حتى في تعويضات خسائر الحمضيات.. النظام يلعب على وتر التقسيم العشائري بين العلويين أنفسهم


"ليكن هوكي الحيدريي دفعولن تعويض عن خسارة الليمون بالسقعة. بدن رضاتن بس نحنا لانو منا وفينا ما سألانين عننا".. هكذا عبّر عن غضبه العجوز "نجيب" من قرية "صنوبر جبلة"، لمراسل "شبكة إعلام اللاذقية "محمد الساحلي".

دفع نظام الأسد تعويضات عن خسائر موسم الحمضيات لمزارعي شمال وشرق اللاذقية، واعتبر أهالي منطقة "جبلة" أن التعويض تم على أسس عشائرية وطائفية وسياسية، والغاية هي الالتحاق بالفيلق الخامس.

جبلة مستثناة من التعويض

وزعت محافظة اللاذقية مبلغ 228 مليون ليرة سورية على المتضررين من الأحوال الجوية السيئة، التي تسببت بخسائر كبيرة لمزارعي الحمضيات في محافظة اللاذقية.

شمل التعويض منطقة الحفة ومنطقة اللاذقية وصولاً إلى الحدود التركية وبعض قرى منطقة القرداحة، واستثنيت منطقة جبلة بالكامل دون توضيح الأسباب.

تولى عملية التوزيع "مديرية صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية في اللاذقية"، وبلغ عدد المستفيدين 15552 مزارع.

راسلت مديرية مصلحة الزراعة في جبلة الصندوق للاستفسار عن سبب استثناء منطقة جبلة، مع أنها تعرضت مثل بقية المناطق لخسائر كبيرة بموجة الصقيع وتم تقدير الخسائر أيضاً، وكان جواب الصندوق "نحن ننفذ التعليمات".

المبالغ مخصصة

يحرص نظام الأسد، على كسب ود المناطق التي عوّضها، خوفاً من تمردها عليه، لأن سكانها كانوا مهمشين خلال المرحلة السابقة.

ويوجد منهم عدد كبير من المعارضين كالدكتور "منذر ماخوس" و"عصام بدور" اللذين يحظيان بولاء كبير بين عشريتي المواخسة والدراوسة الحيدريتين.

ويختلف سكان المناطق التي حظيت بالتعويض عن سكان جبلة والقرداحة من حيث الانتماء العشائري، فهم ينتمون للحيدرية، بينما جبلة والقرداحة ينتمون للعشيرة الكلازية الحاكمة.

أثار استثناء جبلة من التعويض سخط المزارعين، واعتبروا أن السلطة لا تهتم بهم، لأنها لا تخشى من تمردهم، وتعتبرهم أكبر المشاركين معها في سفك الدم السوري منذ مجزرة حماة عام 1982، ولأن أغلبية ضباط جيش الأسد وقادته من أبنائهم، وهم أكثر المستفيدين من المناصب في الدولة.
 
وتجلت ظاهرة السخط بالتغريدات الكثيرة على "التويتر" وعلى صفحات التواصل الاجتماعي.

كما جاء بالتعليق الذي كتبته "لولو حيدر" على صفحتها الشخصية: "التعويض مخصص لدواعش الحفة، كي لا يخرجوا بثورة ثانية كما فعلوا بعام 2012، وأيضا شمل عشائر الحيدرية حتى يضمنوا ولاءهم، نحن لا نشكل خطرا على الدولة، وهل بقي لدينا شباب حتى نهددها".

الجوع من ورائكم والفيلق الخامس من أمامكم

ونقل "محمد الساحلي" لـ "اقتصاد" رأي المحامي "علي إ ع" الذي عبّر عنه بقوله: "إن عدم التعويض مقصود، وهو مدروس وفقاً لخطة معدة بعناية، لدفع من تبقى من رجال جبلة والقرداحة وحتى الفتيات للالتحاق بالفيلق الخامس والحرس الجمهوري، لأن نظام الأسد لا يثق بولاء بقية المناطق".

وأضاف المحامي "لقد كان أبناء هاتين المنطقتين عماد النظام خلال المراحل السابقة وأداته الفعالة للحفاظ على السلطة، وهو يعتبر أنه صاحب فضل برفع شأن جبلة والقرداحة، وعليهم أن يدفعوا ثمن مكاسبهم حتى النهاية".

وأكد أيضاً: "بالفعل هم كانوا ومازالوا سادة سوريا منذ 50 عاماً".

وغرّد محمد سعد على التويتر: "إنهم لا يريدون تعويضنا ولن يسمحوا لنا بأي دخل إلا عن طريق التطوع بالجيش أو الموت جوعا"،

بينما حمّل البعض من أبناء المنطقة مجلس مدينة جبلة المسؤولية، واعتبروه مقصراً لعدم مطالبته بحقوقهم المهدورة.

كما اعتبر قسم منهم أن جهات أمنية قيادية هي التي تقف وراء حرمانهم، لزج من تبقى منهم في ساحات الموت دفاعاً عن أسرة الأسد.

ترك تعليق

التعليق