نتنياهو سيطالب ترامب بوضع شرط لإعمار سوريا


يدرس أعضاء الحكومة الاسرائيلية ما وصفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بـ "خطة سياسية استراتيجية"، لتحقيق المصالح الإسرائيلية في الساحة السورية، وانطلاقاً منها، في مرحلة بلورة الحل السياسي المرتقب وذلك استعداداً لزيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لواشنطن، ومطالبته بضمان اعتراف سوري، بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل.

وسربت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مضمون وثيقة غالنت (تقع في 16 صفحة) التي خضعت لمداولات ترأسها نتنياهو في اليومين الماضيين، وخلصت إلى أن موقف إسرائيل ومصلحتها، هي في الإعراب أمام ترامب عن معارضة أي وجود إيراني في سوريا، في أي تسوية مستقبلية. وبرزت الخطة في وثيقة غالنت التي تكشف كل المصالح الإسرائيلية الثابتة تجاه الساحة السورية، وشرط شمول الحل السياسي المستقبلي، وكجزء لا يتجزأ منه، اعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

بحسب الخطة، على الولايات المتحدة أن تقود ائتلافاً دولياً لإعادة إعمار سوريا، من خلال استثمارات مالية بقيمة عشرات المليارات من الدولارات، فيما تلتزم موسكو السماح بتمويل وتشكيل عملية إعمار كهذه، مقابل اعتراف دولي بمركزية موسكو فيها وبحقها في إقامة قاعدة لها في الشرق الأوسط، تتركز في سوريا. إلا أن الخطة تشترط كذلك، أن يكون التمويل الدولي للإعمار، مبنياً على شرط متبادل للدولة السورية نفسها، واعترافها بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

في موازاة الشرط الملقى على الدولة السورية، تشترط الخطة أن تدفع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قدماً التزاماً روسياً بكبح التدخل الإيراني في سوريا فيما توافق إسرائيل والولايات المتحدة على استبدال الرئيس بشار الأسد، وبما يتوافق مع مصالح روسيا. وبحسب "يديعوت احرونوت"، يسيطر الإيرانيون، الآن، سيطرة كاملة أو جزئية على ثلاث عواصم في المنطقة إضافة إلى طهران: بيروت وبغداد وصنعاء. ولدى الإيرانيين، ايضاً، تأثير متزايد في سوريا بواسطة حليفهم الأسد، وبمساعدة من حزب الله و"ميليشيات شيعية" أخرى، و"هذه السيطرة تأتي تحت مظلة دفاعية روسية، وهو سيناريو خطير". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أشار في مستهل جلسة الحكومة أمس، إلى أنّه ترأس جلسات نقاش مع عدد من مسؤولي الأجهزة الأمنية وهيئة الأمن القومي ووزارة الخارجية، استعداداً للقائه المرتقب بترامب، و"هناك انفعال كبير حول هذا اللقاء لكن اعتباري الرئيسي هو الاهتمام قبل أي شيء آخر بأمن إسرائيل وتعزيز التحالف المتين مع الولايات المتحدة وتعزيز المصالح الوطنية الأخرى، الأمر الذي يلزم بانتهاج سياسة مسؤولة وراشدة، وهكذا أنوي أن أتصرف".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ لقاءات نتنياهو، تحضيراً للملفات الذي ستطرح على طاولة النقاش مع ترامب، شملت أيضاً وزير الأمن افيغدور ليبرمان ورئيس الأركان العامة للجيش غادي ايزنكوت، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية هرتسي هليفي، ورئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس لجنة الطاقة الذرية زئيف شنير، واللقاء مع الأخير وغيره، يظهر حضور الموضوع النووي الإيراني بقوة، على رأس مباحثات نتنياهو وترامب.

ترك تعليق

التعليق