البطاطا، الغذاء الرئيسي لسكان ريف حمص الشمالي.. من الذي يستطيع زراعتها؟


بدأ مزارعو ريف حمص الشمالي بزراعة محصول البطاطا "العقلة الربيعية" التي تعد محصولاً رئيساً لبعض من المزارعين، فالبطاطا هي غذاء السكان الرئيسي في ظل حالة الفقر التي يعاني منها أكثر من 80% منهم.

البذار

يعد البذار ذو المنشأ الهولندي أفضل أنواع البذار على مستوى العالم، وهو الأكثر زراعة في عموم سوريا، وقد تراوح سعر الكيس الواحد من نوع "سبونتا هكما"، في أسواق ريف حمص الشمالي، بين 50 الى 60 دولار أميركي، حسب النوع والكمية.

أبو خالد، مزارع من مدينة الرستن قال لـ"اقتصاد": "نضطر إلى شراء البذار بأسعار باهظة نتيجة الحصار المفروض، فالتجار يُحمّلون تكلفة إدخال البذار إلى المنطقة على سعر الكيس، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، ناهيك عن الطلب المتزايد هدا العام".

تكلفة باهظة

تعتبر زراعة البطاطا في الريف الحمصي حكراً على المزارعين أصحاب رأس المال الضخم، بسبب ارتفاع تكاليف زراعتها، فقد تجاوزت تكلفة الدونم الواحد العام الفائت 250 ألف ليرة، أي ما يعادل أكثر من 500 دولار حينها، وذلك بسبب ارتفاع أسعار البذار وتأهيل الأرض المخصصة للزراعة، وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي الذي أجبر المزارعين إلى اللجوء لمولد الديزل، وقد وصل سعر الليتر من الديزل في أيام ري البطاطا إلى أكثر من 500  ليرة سورية.

بسام، مزارع من مدينة الغنطو تحدث لـ "اقتصاد": "الكلفة الباهظة لزراعة البطاطا حرمت أكثر من 80% من المزارعين من القدرة على زراعتها، بسبب عدم قدرتهم على تغطية تكاليف الزراعة والري، وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات".

تأهيل الأرض

وللبطاطا طرق خاصة في الزراعة، كما قال أبو قاسم، أحد المزارعين الكبار لمحصول البطاطا، فقد أوضح لـ"اقتصاد": "يحتاج الدنم الواحد المخصص للبطاطا إلى أكثر من 6 أمتار سواد عربي وفلاحة حقيقية ومستمرة للمحافظة على رخاوة التربة لكي تكبر حبة البطاطا براحتها، وكذلك بحاجة لطرق ري حديثة "GR" أو المرشات للري، لأن طريق الري التقليدية أصبحت من الماضي بسبب ارتفاع سعر ليتر المازوت وانخفاض مستوى المياه الجوفية عموماً".

تتركز 70% من الأراضي المزروعة في ريف حمص الشمالي على ضفاف بحيرة سد الرستن بسبب انخفاض تكلفة استجرار المياه من البحيرة إلى الأراضي المزروعة إذا ما قورنت بالاعتماد على الآبار الجوفية.

يشار إلى أن كمية البطاطا المزروعة هذا العام ضعف العام الماضي، لأن كمية البذار التي دخلت هذا العام أكثر من 400 طن في حين كانت العام الماضي 200 طن، لكن رغم ذلك فهي بالكاد تغطي حاجة سكان ريف حمص الشمالي.

ترك تعليق

التعليق