تعرّف على الجريدة الإعلانية الوحيدة في الشمال السوري


أتاحت ظروف الحرية التي يعيشها أبناء الشمال السوري بعد خلاصهم من قبضة بشار الأسد الأمنية إمكانية تحقيق أي مشروع اقتصادي يدر أرباحاً معقولة ومقبولة للمستثمرين السوريين في الداخل.

وعلى مدار الأشهر الماضية عمل العديد من الشبان على إنشاء جريدة تسويقية بغية نشر إعلانات مأجورة لأصحاب المحال والفعاليات التجارية في الشمال السوري.


وقال "مالك الحاج علي"، مدير الجريدة، إن الفكرة "ولدت من حاجة السوق  لشريك نزيه في ترويج البضاعة والسلع التجارية"، مؤكداً لـ "اقتصاد" أن الجريدة التي حملت اسم "الرسالة" هي ماركة جديدة تسعى للحصول على نجاح كبير في المستقبل عشية الاستقرار الأمني الذي ينتظره السوريون بفارغ الصبر.


وأدى الانفتاح التجاري على الجانب التركي الحليف للمعارضة إلى ازدهار حركة اقتصادية نشطة لكنها تتأثر أحياناً بالظروف الأمنية للمنطقة التي تشهد طلعات جوية للطيران الروسي والسوري والتحالف، تشمل أغلب مناطق إدلب والريف الجنوبي والشرقي لحلب.

البداية

يروي "الحاج علي" أن الجريدة بدأت أواخر 2015 بكادر بسيط لكنها تدرجت نحو النجاح بخطى بطيئة حيث يعمل في الجريدة اليوم خبير تصميم، ومدير علاقات عامة، ومدير عام، ومدير تحرير.

وتطبع الجريدة 5 آلاف نسخة كل شهر، وتتألف صفحاتها الملونة بأربعة ألوان من 12 صفحة.


 وقال "الحاج علي" إن أبرز الصعوبات التي واجهت الجريدة هي الكساد التجاري الذي طال الأسواق في فترات سابقة ما أدى لصعوبات مادية لدى فريق العمل بسبب ضعف الإقبال على الإعلانات.

وأضاف: "في ظروف القصف والوضع الأمني السيء كانت الجريدة على وشك التوقف. بدأنا الجريدة بـ 12 صفحة لكنها كانت تصدر بسبب هذه الظروف بـ 8 صفحات فقط"، مؤكداً بالقول: "رغم كل هذه الصعوبات لم نتوقف أبداً".


تفاصيل

غالباً لا يتقاضى أعضاء فريق العمل أكثر من 200 دولار أمريكي كراتب شهري، وذلك بسبب  قلة الأرباح التي تجنيها الجريدة في الوقت الحالي.

وبهذا الصدد، علّق "الحاج علي" قائلاً: "بإمكانك القول إن الأرباح التي تردنا من بيع الإعلانات نعطيها لفريق العمل كرواتب تشغيلية".


يبدأ العمل مع مدير العلاقات العامة الذي يجول على الفعاليات الاقتصادية في المنطقة شارحاً فكرة الجريدة. لكن السمعة الحسنة التي اكتسبتها جعلت المعلنين يقومون بزيارات شخصية لمقر الجريدة أو يتصلون عبر الهاتف طلباً لإجراء إعلانات.

وتأتي مرحلة التصميم حيث يعمل أشخاص مختصون على ابتكار نماذج للإعلانات المطلوبة. أما بالنسبة للتوزيع فيكون باليد عن طريق مدير العلاقات العامة وعن طريق 25 وكيلاً للجريدة في مناطق مختلفة.

ويتفاوت سعر الإعلان في مجلة "الرسالة" من 100 الى 300 دولار، حسب الصفحة، وتكون أسعار الإعلانات على الغلافين الأول والأخير بسعر أكبر.

وتبلغ تكلفة طباعة 5000 نسخة بعدد صفحات، 12 صفحة، 850 دولاراً تقريباً.


نشاطات جديدة

قال "مالك الحاج علي" إن جريدة الرسالة، "هي الجريدة الوحيدة المستمرة التي تهتم وتختص بأمور الدعاية في الشمال المحرر".
 
وفي الأيام الماضية، تطور عمل الجريدة إلى إنتاج أفلام دعائية قصيرة يقوم فريق العمل بنشرها وترويجها في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يبلغ سعر بيع الفلم قرابة 100 دولار.

كما تتولى المؤسسة الحملات الإعلانية للفعاليات الاقتصادية كطباعة بروشورات وملصقات ولوحات فيلكس وتركيب واستثمار لوحات طرقية وإعلانية.

وقال "الحاج علي" إن الأسعار في هذا المجال، "بحسب اللوحة وحجمها فاللوحة، التي تبلغ 2 ميتر مثلاً، يبلغ الأجر النهائي لها 500 دولار".


ترك تعليق

التعليق