حالة نادرة بتاريخ الحسكة.. أسعار "التبن" توازي القمح والشعير


ارتفع سعر مادة التبن ليتخطى كل التوقعات وبات يوازي أسعار الحبوب والمواد العلفية الأخرى في عموم ريف الحسكة، ما زاد في أعباء مربي المواشي، الذين يعانون من سوق راكدة منذ أشهر في المحافظة.

وأكد تجار ومربون في ريف القامشلي الجنوبي لـ "اقتصاد" أن أسعار مادة "التبن" المستخدمة كمادة علفية "مالئة" باتت تساوي أسعار القمح التي تتراوح بين 120 -130 ليرة سورية لكل 1 كغ بريف القامشلي، بينما فاق سعره أسعار الحبوب في مناطق قريبة على معابر التهريب كرأس العين وتل تمر بالريف الشمالي الغربي للحسكة ليصل إلى 150 -160 ليرة سورية.


وقال المربي "محمود الشرابي" (70 عاماً)، إن ارتفاع أسعار العلف وخاصة التبن الذي يعتبر مادة حاملة ترافق كل الأعلاف المقدمة للأغنام والأبقار، أدى إلى زيادة العبء الكبير على مربي المواشي، الذي يرون أنها تستهلك ما يفوق انتاجيتها، مشيراً إلى أنه طوال عقود من حياته لم يشهد هكذا ارتفاع لأسعار التبن لدرجة يتجاوز فيها أسعار القمح والشعير أو يساويها.

وتابع المربي المسن قوله: "إن هذا الغلاء غير المسبوق للتبن جعل الناس ينبشون أسقف بعض الأكواخ المخصصة للحيوانات وأحياناً أسقف منازلهم الطينية (الغَمَى)، التي يحشونها صيفاً بالقش، لدراسته (فرمه) من جديد وتحويلها إلى تبن، ما شكل فرصة للبعض للحصول على مبلغ من المال يكفيه لإعالة أسرته لفترة، بعد بيع ما ينتج عن هذه العملية من التبن".

وأشار إلى أنه اشترى قبل يومين الشعير بسعر 130 ليرة سورية، والقمح بـ 135 ليرة، وخلطة علفية مكونة من القمح والشعير المجروش بسعر 140 ليرة، في حين عاد سعر مادة "التبن" إلى الهبوط حيث حدد سعره بين 70 – 80 ليرة، لكنه مازال يباع بأكثر من 150 ليرة بمنطقة رأس العين لقربها من مناطق التهريب إلى الرقة، رغم منع إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية نقل التبن خارج المحافظة.

ويعول أصحاب المواشي وبالتحديد مربي الأغنام والماعز على فتح طرق التصدير إلى الخارج وخاصة نحو شمال العراق، لتحريك الأسواق الراكدة، بعد أن خاب أملهم في أن يحسّن هطول الأمطار – رغم قلتها- من أسعار حيواناتهم.

كما يتخوف المربون من استمرار ركود أسواق المواشي وعدم قدرتهم على بيع ما لديهم بأسعار توازي على الأقل تكلفة تربيتها، وذلك بسب شح كميات الأمطار الهاطلة ما ينعكس على كثافة الغطاء النباتي وخاصة الأعشاب الحولية التي يعتمد عليها في الرعي والتقليل من كميات الأعلاف المستخدمة.

ترك تعليق

التعليق