تعرّف على إيجارات البيوت في بلدات مختلفة من إدلب


لا يمكن حصر متوسط الإيجار الشهري لمنزل ما في محافظة إدلب برقم محدد لأن السعر يختلف وفقاً لحجم البيت والبلدة التي يقع فيها.

فور قدومه من مدينة المعضمية إلى بلدة سرمدا على الحدود مع تركيا، دخل "أبو راتب" أحد مكاتب العقارات المنتشرة في البلدة باحثاً عن منزل. وقال "أبو راتب" لـ "اقتصاد" إنه وجد ضالته فوراً لكن الإيجار كان باهظاً،
"طلب مني صاحب البيت 100 دولار أمريكي".

وتابع الرجل متحدثاً عن المنزل الذي استقر فيه بعد دفعه للمبلغ المذكور، "كانت شقة مقبولة نوعاً ما لكنها خالية من الفرش وخلافه. على أي حال أعجبتني البلدة لأنها آمنة من القصف".

ومنذ اندلاع الثورة التي طالبت بسقوط بشار الأسد بدأت سرمدا التي تتاخم معبر باب الهوى في التميز اقتصادياً، حيث تعتبر اليوم مركزاً تجارياً هاماً، وذلك لدخول معظم البضائع التركية إلى المحافظة عبر البلدة، فضلاً عن عدم تعرضها للقصف الروسي أو السوري.

ويُعتبر المبلغ الذي دفعه أبو راتب كإيجار شهري في بلدة سرمدا متوسطاً، لأن السعر يتجاوز في بعض الأحيان 150 دولار، وفقاً للعديد من الشهادات التي أدلى بها سكان لـ "اقتصاد".

بيت بـ 5 آلاف

في المقابل سعى الحاج "أبو علي" بعد أن نزل في إحدى مدارس مدينة أريحا بريف إدلب إلى استئجار منزل ليحصل على شقة في الدور الثالث.

وتحدث "أبو علي" لـ "اقتصاد" عن الأسعار التي وجدها في أريحا لإيجارات البيوت قائلاً: "تتفاوت الأسعار لكنها قليلة بالنسبة للمناطق الحدودية. أقل بيت يمكن لك أن تستأجره بـ 5 آلاف ليرة سورية لكنه يكون فارغاً من الفرش وكافة أدوات المعيشة. في حال أردت الحصول على منزل بكامل أو معظم عفشه فإن الرقم يتراوح بين 12 و 16 ألف".

في بلدات أخرى مثل النيرب وسرمين وقميناس ومناطق الجبل الوسطاني وريف سراقب وجبل الزاوية، يبلغ السعر الوسطي لإيجارات البيوت 7 آلاف ليرة و يتراوح غالباً بين 5 و 10 آلاف ليرة.

ماذا عن إدلب المدينة؟

لا يصعب إيجاد منزل مناسب في مدينة إدلب التي تتعرض للقصف العنيف كل فترة. وتتراوح البيوت بين الشقق الفارغة والمفروشة والمنازل العربية الأرضية.

وقال "عبد المنعم"، وهو نازح من مدينة داريا، إنه استأجر شقة فارغة بـ 15 ألف ليرة. وأضاف متحدثاً لـ "اقتصاد": "هذا أقل الموجود بالنسبة لمساحة البيت الذي أسكنه والتي تبلغ قرابة 70 متراً مربعاً. هناك من استطاع الحصول على بيت أرضي بنفس المساحة بـ 10 آلاف لكنه قديم ومهترئ وبحاجة للصيانة".

على العموم. يتجاوز إيجار البيت المفروش في مدينة إدلب  35 ألف ليرة. لكن السعر الوسطي لأي بيت هو بين 20 و 25 ألف ليرة.

حركة نشطة

يعتقد مراقبون أن قدوم مئات العائلات المهجرة من مناطق عديدة حول دمشق ساهم بشكل فعال في ازدهار حركة الإيجارات في محافظة إدلب حيث حط الآلاف رحالهم فيها.

ومنذ توقيع اتفاق داريا في آب 2016 والذي يقضي بإخلاء المدينة تماماً، وقّعت مناطق قريبة من العاصمة اتفاقات متشابهة ليتكرر سيناريو التهجير مرات عديدة وفي جميع هذه الاتفاقات كانت الوجهة هي إدلب.

لكن آراء أخرى ذكرت أسباباً ثانية للحركة النشطة في تأجير البيوت السكنية سبقت قدوم المهجرين وتمثلت في القصف العنيف الذي تتعرض له مدن وبلدات المحافظة مؤدياً لتدمير المئات والمئات من المنازل ما أدى بأصحابها إلى البحث عن بيوت للإيجار.

 

ترك تعليق

التعليق