تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".. تعرّف على "اقتصاد" الأحياء الأربعة في جنوب دمشق


يعيش المدنيون القاطنون في الأحياء التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق، (مخيم اليرموك، الحجر الأسود، التضامن، العسالي)، أوضاعاً اقتصادية غاية في السوء، في ظل إهمال التنظيم لشؤون الناس المعيشية والخدمية، وتكريس جهوده لخوض معارك ضد هيئة تحرير الشام في مخيم اليرموك، وفصائل الجيش الحر في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم. كما ينشغل عن رعاية شؤون المدنيين بتطبيق أحكامه القسرية عليهم.

يبلغ عدد السكان المدنيين في مناطق سيطرة التنظيم قرابة 12 ألف نسمة، فيما يُقدر عدد عناصر التنظيم بـ 2000 عنصر.

 وبحسب ما أفاد به عدد من السكان القاطنين في مناطق سيطرة تنظيم الدولة لـ "اقتصاد"، فإن التنظيم لا يعترف بالمدنيين، ولا يقدم لهم أي مساعدة، باستثناء مساعدات مالية لعدد محدود من كبار السن. فيما تنعدم فرص العمل في تلك المناطق باستثناء بعض الأعمال المؤقتة كتكسير الخشب من المنازل المدمرة والمهجورة وبيعها، أو العمل التجاري المحدود في عدد من المحال التجارية وبسطات بيع المواد الغذائية والوقود في السوق الرئيسي في تلك المناطق، وهو سوق العروبة في مخيم اليرموك، إضافة لسوق صغير في حي العسالي، ويتم إدخال البضائع عبر معبرين، الأول معبر بلدة يلدا الذي تسيطر عليه فصائل الجيش الحر، والثاني معبر العسالي الذي تسيطر عليه قوات النظام، لكن الحركة التجارية تتركز عبر معبر يلدا حيث يذهب أصحاب المحلات والبسطات لشراء المواد اللازمة ونقلها عبر الحاجز على الدراجات الهوائية  أو النارية.

 وترتفع أسعار المواد الغذائية في مناطق سيطرة التنظيم بنسبة قليلة مقارنة بما هي عليه في المناطق المجاورة.

مهند، صاحب محل تجاري في سوق العروبة، يقول: "تأمين البضائع ليس بالأمر السهل لذلك نضيف على سعرها 50 ليرة سوري تقريباً. وحركة البيع والشراء قليلة جداً باستثناء فترة تسلم عناصر التنظيم لمرتباتهم. أما الأهالي المدنيون فأغلب شرائهم بالدين، ويسددون عند استلامهم حوالات مالية مرسلة من ذويهم المقيمين خارج المنطقة. وبالنسبة لأصحاب المحال التجارية فقد فرض التنظيم علينا مؤخراً وجود إحدى النساء من أفراد العائلة لتتولى مهمة التعامل مع النساء في البيع والشراء".

تأمين مستلزمات الحياة أصبح أمراً صعباً للغاية في ظل غياب فرص العمل ومنع التنظيم للجمعيات الإغاثية من العمل في مناطق سيطرته بحجة أنها تتبع لجهات "مرتدة"، الأمر الذي زاد الحياة سوءاً على الأهالي.

"زيدان"، أحد سكان الحجر الأسود، يقول: "في هذه المنطقة إما أن تبايع التنظيم أو أن تبقى بلا عمل. كنت أعمل بحرق البلاستيك لاستخراج المازوت منه، لكن التنظيم منع الشباب من ممارسة هذا العمل لأسباب مجهولة. أعيش الآن على ما تتمكن عائلتي من إرساله لي وهو مبلغ يكفيني للاشتراك بالمولدة الكهربائية وتعبئة المياه حيث تبلغ كلفة اشتراك نص أمبير 1750 ليرة سوري وسعر خزان المياه 1000 لتر، 1000 ليرة سوري. بالنسبة للمواد الغذائية كنت أعتمد على ما تقدمه الجمعيات الإغاثية في سد شيء من حاجتي لكن هذه الجمعيات منعت من العمل في المنطقة لعلها محاولة من التنظيم للتضييق على الشبان لإجبارهم على الانضمام لصفوفه".
"أم علي" من سكان مخيم اليرموك، تصف حياتهم بالجحيم، حيث تقول: "نعيش في واقع مظلم. لا مدارس لأطفالنا سوى مدارس تنظيم الدولة. لا يوجد خدمات طبية وأسعار الدواء مرتفعة. المياه غير صالحة للشرب. ومسؤولية وتكلفة استخراجها من الآبار تقع على عاتق الأهالي. لا يقدمون لنا أي خدمات. نشاطهم يقتصر على التضييق على الأهالي بإجبار النساء على ارتداء الخمار ومنع الرجال من التدخين أو إدخالهم إلى المخيم في حصار آخر بسبب حربهم مع الجيش الحر في البلدات المجاورة".

ويشكل عناصر التنظيم فئة مترفة تعيش حياة بذخ ورفاهية مقارنة بالسكان المدنيين الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية، ويعود ذلك لما يقدمه التنظيم لعناصره من مرتبات شهرية لهم ولأفراد أسرهم (زوجاتهم وأطفالهم)، حيث يخصص التنظيم قرابة 80 دولار شهرياً لكل عنصر يضاف إليها مخصصات للزوجة ولكل طفل إضافة  لبدل الطعام والتدفئة. ويعد الإغراء المادي من أهم عوامل استقطاب الشبان للانضمام لصفوف التنظيم.

وعن المزاج العام للأهالي في مناطق سيطرة التنظيم، يقول أحد الناشطين: "إن الأهالي باتوا متذمرين من إهمال التنظيم لشؤونهم الحياتية ومن الإجراءات الرقابية للتنظيم، والتي تقوم بها الحسبة، وتسييرها دوريات في الشوارع بحثاً عن الذين ينتهكون قراراتهم التي تشتمل غلق أصحاب المحال لمتاجرهم خمس مرات في اليوم لإقامة الصلاة ومنع التدخين حيث يتعرض المخالف للسجن قسراً لمدة ثلاثة أيام للمرة الأولى، وطوال شهر إذا شوهد وهو يدخن مرة ثانية".

وفيما يلي قائمة بأسعار بعض السلع الأساسية والخضروات والوقود في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة" في جنوب العاصمة دمشق:
 
1: السكر 425 ليرة سورية.
2: الرز نوع وسط 350 ليرة سورية.
3: البرغل 350 ليرة سورية.
4: زيت أبيض 600 ليرة سورية.
5: سمنة 1100 ليرة سورية.
6: بطاطا  275 ليرة سورية.
7: بندورة  200 ليرة سورية.
8: بصل  225 ليرة سورية.
9 : مازوت 750 ليرة سورية.
10: بنزين 600 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق