الحسكة.. زراعة الكمون تنافس القمح والشعير
- بواسطة محمد الحسين - خاص - اقتصاد --
- 06 شباط 2017 --
- 0 تعليقات
اتسعت رقعت المساحات المزروعة بالمحاصيل الطبية والعطرية بريف الحسكة وعلى رأسها محصول الكمون، الذي احتل نصف المساحات المخصصة لمحصولي القمح والشعير في بعض المناطق نتيجة الإقبال الكبير للمزارعين على زراعته بسبب انخفاض تكلفة هذه الزراعة وارتفاع أسعارها وسهولة تسويق المحصول، مقارنة بغيره من المحاصيل المحتكرة من قبل "الدولة".
تقول الأرقام الرسمية إن إجمالي مساحات المحاصيل العطرية والطبية في محافظة الحسكة خلال موسم 2016 بلغ 72 ألف هكتار معظمها من محاصيل الكمون والكزبرة حبة البركة الطبية، فيما تجاوزت 29 ألف هكتار في الموسم الحالي.
وذكر مزارعون وعمال زراعيون في ريف القامشلي الجنوبي أن زراعة محصول الكمون احتلت نصف المساحات التي كانت مخصصة لزراعة القمح والشعير، لأن المردود المادي مجزي ولقلة التكلفة وسهولة الزراعة وعدم حاجته للري والتجهيز المكلف للأرض، مشيرين إلى أن هذه الزراعة توفر فرصة عمل للعمال الزراعيين في "الركاش" (العزيق) والتعشيب (إزالة الأعشاب باليد).
وقال بعضهم لـ "اقتصاد" إن مزارعي الريف الجنوبي والشرقي يقبلون على زراعة الكمون لأنه يحتاج لفلاحة أقل عمقاً من القمح والقطن والشعير، ودروته الزراعية قصيرة جداً حيث يزرع في شباط/فبراير ويبدأ حصاده مع بداية أيار/مايو، وبذلك يسبق محصول الشعير بالنضوج والذي بدوره يسبق القمح بنحو شهر تقريباً.
ولفتوا إلى أن عدم هطول كميات كافية من الأمطار جنوب المحافظة وشرقها يمكن أي يسبب نكسة للمزارعين هناك كونهم يعتمدون على الزراعة البعلية، وهذا ما يجعل القمح والشعير البعلي أقل كلفة لديهم لأنها لا تحتاج لـ "التعشيب"، على عكس مزارعي ريف القامشلي الشرقي والغربي حيث تزرع حبة البركة والكزبرة إلى جانب القمح والشعير.
وأفاد المزارع "حميد" من منطقة "الجرجب" بين مدينة رأس العين وبلدة "أبو رأسين" بالريف الشمالي، بأن زراعة دونم واحد من الأرض بالكمون يحتاج لـ 5كلغ من البذار ويباع حالياً بسعر 1000-1200 ليرة سورية، فيما ترتفع تكلفة زراعته مع تجهيز الأرض إلى 3000 ليرة سورية تقريباً.
والمزارعون المعنيون بزراعة الكمون وفق كلام "حميد"، هم قسمان: الأول، يفضل التكلفة الأقل، فيحرث الأرض بالمحراث المعروف بـ "الديسك" (محراث قرصي) والمستخدم عادة بحراثة الأراضي البعلية "البرية"، ثم يشرع بالزراعة مستخدماً "الهارو" لتغطية بذار الكمون، يجره الجرار مرتين فوق البذار لتأمين التغطية الجيدة بالتربة.
الثاني: يفضل الحراثة العميقة قبل الزراعة، فيحرث الأرض بالمحراث القلاب المعروف محلياً بـ "البلاو" بسعر 1000 ليرة، ثم ينعم التراب ويسوي الأرض بمحراث "الهارو" (محراث قرصي يستخدم لتنعيم التربة وتسويتها وتغطية البذور) بتكلفة 400 ليرة سورية/دونم، قبل أن يشرع ببذار الكمون ببذارة خاصة أجرتها 500 ليرة.
وقدر المزارع كلفة زراعة الدنم الواحد منذ تأمين البذار حتى حصاده مروراً بالعناية به وتعشيب وعزيق (الركاش) المحصول بنحو 10 آلالف ليرة، بينما ينتج 50 كغ وسطياً ويباع كل 1كغ بسعر يتراوح بين 400 – 800 ليرة حسب وضع الأسواق وإمكانية التصدير خارج المحافظة.
وذكر رئيس دائرة الإنتاج النباتي في زراعة الحسكة المهندس "رجب سلامة" في تصريح سابق نقلته وكالة أنباء النظام "سانا"، أن المساحات المزروعة بالمحاصيل الطبية والعطرية بالحسكة تجاوزت 29 ألف هكتار من مساحة المخطط وهي 50 ألف هكتار، تركزت معظمها بمناطق عامودا والدرباسية ورميلان والمالكية، وجاء الكمون على رأسها بمساحة 20450هكتاراً بينما بلغت مساحات الكزبرة 7500هكتار و1785هكتارات بحبة البركة.
وأشار سلامة إلى أن إجمالي المساحات المزروعة بمحصول القمح المروي بلغت 102500 هكتار و341 ألف هكتار بالبعل و403 آلاف هكتار بالشعير البعل و13050 هكتارا بالمروي.
وحسب هذه الأرقام يمكن القول أنها حققت نسبة تتراوح 35% إلى 50% من المساحات المخطط زراعتها بالقمح والشعير المرويين والمخطط لهما مساحة 300 ألف هكتاراً من القمح تقريباً و13 ألف من الشعير تقريباً، بينما فاقت 100% في المساحات البعلية إذا علمنا أن المخطط أكثر من 600 ألف هكتار مناصفة بين القمح والشعير.
التعليق