سوريات نجحهن حيث فشل الرجال.. كيف؟، ولماذا؟
- بواسطة محمد عمر الشريف – خاص – اقتصاد --
- 25 كانون الثاني 2017 --
- 0 تعليقات
أمرٌ ليس بالجديد أن تثبت المرأة السورية جدارتها في مختلف المجالات والظروف ابتداءً من البيت وإدارته، وتخريج عمالقة الأدب والعلم في زمن السلم، إلى صبرها وثباتها في زمن الحرب. أما في الثورة فكانت أُنموذجاً يُدَرَّس في التكيف مع ظروفها الصعبة وقدرتها على إدارة بيتها اقتصادياً، وتوفير الأمن المعيشي لعائلته، فقد غدت الأم والأب معاً.
حول هذا الموضوع، التقى "اقتصاد" عدداً من السيدات السوريات اللواتي نجحن في مشاريعهن الصغيرة في الأردن، ومنهن السيدة أم عزام، التي أكدت بأن نجاح المرأة السورية في الغربة لم يكن وليد اللحظة، فالظروف القاسية علمتها الإدارة والاقتصاد، ليس هذا فحسب إنما كانت تقف جنباً إلى جنب مع الرجل في البيت، إما بالحرفة التي تتقنها والتي لم تكن تحتاج إلى رأس مال بل فقط للجهد، أو بتفكيرها في البدء بمشروع صغير تستطيع من خلاله أن تساعد عائلتها في تحسين الدخل.
تضيف أم عزام بأن تكيفها مع الظروف وقدرتها على إقامة علاقات اجتماعية بعد قدومها إلى الأردن، جعلها أكثر نجاحاً من زوجها، الذي لم يقتنع بجدوى فكرة المشاريع الصغيرة التي تحتاج إلى زمن وصبر، والواقع يفرض عليه أن يعمل ويحصد فوراً، وهذا ما جعله يُعرض عن تلك البدايات الصغيرة، ويترك ذلك لها.
وقد نوهت بأن مشروع الطبخ السوري الذي بدأت به نجح، كونها الأكثر صبراً، وأنها ليست هي المعيل الأساسي للعائلة، وهذا أتاح لها فرصه النجاح، إضافة لقناعتها وإصرارها على أن ما بدأت به صغيراً سيصبح كبيراً، فقط عليها الجهد والصبر، وفعلاً أصبح دخل مشروعها أكبر من دخل زوجها.
في حين، تؤكد السيدة السورية أم سعيد، بأن وضعها الحالي ووفاة زوجها، جعلها في موقع المسؤولية عن 5 أطفال، ومن حرصها عليهم من الضياع، جعلها تبذل الوقت والجهد والعمر في سبيل أن يعيشوا بعزة وكرامة، وهي التي لم تكن تتقن مهنة معينة، لكنها قررت أن تبدأ بمشروع صغير تديره من المنزل، في مجال الخياطة.
وقد أردفت بأنها عملت على تعلم المهنة من خلال دورات تدريبية لكنها أدركت أنه لم يكن لديها الامكانات لتفتح ورشة وتأتي بعاملات وماكينات خياطة، فقررت أن تبدأ بماكينتين مستعملتين، ثم علمت أولادها الذكور والإناث المهنة، وجعلت من عائلتها ورشة صغيرة سلمت كل فرد فيها مهمة واستطاعت تحقيق اكتفاء ذاتي ونجاح كبير جداً، بعد أن تخصصت بخياطة أغطية الأسِرّة والوسائد واللحافات.
أما السيدة أم أحمد، فتشير إلى أن السبب وراء نجاح المرأة السورية في هذه الظروف، هو وجود قوانين تقيّد عمل الرجل، وأحياناً تمنعه في دول اللجوء من العمل، فلم تقف المرأة السورية متفرجة لتجد نفسها أمام مواجهة ظروف مغايرة للتي كانت تعيشها في بلدها فاضطرت لدمج كل مهاراتها ولمساتها ولتثبت أنها تملك إمكانيات مخبأة، ولتثبت أنها تستطيع أن تكون رجلاً وامرأة في آن واحد.
وفي سؤال للسيدة سارة الشاهين، التي تدير عدد من المشاريع الصغيرة، حول سبب نجاح المرأة السورية في هذا المجال، أشارت إلى أن معظم المشاريع الصغيرة هي مشاريع حرفية بامتياز، وهي من ضمن اختصاصات المرأة السورية التي تتقنها في بيتها بشكل اعتيادي من خياطة وطبخ وتطريز وصناعة الصوف وغيرها، وهذا ما ميزها، إضافة إلى تعاطف المجتمع معها كامرأة وتشجيعه لها، الأمر الذي جعل من عملها أسهل.
وقد نوهت إلى أن السوق الذي روجت فيه المرأة منتجاتها، كان سوقاً نسائياً أيضاً، عن طريق مجموعات "فيسبوك والواتس اب"، التي أـصبح معظم البيع والشراء من خلالها، لذلك تمكنت المرأة من كسر الحواجز الوهمية التي تقف أمام الرجل، وعملت من منزلها وأنقذت عائلتها لتنال بصدق لقب سيدة أعمال، على حد تعبيرها.
التعليق