مراصد الطيران في الشمال السوري.. وسيلة للرزق وعمل ثوري بامتياز
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 12 شباط 2017 --
- 0 تعليقات
بدا "سعد أبو العز"، العامل في أحد مراصد محافظة إدلب المنتشرة في جميع البلدات، منهمكاً في متابعة تحركات الطيران بمختلف أنواعه لحظة بلحظة.
وفي الغرفة الصغيرة المتواضعة التي يستخدمها "سعد" في الرصد، كانت أجهزة عديدة تطلق أصواتاً متداخلة عن "الحربي الروسي المتواجد في الأجواء"، و"الميغ 24 السوري"، الذي نفذ أولى غاراته على مدينة إدلب.
و قبل أربع سنوات تقريباً، ظهرت الأجهزة اللاسلكية - يطلق عليها الأهالي اسم القبضات - كوسيلة للتواصل في الشؤون العسكرية وبعض الاستعمالات المدنية. لكن، ومع قطع النظام للاتصالات السلكية واللاسلكية عن الشمال السوري، لجأ الأهالي والفصائل العسكرية والهيئات الثورية إلى استخدام القبضات بعد الحصول على أجهزة ومحطات حديثة تنقل البث إلى عشرات الكيلو مترات.
وبات الأهالي في المنطقة يستخدمون القبضات اللاسلكية لكافة الاستعمالات كوسيلة وحيدة للاتصال المباشر. كما تأسست مراكز لرصد تحركات الطيران انطلاقاً من مطار حماة العسكري وصولاً إلى كافة مناطق الشمال السوري.
وقال "سعد" الذي يمارس مهنة الرصد منذ سنوات عديدة، إن العمل شاق للغاية، "نحن نواظب على الاستماع للشيفرات التي يبثها النظام والروس إلى الطيارين المكلفين بإجراء الطلعات الجوية ونفكها لمعرفة الوجهة.. إضافة للمراقبة العيانية عندما تدخل الطائرة في أجواء المنطقة التي نتواجد فيها".
وسيلة للرزق وعمل ثوري
لا توجد جهة داعمة للمراصد المنتشرة في جميع قرى ومدن الشمال السوري. ويشير "سعد" إلى أن هذه المراكز تتلقى دعماً أهلياً من المؤسسات والأهالي في كل منطقة.
ومنذ أيام عرض سعد مشروعاً لتطوير أجهزة المرصد. وسرعان ما توالت عليه الأموال المقدمة من الأهالي لشراء المعدات اللازمة.
ويتقاضى "سعد" مبلغ 25 ألف ليرة شهرياً. ويعتبر هذه المهنة عملاً ثورياً مهماً، إضافة لكونه يرفده بالمال اللازم للحصول على لقمة العيش.
التعليق