الحسكة تغرق في الظلام من جديد.. والاتحاد الديمقراطي، المسؤول عن التوزيع غير العادل للكهرباء
- بواسطة محمد الحسين - الحسكة - اقتصاد --
- 02 آذار 2017 --
- 0 تعليقات
عاد التيار الكهربائي في مناطق الحسكة إلى الانقطاع خلال الأسبوع الماضي، بعد نحو عام من تحسن واقعه، نتيجة توقف تغذية محطة المبروكة برأس العين من سد تشرين الخاضع لسيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي" منذ 26 كانون الأول/ديسمبر 2015.
وقال موظف سابق في مديرية الكهرباء لـ "اقتصاد" إن سبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في مناطق الحسكة الشمالية وانعدامه في الريف الجنوبي والغربي، يعود إلى انخفاض منسوب المياه في سد تشرين بريف حلب الشرقي، الذي يغذي معظم مناطق المحافظة عبر محطة تحويل المبروكة.
وأشار الموظف الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن بعض القرى في منطقة جب عبد العزيز لا تصلها الكهرباء بالأصل بسبب التعديات على الشبكة واستخدام عناصر حزب "الاتحاد الديمقراطي" لبعض الأعمدة في التدفئة خلال فصل الشتاء وسرقة الأسلاك.
وتستقبل محطة المبروكة التوتر العالي من السد وتحولها إلى توتر منخفض عبر محطات التحويل 66 ك ف و20 ك ف تغذي خطوط الـ 20 ك ف قبل توزيعها إلى مناطق رأس العين وتل تمر والحسكة إلى جانب سلوك وتل ابيض شمال الرقة، وفق الموظف السابق.
من جهتها، هيئة الطاقة التابعة لإدارة حزب الاتحاد الديمقراطي الذاتية، قالت في بيان لها يوم الخميس الماضي 19 شباط/فبراير المنصرم، إن محطة العنفات الغازية العائدة لمديرية حقول نفط رميلان ومحطة توليد السويدية تعمل لتزود المحافظة بحوالي 100 ميغا واط بالساعة، وهي غير كافية لكل المناطق.
وأضافت أنها تغذي خطوط الكهرباء الضرورية كالمطاحن، والأفران، والمشافي، وآبار المياه، والباقي يتم توزيعه على جميع محطات التحويل، مشيرة إلى أن محطة توليد بسد تشرين توفر 30 ميغا واط بالساعة للحسكة فقط، لعدم توفر كمية كافية من المياه في بحيرة السد، لذا تقنن وتُوزع هذه الكميات على محطات التحويل وخطوط الكهرباء.
وأكد مصدر صحفي من حي مشيرفة بمدينة الحسكة لـ "اقتصاد" أنه بات يضع سؤال "شلون الكهرباء عندكم" في مقدمة كلامه مع كل شخص يتصل به في أنحاء المحافظة بعد اقتصار وصول التيار على ساعة واحدة يومياً وفي بعض المرات 5 دقائق، وتأثير ذلك على حياة الناس اليومية.
وقال المصدر إن انقطاع الكهرباء يؤثر على عمله بشكل شخصي كما يؤثر على الكثير من القطاعات التي لا تحل المولدات مشاكلها دائماً، مثل المستشفيات، ومؤسسة المياه، موضحاً أنهم باتوا تحت رحمة أصحاب المولدات الكهربائية المزعجة والتي تعمل منذ الساعة 5 مساء حتى 12 ليلاً، مقابل سعر يتراوح بين 1400 و1600 ليرة سورية شهرياً لكل 1 أمبير، رغم أنه محدد بـ 1200 ليرة في المدينة ويصل إلى 2500 ليرة في القرى البعيدة.
وأشار إلى أن السكان يواجهون أوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة، ويساهم نقص المحروقات وارتفاع أسعارها بعدم قدرتهم على تشغيل المولدات الخاصة بهم، ما يجبرهم على تحمل ما يصدر من أصحاب المولدات الكبير عبر الاشتراك بما بات يعرف بـ "كهرباء الأمبير" أو الاعتماد على المصابيح التقليدية وخاصة "لمبات الكاز" وبشكل أقل على الشموع لإنارة منازلهم.
تقول السيدة زهرة، 40 عاماً، من منطقة الجرجب بريف مدينة رأس العين، إن الكهرباء انقطعت منذ أسبوع كامل، لكنها وصلتنا لساعة تقريباً ظهر يوم الثلاثاء، فيما تستمر في الوصول لساعات طويلة في القرى التي تتواجد بها نقاط عسكرية على طريق رأس العين-الدرباسية.
وبسبب ضيق ذات اليد تعجز عائلة "زهرة" عن تشغيل مولدة صغيرة تملكها بسب ارتفاع أسعار المحروقات، وتقضي العائلة ليلها على ضوء "لمبات الكاز" التي تفيد في توفير الإنارة فقط، في حين تساهم المولدات في تشغيل بعض الأجهزة الكهربائية الضرورية كالهواتف وشواحن الكهرباء والتلفزيون إلى جانب الإضاءة.
ويشمل الوضع السيء للتيار الكهربائي مناطق الحسكة كافة، ففي ريف القامشلي الجنوبي بالقحطانية وتل حميس يصل التيار الكهربائي ساعتين للمدنيين، وفي منطقة المالكية يصل 4 ساعات للمدنيين في بلدة الجوادية وساعتين في اليعربية، وبشكل شبه دائم للخطوط العسكرية الواصلة لنقاط مسلحي حزب "الاتحاد الديمقراطي" العسكرية والأمنية وعلى رأسها المدينة العمالية في الشدادي، إضافة للمناطق التي ينتسب بعض أفرادها لميليشيات الحزب، وفق مصادر محلية.
وكان مدير عام شركة كهرباء الحسكة، محمد ذياب أعلن في شباط/فبراير 2016، أن الورشات الفنية التابعة لدائرة النقل في الشركة نصبت 20 برجاً كهربائياً منهاراً ما بين سد تشرين ومحطة المبروكة، بهدف تأمين مصدر ثان للطاقة الكهربائية في المحافظة، مشيراً إلى أن إصلاح خط التوتر 230 ك ف بين سد تشرين ومبروكة والحسكة جاء لزيادة كمية الطاقة الكهربائية الواردة إلى 170 ميغا يومياً.
التعليق