالرقة التي استخدمها تنظيم "الدولة الإسلامية" على مدى أعوام كنقطة وصل بين مدينة الموصل وريف حلب الشرقي، والتي كانت مركز وصل للبضائع التجارية، تعاني من نقص شديد في المواد الأساسية، وبحسب الناشط معاذ عبد القادر، فقد وصل سعر لتر البانزين إلى 400 ليرة سورية، والمازوت 300 ليرة، والخبز 250 ليرة، أما الغاز فقطع بشكل كامل.

 ويضيف الناشط عبد القادر: "الأدوية أيضاً ارتفع سعرها بنسبة 400% في ظل نقص حاد بعدد الأطباء وعدم قدرة الأهالي في الريف على التوجه إلى مشافي المدينة خوفاً من القصف".

ويبقى العامل الوحيد الذي جاء لصالح المدنيين أن الحصار حدث بفصل الربيع، حيث موسم الخضروات التي زرعت، ومنها الطماطم والباذنجان والملوخية والخس والخيار والبصل، الأمر الذي خفف من وطأة المحنة التي يعيشها المدنيون بعض الشيء، كما أفاد الناشط عبد القادر.

ترك تعليق

التعليق