مدينة درعا.. حركة نزوح واسعة وأوضاع إنسانية بالغة الصعوبة
- بواسطة خاص - اقتصاد --
- 16 شباط 2017 --
- 0 تعليقات
تسبب القصف العنيف غير المسبوق، الذي نفذته قوات نظام الأسد على أحياء درعا البلد خلال الأيام القليلة الماضية، بحركة نزوح واسعة نحو الأراضي الزراعية والمناطق الحدودية مع الأردن، الأمر الذي دفع المجلس المحلي في مدينة درعا المحررة إلى إعلان المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة، مناطق منكوبة خالية من السكان، نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بها، جراء القصف الهمجي من قبل قوات النظام بمختلف صنوف الأسلحة.
وقال بيان صادر عن المجلس المحلي الحر في مدينة درعا تحت عنوان، "نستصرخ ضمائركم"، موجه إلى كافة الجهات والمنظمات والمؤسسات المعنية بالشأن الإنساني، "نعلمكم نحن المجلس المحلي في مدينة درعا، أن الجزء المحرر من مدينة درعا، أصبح منطقة منكوبة بالكامل، بسبب تعرض الأحياء في المدينة إلى عمليات قصف شديدة جداً، وغير مسبوقة، طالت جميع المناطق بما في ذلك الأحياء التي كانت تعتبر هادئة نسبياً، ما أسفر عن خروج المشافي الميدانية، وخزان المياه الرئيسي عن الخدمة، وتسبب بدمار هائل في البنية التحتية، وسقوط ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين".
ولفت البيان إلى أن "الحملة الشرسة التي تعرضت لها أحياء درعا البلد من قبل قوات النظام، تسببت بموجات نزوح جديدة وكبيرة جداً، بدأت من مساء يوم الاثنين 13 شباط من العام الحالي"، موضحاً أن عدد العائلات النازحة بلغ حوالي 3500 عائلة.
وقال البيان إن "المجلس أصبح عاجزاً عن إحصاء العائلات النازحة وتوثيقها بسبب صعوبة الوصول إليها في المزارع والسهول نتيجة الأحوال المناخية السيئة"، لافتاً إلى أن المناطق التي لجأ إليها الأهالي تعاني من توقف كامل للأنشطة بسبب عدم وجود مداخيل مالية، يترافق ذلك مع أعباء النزوح والشتات وبرد الشتاء، وعدم توفر المأوى، ما جعل الحياة هنا شبه مستحيلة.
ودعا المجلس كل الفعاليات القادرة إلى مساعدة النازحين والمنكوبين، بتقديم يد العون لهم، والتخفيف من معاناتهم.
الناشط الإعلامي، أبو قاسم الدرعاوي، أشار إلى أن "مدينة درعا البلد وبعض الأحياء المحررة تتعرض منذ عدة أيام لحملة قصف مركزة من قبل قوات نظام الأسد بصواريخ أرض - أرض من نوع فيل، وبالراجمات والصواريخ وبالبراميل المتفجرة، رغم الهدنة الأخيرة التي التزمت بها فصائل الثوار في المحافظة، لكن حجم الأضرار والخراب الذي حل بالأحياء، دفع بالثوار إلى إعلان معركة للرد على انتهاكات النظام الخطيرة بحق الأهالي العزل، وللجمه عن التمادي بغَيه، حيث أطلقوا على المعركة اسم /الموت ولا المذلة/، وهو أحد الشعارات المستحضرة من التظاهرات في بداية الثورة"، حسب وصف الناشط.
ولفت أبو قاسم إلى أن "المعركة التي أطلقتها غرفة عمليات البنيان المرصوص الأحد الماضي في حي المنشية، لقنت قوات النظام دروساً لا تُنسى، ما دفع أحد ضباط النظام إلى الاعتراف بضراوة المعارك والقوة الكبيرة التي يتمتع بها الثوار"، حسب وصفه.
وأشار الدرعاوي إلى أن "الثوار كبدوا قوات النظام خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في حي المنشية، وسيطروا على عدة مواقع كانت في حوزة قوات النظام أبرزها، حاجز أبو نجيب، ومسجد المنشية وبعض الكتل العمرانية المحصنة".
من جهته، أكد المكتب الإعلامي لغرفة البنيان المرصوص، الناطق باسم "معركة الموت ولا المذلة"، أن خسائر النظام المؤكدة كانت مقتل أكثر من ثلاثين عنصراً، بينهم ضباط، وجرح عشرات آخرين وتدمير دبابتين وتفجير مستودع ذخائر وأسلحة، ونفق كانت تتحصن به قوات النظام، ومضادات أرضية، إضافة إلى اغتنام كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة.
أبو ثابت، أحد النازحين من درعا البلد، قال: "كان القصف عنيفاً جداً وأصوات التفجير غير مسبوقة، ما دفعنا للهرب إلى السهول والمزارع البعيدة، في هذه الظروف، دون أن نتمكن من حمل أي شي معنا"، معبراً عن أمله في أن تهدأ الأمور ليتمكن من العودة إلى منزله.
فيما أكد ضياء، 39 عاماً، أن "أحياء درعا البلد مدمرة بشكل شبه كامل، بسبب ما تعرضت له من قصف بمختلف أنواع الأسلحة"، معبراً عن اعتقاده بأن السكن فيها أصبح صعباً جداً، لعدم توفر مياه الشرب والخدمات نتيجة ما حل بها.
فيما أشار أبو رائد، وهو موظف يسكن في درعا المحطة، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، إلى أن "أحياء درعا المحطة شهدت توقفاً لكامل الأنشطة التجارية والرسمية، بسبب حدة القصف الذي أدى أيضاً إلى تعليق العمل في الدوائر والمؤسسات الحكومية، وإغلاق جميع الأنشطة التجارية والأسواق"، لافتاً إلى أن أحياء درعا المحطة خلت من جميع الأنشطة، ومُنع الخروج منها والدخول إليها منذ بدء المعارك.
يشار إلى أن قوات النظام تحاول منذ عدة أعوام بسط سيطرتها على حي المنشية، وتقوم منذ نحو ثلاث سنوات بمساعي حثيثة لتحقيق هذا الهدف، لأن السيطرة على الحي المذكور والذي يقع على خطوط التماس بين مناطق سيطرة قوات النظام ومناطق سيطرة الثوار، تعني الوصول إلى الجمرك القديم، وبالتالي إلى التحكم بالطريق الحربي الذي يعتبر الشريان الاقتصادي الوحيد، الذي يربط بين مناطق شرق محافظة درعا ومناطقها الغربية، والذي من خلاله تمر المواد والبضائع القادمة من مناطق النظام ومن محافظة السويداء إلى المناطق المحررة، وهو ما يستميت الثوار في الدفاع عنه.
التعليق