مدينة حلب.. مقاتل فيلق القدس وحده من يستطيع شراء كسوة كاملة لعائلته


ارتفعت أسعار الألبسة في مدينة حلب، كما في باقي المحافظات السورية، بشكلٍ غير مسبوق؛ بسبب غياب المواد الأولية، وهجرة العمالة، إضافة إلى انعدام مقومات الإنتاج، من مواد أولية، وكهرباء.

ورصد موقع "اقتصاد" أسعار الألبسة في أسواق المدينة، حيث بلغ سعر بنطال الجينز الممتاز 8000 ليرة، فيما تراوحت أسعار البنطال العادي، ما بين 3000 و5000 ليرة سورية.

كما بلغ سعر الجاكيت العادية الشتوية 20000 ألف ليرة، فيما بلغ سعر الجاكيت الجيدة 50000 ألف ليرة، وبلغ سعر الكنزة الشتوية ما بين 4000 ليرة، و10000 ليرة سورية حسب الجودة.

كما سجلت أسعار البيجامات الرياضية في أسواق حلب، ما بين 15000 ليرة سورية، وحتّى 30000 ليرة، حسب الجودة والنوعية، والماركة التي تنتمي إليها القطعة.

ويعزو "محمد عبد المعين" وهو صاحب ورشة لصناعة "بنطال الجينز"، سبب ارتفاع الأسعار إلى غياب المواد الأولية من قطن، وغيره، إضافة إلى هجرة الأيدي العاملة، وندرتها في السوق، ما تطلب زيادة في الأجرة الأسبوعية للعامل تتراوح ما بين 15 و20 ألف ليرة سورية في الأسبوع الواحد.


ويُشير "عبد المعين" خلال حديثه لـ"اقتصاد" إلى ارتفاع جميع تكاليف المهنة، من صباغ، وصيانة معدات انتاج، إضافة إلى الاعتماد على الديزل في العمل، بسبب عدم توافر الكهرباء، ما يرفع من القيمة الإجمالية للقطعة الواحدة.

ويبلغ عدد الورش الصناعية الصغيرة في مدينة حلب، أكثّر من 10 آلاف ورشة، تضرر معظمها بسبب القصف والدمار التي تعرضت له معظم أحياء المدينة، فيما بقي المئات منها صامداً ومنتشراً في الأحياء التي لم يقصفها النظام السوري، وبقيت تحت سيطرته، كـ"الميدان، حلب الجديدة، الخالدية، الجابرية، ميسلون، والحمدانية".

كما يشتكي عدد من تجار الخيوط، من كثرة الأتاوات التي تفرضها الحواجز متعددة التبعية، ما بين تنظيم "الدولة" وقوات النظام، والميلشيات الكردية، والفصائل المتنوعة في مناطق المعارضة المسلحة.

حيث يُشير أحد سائقي الشاحنات لـ"اقتصاد" إلى أنه يقوم بدفع أتاوت للحواجز، تقرب من نصف مليون ليرة سورية، من أجل وصولها، من شرق البلاد إلى مدن طرطوس وحلب.

وبالرغم من انعدام مقومات صناعة الألبسة في مدينة حلب، وارتفاع أسعارها في الأسواق التجارية من المدينة، إلا أنّ استطلاع  بسيط للرواتب والأجور التي يتقاضاها المواطن الحلبي، بيّن أنّ العنصر الميلشياوي التابع لفيلق القدس في المدينة، هو الوحيد من يستطيع شراء كسوة كاملة لعائلته؛ كون راتبه الشّهري يتجاوز مئتي ألف ليرة سورية.

وفيما يتراوح معدّل الرواتب والأجور في المدينة، ما بين موظفي الدوائر الحكومية التابعة للنظام السوري، وعمال القطاع الخاص، بين 50 ألف ليرة، و100 ألف ليرة، بحسب الشهادة والاختصاص، ونوعية العمل.

وتضرر القطاع الصناعي في مدينة حلب بشكل كبير جراء قيام النظام السوري بقصف أحياء المدينة في منتصف عام 2012، إثر سيطرة فصائل المعارضة عليها، بأكثر من 4.397 مليار ليرة سورية.

فيما ذكر تقرير نشرته وزارة الصناعة في حكومة النظام السوري في أيار/ مايو من عام 2016 أن إجمالي الخسائر في القطاع الصناعي السوري بلغت 2551 مليار ليرة سورية، موزعة على عموم البلاد، والمدن الصناعية فيها.

ترك تعليق

التعليق