غارات أمريكية تحرم مدن وبلدات ريف دير الزور من الكهرباء


حُرمت مناطق واسعة من ريف دير الزور الشرقي، منذ بداية شهر كانون الثاني/يناير الجاري، من التيار الكهربائي، نتيجة قصف طيران التحالف على حقل العمر النفطي، مصدر الكهرباء، ما عمّق معاناة السكان في ظل غلاء أسعار المحروقات وندرتها وسط انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء.

وذكر تنظيم "الدولة الإسلامية" أن التيار الكهربائي انقطع عن جميع المدن والبلدات بريف دير الزور ومناطق غرب الأنبار العراقية في الخامس من الشهر الجاري، بسبب تدمير غرفة التحكم وعنفات ضخ الغاز في حقل العمر النفطي نتيجة غارات أمريكية استهدفت الحقل.

وقال التنظيم عبر ذراعه الإعلامية "أعماق" إن طيران التحالف الدولي تعمد تدمير منظومة توليد الكهرباء، مضيفاً أن إعادة قدرة توليد الطاقة للحقل تحتاج لإمكانيات كبيرة، ما يرجح استمرار انقطاع الكهرباء لعدة أشهر قادمة، مشيراً إلى زيادة معاناة الأهالي في مدينة الميادين، الذين كانوا يعتمدون على الكهرباء بالتدفئة والطبخ بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.

ومن جهته، قال الناشط فراس علاوي من حملة "دير الزور على ضفتي الموت"، إن الكثير من حاجات الناس باتت مرتبطة بوجود تيار كهربائي، أهمها في هذه الظروف حواضن الأطفال، وأجهزة التصوير الطبقي المحوري، وأجهزة الاكسجين لمرضى الربو والاحتشاءات وبعض تجهيزات المشافي، وانقطاعها ينعكس سلباً على حياة السكان حتماً.

ويعتمد الأهالي في أغلب مناطق دير الزور على الكهرباء المولدة من القطاع الخاص، وذلك باستجرار التيار من مولدات كبيرة يملكها أشخاص عاديين أو تجار، ويصل سعر الامبير لـ 1000 ليرة سورية ويعمل لمدة 6 ساعات يومياً فقط، وفق الناشط.

وأشار العلاوي إلى أن التيار الكهربائي يعتبر شبه مقطوع بدير الزور منذ عام 2014، وهناك مناطق منذ بداية ذلك العام لم تر "الكهرباء النظامية".

وأوضح العلاوي أن "عملية استجرار الكهرباء كانت تخضع للمساومة مع نظام الأسد، كحماية خطوط الغاز مقابل التيار الكهربائي من حقلي التيم والعمر، فيما استثمر تنظيم "الدولة" حقل "العمر النفطي" للحصول على الكهرباء وتوزيعها على عدادات خاصة لمقراته ولمقاتليه ومن يبايعه.

وأضاف الناشط أن النظام كان يغذي الأحياء الخاضعة لسيطرته بالكهرباء حتى وقت قريب، ثم أصبحت الكهرباء شبه حلم يراه الأهالي.

وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية"، في تموز/يوليو 2014، على حقل العمر النفطي، أحد أكبر حقول دير الزور بإنتاج يصل إلى 30 ألف برميل يومياً قبل 2011، ويقع شمال شرق مدينة الميادين، بعد انسحاب كتائب الجيش الحر و"جبهة النصرة"، الذين طردوا قوات النظام من الحقل في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013.

ترك تعليق

التعليق