في سابقة نوعية.. سنتر خيري للألبسة الشتوية المجانية للأطفال في دوما


شهدت مدينة دوما افتتاح أول سنتر خيري يقوم بتقديم الألبسة الشتوية بشكل مجاني للأطفال، حيث تم عرض الكثير من قطع الألبسة والمستلزمات الشتوية والأحذية ضمن صالة عرض كبيرة تتوفر فيها مختلف الأنواع والمقاسات، والتي تم تصنيعها بشكل محلي من أجل المساهمة في انتشار المنتوجات المحلية.

تقول "أم سعيد" وهي أم لطفلين (استشهد والدهم في العام الماضي)، أنها استطاعت تأمين ما يلزم لأطفالها من ألبسة ومستلزمات شتوية من خلال هذا السنتر، فوضعها الاقتصادي السيء لا يسمح لها بتحمل كسوة أطفالها، وأنها كانت ستدفع ما يزيد عن 50 ألف ليرة سورية (وهي عاجزة عن تأمين المبلغ) من أجل شراء ما يلزمهم من ألبسة شتوية.
 
وأضافت "أم سعيد" أنها لم تكن تتوقع أن تحصل سوى على كنزة صوف وبنطلون، في حين أنها تفاجئت بالحصول على (كنزة صوف، جاكيت، بنطلون، لحشة صوف، طاقية، طقم داخلي، جرابات، حذاء شتوي) من أجود الأنواع المصنوعة محلياً.
 


وتأتي هذه الخطوة في محاولة من بعض المؤسسات للترويج للصناعة المحلية وتقديمها إلى العوائل فاقدي المعيل، وبالتالي ينخفض الطلب في الأسواق على الألبسة، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض سعرها نوعاً ما (بحسب نظرية العرض والطلب)، أيضاً تساهم هذه الخطوة في رفع جزء من المعاناة عن العوائل في ظل الوضع الاقتصادي السيء.

التقينا بالأستاذ "محمد مفيد" مدير المشاريع في مؤسسة وفاق الإنسانية، الذي أكد لنا أن هذا المشروع يهدف إلى تقديم المساعدة في فصل الشتاء، في ظل ارتفاع أسعار الألبسة ومواد التدفئة وأسعار الحطب، حيث أكد "مفيد" أن هذه الخطوة تقوم عليها مؤسسة وفاق الإنسانية بالتعاون مع الجمعية الخيرية لإغاثة المحتاجين بدوما، وبدعم من جمعية مساندة الشرق، والتي تهدف إلى تقديم سلة كساء شتوية لحوالي 1000 طفل يتيم في الغوطة الشرقية، حيث استهدف التوزيع مدن (المرج، دوما، حرستا، مسرابا، بيت سوى، مديرا، حزة، جسرين)، وقد تم جمع إحصائيات الأيتام في مكتب مختص لتوزيع الكفالات (مكتب أصدقاء اليتيم في الجمعية الخيرية)، حيث يركز المكتب نشاطه على الشريحة الأكثر حاجة نتيجةً لفقدان المعيل والضغوطات الاقتصادية التي تعاني منها الأسر.
 
وأضاف "مفيد" أنه تم تخصيص صالة كبيرة للتوزيع والتسليم من أجل مراعاة الأذواق المختلفة، وبهدف كسر النمط التقليدي في العمل الإغاثي، حيث يكون المستفيد مجبراً على استلام نوع أو لون معين دون مراعاة ذوقه، بينما بهذه الطريقة تختار الأسر ما تحبه وما تراه مناسباً من ناحية القياس واللون بالتعاون مع آنسات مختصات لمساعدة الأسر باختيار الألبسة، كما تم تزيين الصالة وتوزيع بعض الأطعمة والحلويات ليشعر اليتيم بجو من البهجة وكأنه يدخل إلى مول تسوق، "عسانا نرتقي بالعمل الإغاثي كمفهوم سائد عند الناس بأن المحتاج يأخذ ما يُفرض عليه ولا يختار ما يريده أو يشتهيه"، حسب وصف المصدر.


وختم "مفيد" أنه من خلال هذه الحملة تم توفير أكثر من 100 فرصة عمل في مجال الخياطة، وذلك عبر مشغل متخصص بتصنيع الألبسة محلياً قامت الجمعية الخيرية في دوما بإنشائه.

وعلى الرغم من أن مثل هذه المشاريع هي الأولى من نوعها في الغوطة الشرقية من حيث طريقة العرض، إلا أنها لا تساهم سوى بجزء بسيط في دعم الاقتصاد المحلي بسبب ندرتها، وحجمها الصغير، مقارنة بأعداد العوائل المنكوبة التي اكتوت بنار الحرب تارة والحصار تارات أخرى.

ترك تعليق

التعليق