"جوع حتى الركوع".. التنظيم يشارك الأسد في حصار 90 عائلة غرب مخيم "اليرموك"
- بواسطة خاص - اقتصاد --
- 30 كانون الثاني 2017 --
- 0 تعليقات
منذ أكثر من ثلاثة أسابيع يواصل تنظيم "الدولة" تضييق الخناق على المدنيين المقيمين في منطقة "الريجة" وحارة "عين غزال" غرب مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، الواقعة ضمن سيطرة "جبهة فتح الشام"، بعد أن قام التنظيم بإغلاق المعبر الإنساني الوحيد بوجه المدنيين بعد رفضهم الخروج من منازلهم.
ويشترك تنظيم "الدولة" مع قوات نظام الأسد بحصار منطقة غرب مخيم اليرموك، حيث يفرض التنظيم حصاره على المنطقة من الناحية الجنوبية والغربية فيما تطبق قوات النظام والميليشيات الفلسطينية المتمثلة بـ"القيادة العامة التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" حصارها من الناحية الغربية والشمالية.
وأفادت مصادر من داخل المنطقة المحاصرة عن وجود قرابة 350 مدنياً من سكان المنطقة معظمهم نساء وأطفال وكبار بالسن، لا علاقة لهم بتنظيم "فتح الشام"، إلا وجود منازلهم ضمن نطاق سيطرته في مخيم اليرموك.
وأضافت تلك المصادر بأن الأهالي في منطقة "الريجة" وحارة "عين غزال"، يعيشون أوضاعاً مأساوية في ظل الحصار وانعدام مياه الشرب واقتراب نفاذ كمية الغذاء الموجودة في المنطقة وعدم وجود وقود للتدفئة، الأمر الذي جعلهم يعتمدون على البلاستيك والأحذية القديمة في التدفئة وطهو الطعام.
ووجهوا في أوقات سابقة عدة مناشدات لتحييدهم عن الصراع الدائر في المخيم والسماح لهم بإدخال الطعام ومياه الشرب ومستلزمات الحياة إلى داخل المنطقة.
تقول "أم علاء" وهي من سكان منطقة الريجة المحاصرة، "عايشين حياة قهر من حصار لحصار يتقو الله فينا إنا عمري 50 سنة ومعي مرض سكري وبدي دوا منظم للسكر بالدم والحاجز مسكر من أكثر من عشرين يوم، أكل مافي، مي للشرب مافي، النظام من جهة والدواعش من جهة".
بدوره، يقول الدكتور أبو ممدوح إدريس، مدير مركز الإنقاذ الطبي في غرب مخيم اليرموك، "نتعرض لحصار مزدوج تم إحكامه على المنطقة منذ قرابة الشهر على الأهالي المدنيين وتعاني المنطقة من نقص بل انعدام الدواء والمستهلكات الطبية كالضمادات والخيوط الجراحية".
وأوضح، "تنتشر هنا العديد من الأمراض نتيجة استخدام الأهالي للمياه الملوثة في الشرب واضطرارهم لتناول وجبات دون الاهتمام بمدى صلاحيتها، الأمر الذي تسبب لهم بأمراض الحمى التيفية والتهابات الأمعاء كذلك انتشار أمراض الصدر والطرق التنفسية بسبب استخدام البلاستيك في التدفئة والطهو".
وتابع إدريس: "إن المدنيين لا ذنب لهم في هذا الصراع هنا قرابة 90 عائلة من الأهالي المدنيين على كافة الجهات والمؤسسات تقديم يد العون لهم وعدم تركهم للحصار والجوع والإمراض تفتك بهم".
يشار إلى أن تنظيم "الدولة" تمكن من فرض سيطرته على معظم مخيم اليرموك بعد معارك مع كتائب "أكناف بيت المقدس" التابعة للجيش الحر في نيسان ابريل/2015 ثم دخل التنظيم في صراع مع "جبهة فتح الشام" قبل عدة أشهر لبسط سيطرته على المخيم، في حين تحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك منذ قرابة 4 سنوات في حملة أطلق عليها في ذلك الوقت "جوع حتى الركوع" لإجبار أهالي المخيم الخضوع لها.
التعليق