أسعار "باريسية" وحياة "صومالية".. حينما تشتري الفروج خِفية، فأنت في مضايا
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 16 شباط 2017 --
- 0 تعليقات
يتذكر "فادي" كيف اشترى كمية من لحم الدجاج تقدر بكيلو غرام واحد، بمبلغ 29 ألف ليرة.
في بلدته المحاصرة، مضايا، فُوجئ "فادي" قبل أيام بوجود بسطة صغيرة تبيع لحم الفروج الذي لم يشاهده منذ سنتين أو يزيد. وقال "فادي" الذي تحدث لـ "اقتصاد" عن شعوره حيال هذا المشهد، "مع أن السعر كان باهظاً جداً إلا أنني اشتريت من هذا اللحم. كانت الكمية المعروضة 50 كيلو غراماً، ومع أن قلة من الأهالي تجرأت على الشراء إلا أن البضاعة نفدت في يوم واحد".
طلب "فادي" عدم ذكر اسمه الحقيقي، "لا لشيء سوى أنني أخشى من الفضيحة بين أصدقائي"، يتحدث "فادي" موضحاً بالقول: "كانت شهوة لم أستطع مقاومتها. إن علم أصدقائي بالأمر سوف يوبخونني على شراء اللحم بهذا السعر غير المعقول على الإطلاق".
اتفاقية رباعية
في شهر حزيران من عام 2015 أدى إغلاق جميع منافذ بلدة مضايا بريف دمشق من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني إلى حصار خانق. وتعرض آلاف المدنيين في البلدة لمعاناة لا توصف بسبب سوء التغذية وندرة المواد الطبية أدت لوفاة العشرات.
وفي 24 أيلول من نفس العام توصل ثوار الزبداني ومضايا إلى اتفاق بضمانة إيرانية يرتبط بقريتي كفريا والفوعة الشيعيتين والمحاصرتين من قبل جيش الفتح بريف إدلب. ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار في كفريا والفوعة والزبداني لمدة ستة أشهر إضافة لإخراج مدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا مقابل خروج مقاتلين من الزبداني.
وعُرفت هذه الاتفاقية بالرباعية حيث يرتبط دخول أي قافلة غذائية إلى الزبداني ومضايا بدخول مقابلها إلى كفريا والفوعة.
وبعد أشهر من التوقيع دخلت قوافل إنسانية مقدمة من الأمم المتحدة إلى جميع هذه البلدات على فترات متباعدة.
لا يزال الحصار قائماً
على الرغم من دخول قوافل غذائية في الأشهر الماضية، إلا أن أهالي مضايا الـ 40 ألفاً، لم يتمكنوا حتى اللحظة من تجاوز الحصار.
وقال "عبد الوهاب أحمد"، وهو صحفي مقيم ضمن المدينة، وينشر تغطيات ميدانية للعديد من الوسائل الإعلامية، إن الوضع المعيشي في مضايا سيء، وإن كان الأهالي يستطيعون احتماله في الوقت الحالي.
وأضاف "أحمد" خلال حديث لـ "اقتصاد": "المواد الغذائية والإنسانية التي تدخل إلى البلدة مصدرها القوافل الأممية فقط". وتابع قائلاً: "نحصل على الغذاء عن طريق شرائه بأسعار مرتفعة وجميعه غذاء أممي باعه أصحابه طلباً للمال".
وأوضح "أحمد" أن البلدة تعيش حالة سيئة للغاية بالنسبة للتدفئة حيث بلغ سعر طن الحطب مليون ليرة سورية.
من جانبه، تحدث الناشط "عمرو فضة" عن أسعار أهم المواد التي من الممكن شراؤها في البلدة.
وقال "فضة" لـ "اقتصاد"، إن كيلو السكر يباع بـ 6000 ليرة، والملح بـ 15000 ليرة. بينما يباع الحمص بـ 4 آلاف ليرة والبرغل بـ 1000 ليرة والرز بنفس الثمن.
وتابع "فضة": "من الممكن شراء كيلو ملح الليمون بـ 60 آلاف ليرة. وكيلو دبس البندورة بـ 50 دولاراً. وكيلو القهوة بـ 50 ألف ليرة. وكيلو البصل والثوم المطحون بـ 60 ألف ليرة. أما حليب الأطفال فيباع الكيلو الواحد بـ 70 ألف ليرة".
وقال "فضة" إن البيضة الواحدة تباع بـ 3 آلاف ليرة.
التعليق