رغم استمرار الاشتباكات.. مدنيو حوض اليرموك يخاطرون بحياتهم لتحصيل المواد التموينية


بعد غياب استمر أكثر من ثلاثة أشهر، شهدت منطقة حوض اليرموك في أقصى ريف درعا الغربي منذ مطلع الأسبوع الماضي، تدفقاً محدوداً للبضائع والمواد الأساسية، وذلك بالتزامن مع اشتداد المعارك بين فصائل الجيش الحر من جهة، وجيش خالد بن الوليد المتهم بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، والتي أوشكت على إنهاء أسبوعها الثاني.

مصدر مطلع وشهود عيان من المنطقة أكدوا أن "جيش خالد بن الوليد بدأ هجوماً واسعاً على معاقل الجيش الحر في بلدات حيط وسحم الجولان وتسيل وعدوان والشيخ سعد وجلين، تمكن خلاله من بسط سيطرته على بعض هذه البلدات وعلى بعض التلال الإستراتيجية، بعد معارك عنيفة تكبد خلالها الطرفان خسائر بالأرواح والعتاد".

وأشار المصدر إلى أن "سكان حوض اليرموك وفي ظل الجوع وقلة المواد التي استنفذت على مدار الأشهر الثلاث الماضية، بسبب الحصار الطويل الذي فرض على قراهم التي تعتبر المعقل الرئيسي لجيش خالد بن الوليد، تمكنوا من الوصول إلى بعض القرى التي تتوفر فيها مواد تموينية، وشراء بعض المواد الأساسية، غير عابئين بحدة الاشتباكات، ولا بالأخطار التي تعرضوا لها خلال تنقلهم إلى القرى، التي كانت تشهد اشتباكات عنيفة".

ولفت المصدر إلى انه "سمح لبعض تجار الجملة، وأصحاب المحلات التجارية الأخرى، بإدخال البضائع المتوفرة من بلدات تسيل وسحم الجولان وعدوان وبعض المناطق الأخرى، وبيعها للأهالي بكميات محدودة في قرى حوض اليرموك"، مشيراً إلى استمرار تدفق بعض هذه البضائع حتى صباح اليوم الخميس.

من جهته، أكد أبو وهيب، 49 عاماً، وهو من حوض اليرموك، أن "أسعار البضائع التي دخلت إلى منطقة حوض اليرموك مرتفعة جداً بالمقارنة مع الأسعار في المناطق المحررة، وليس بمقدور الغالبية العظمى من الأهالي شرائها، كما أن هناك نقصاً حاداً في الكثير من المواد الأساسية"، لافتاً إلى أنه لا يوجد  خبز ولا غاز منزلي حتى اليوم، بينما توفرت كميات محدودة من القمح والطحين وبعض المشتقات النفطية ولكن بأسعار خيالية يعجز غالبية الأهالي عن شرائها.

وحول الأسعار المتداولة في المنطقة، أكد أبو وهيب أن "سعر الكغ من السكر يبلغ 1200 ليرة سورية، والرز نوعية عادية ألف ليرة سورية، بينما تباع النوعية الجيدة بـ 1700 ليرة سورية، أما الطحين فيباع بـ 750 ليرة سورية، والزيت العادي بـ 1200 ليرة سورية، وكيلو السكاكر بـ 2000 ليرة سورية، وعلبة السردين بـ 400 ليرة سورية والشاي بـ 6 آلاف ليرة سورية، والقهوة بـ 6 آلاف ليرة سورية، والبرغل بـ 500 ليرة سورية، بينما بلغ  سعر كيلو القمح 250 ليرة سورية".

من جهته، لفت عبد الخالق، 35 عاماً، وهو بائع خضار، إلى "توفر بعض الخضار والفواكه، ولكن كل شيء بكميات قليلة جداً"، مشيراً إلى أن الأسعار مقبولة نسبياً، حيث وصل سعر الكغ من البندورة إلى 350 ليرة سورية والبصل 450 ليرة سورية، والزهرة 250 ليرة سورية والسبانخ 350 ليرة سورية، فيما بلغ سعر الكغ من التفاح 450 ليرة سورية، والبرتقال 300 ليرة سورية، والموز 850 ليرة سورية.

وأوضح أن "بعض الخضار والفواكه، دخلت منطقة الحوض لمرة واحدة خلال الأسبوع الماضي، ولم تعد تشاهد منذ ذلك الحين"، كما قال.

وأكد أن سعر كغ من لحم الغنم وصل إلى 4000 ليرة سورية، فيما وصل سعر الكغ من الحليب إلى 175 ليرة سورية، واللبن إلى 250 ليرة سورية، واللبن المصفى 850 ليرة سورية، والجبنة البلدية إلى 1000 ليرة سورية، بينما بلغ سعر البيضة البلدية 150 ليرة سورية.

أما المواد النفطية فهي قليلة جداً، حيث بلغ سعر ليتر البنزين 2500 ليرة سورية، والمازوت بـ 800 ليرة سورية، فيما وصل سعر عبوة الغاز إلى 25 ألف ليرة سورية وهي غير متوفرة. 

يشار إلى أن منطقة حوض اليرموك في أقصى ريف درعا الغربي، تشهد منذ أكثر من ثلاثة أعوام معارك عنيفة بين فصائل الجيش الحر من جهة، وبين جيش خالد بن الوليد من جهة أخرى، تزداد حدتها وفقاً لبعض المتغيرات الدولية، الأمر الذي تسبب في فرض حصار خانق على المنطقة، أدى إلى صعوبات جمة، خيمت على حياة المواطنين، وعطلت دورة الحياة الطبيعية بشكل كامل، ليصبح هم المواطن الأول في المنطقة، تأمين وجبة يومية فقط يقتات عليها ويسد جوعه بها، في ظل غياب لكل الموارد والخدمات وعدم القدرة على العيش في مكان آخر، بعد أن ضاقت معظم مناطق درعا شبه الآمنة، بأعداد كبيرة من النازحين من مناطق سوريا المختلفة.

ترك تعليق

التعليق