متلازمة الفم تنتشر في اللاذقية
- بواسطة طارق حاج بكري – خاص - اقتصاد --
- 12 آذار 2017 --
- 0 تعليقات
كثرت في الآونة الأخيرة حالات مراجعة المشافي والعيادات في محافظة اللاذقية بسبب انتشار مرض معد جديد، تظهر آثاره بصورة حبوب قيحية على اليدين والرجلين والفم. وينتشر بسرعة في المناطق والتجمعات الفقيرة.
إصابات معدية في ضواحي المدينة
يراجع عشرات المواطنين المشفى الوطني باللاذقية يومياً بسبب انتشار حبوب قيحية حمراء على أكفهم وأرجلهم وفي أفواههم، تشبه حالات الطفح الجلدي ويبدو مظهرها شبيهاً بالجدري.
تنتشر هذه الإصابات بشكل خاص في أحياء "الدعتور وبسنادا وسقوبين وجب حسن وسنجوان والقرى المحيطة بمدينة اللاذقية"، حيث تكثر العشوائيات والأوساخ وجريان المياه الآسنة في الحارات الضيقة بالإضافة إلى مياه الصرف الصحي.
وعن هذا تحدث الناشط الإعلامي "محمد الساحلي" لـ "اقتصاد" مع دكتور الجلدية الموظف بالمشفى الوطني باللاذقية "علي ح" الذي أخبره عن المرض بقوله "هذا مرض فيروسي يسمى (متلازمة الفم اليد القدم)، يسبب قروحاً تشبه أعراض مرض الجدري، وهو مرض معد وينتشر بسرعة وينتقل بالملامسة وارتداء ثياب المصابين، وأكثر انتشاره يكون بين الأطفال وخصوصاً بين طلبة المدارس والروضات، كما يصيب الرضع ومن الممكن أن يصيب الكبار بدرجة أقل، وينتشر على اليدين والرجلين والفم ويمكن أن يمتد إلى مناطق أخرى من الجسم. كما أنه ينتقل عبر الهواء من المصابين بالفم والأنف".
وأضاف الدكتور علي، "يتميز هذا المرض بأن له فترة حضانة قد تمتد لأكثر من أسبوع، وليس لها أية أعراض وهذه المرحلة خطرة لأنها تنقل المرض أكثر من فترة ظهوره".
ويمكن أن يستمر المرض لفترة خمسة أسابيع إلا أنه غير خطر على الحياة، وقد يشعر المريض بحرارة عالية قبل ظهور الإصابة مع صداع وفقدان الشهية للطعام، وإذا كانت الإصابة بالفم يشعر المصاب بصعوبة في البلع مع الشعور بالإعياء، ويعقبها ظهور بقع حمراء مسطحة أو ناتئة على راحتي اليدين والقدمين، وقد تنتشر إلى المرفق وحتى الركبتين، مع ظهور حبوب في اللوزتين واللسان ومؤخرة الفم واللثة والجزء الداخلي من الخدين.
نقص التغذية والأدوية يفاقم المشكلة
وأكد الدكتور أن سرعة انتشار المرض تكون كبيرة مع نقص التغذية الذي يعاني منه معظم سكان الساحل في ضوء ارتفاع أسعار المواد الغذائية وعدم تناسب الأسعار مع الدخل، الأمر الذي قد يفاقم المشكلة وخصوصاً مع نقصان مناعة الجسم نتيجة عدم حصوله على ما يحتاجه من السعرات الحرارية والمقويات والفيتامينات، وخصوصاً في ضوء الانقطاع الدائم للمياه والكهرباء الذي يساهم في قلة النظافة، وعدم التمكن من تطهير الألبسة بغسيلها بالمياه المغلية والمنظفات الضرورية.
وأكد الدكتور "أحمد" من مشفى "الأسد الجامعي" لـ "اقتصاد" انتشار هذا المرض على نطاق واسع، وتأخر علاجه بسبب نقصان الأدوية اللازمة لذلك من مضادات الالتهاب ومسكنات الألم وخافضات الحرارة، والتي أصبح سعرها فوق طاقة المواطن السوري، بالإضافة إلى عدم توفر معقمات الثياب.
ونصح "الدكتور" أحمد المصابين بهذا المرض بالإكثار من شرب السوائل لمنع حدوث التجفاف معهم، وإجراء الغسول للفم والرذاذ للأنف لتخفيف الألم وعدم شرب السوائل الحامضية والمالحة مع المحافظة على النظافة والتعقيم.
رغم المرض سوء معاملة
هذا وقد اشتكى العديد من المواطنين "المضطرين لمراجعة المشافي الحكومية لعدم مقدرتهم على دفع معاينة طبيب خاص" من سوء التعامل في المشافي الحكومية من قبل الأطباء والممرضين، والتمييز الكبير بين المواطنين على أساس المحسوبيات والواسطة، وموقفهم من نظام الأسد، حيث يتم التدقيق كثيراً على المراجعين مع سؤالهم من قبل الأمن المشرف على الدخول إلى المشافي عن أقربائهم المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة الاحتياطية، أو المتهربين من أداء الخدمة الإلزامية أو المطلوبين للأفرع الأمنية، ويتعرضون للابتزاز المادي من أجل غض النظر عنهم.
ومن الجدير بالذكر فإن المشافي لا تقدم الأدوية للمرضى وإنما تكتفي بمعاينتهم من قبل الأطباء المتمرنين في الإسعاف، وإعطائهم وصفة ليصرفوها من الصيدليات القريبة التي يتعاملون معها.
التعليق