بالصورة والتفاصيل.. تعرّف على الخيمة "القزم" في مخيم "سليمان شاه"


نظّم عشرات القاطنين في مخيم سليمان شاه بمنطقة تل أبيض، الثلاثاء الماضي، مظاهرةً، احتجاجاً على قيام السلطات التركية بتبديل الخيم التي يقطنونها فجأة ودون سابق إنذار.

 وأفاد ناشطون أن والي المدينة حضر إلى المخيم وهدد قاطنيه اللاجئين بتبديل الخيم بقوة الجندرمة وكل من يعترض أو يحتج ستقوم السلطات التركية بترحيله من بوابة المنطقة التي تسيطر عليها منظمة الـ "بي كي كي" الكردية والمناطق المحيطة، التي تليها مناطق سيطرة تنظيم الدولة.

 وأشار اللاجئ "محمد أبو عمر" أحد قاطني المخيم- لـ"اقتصاد"- إلى أن فكرة تبديل الخيم كانت مطروحة منذ أكثر من سنة ولكن أهالي المخيم فوجئوا بتبديلها في هذا الجو القارص دون أن يتم إبلاغهم مسبقاً.

 وأردف محدثنا أن المفاجأة كانت أيضاً بأن الخيم البديلة صغيرة الحجم ولا تكاد تكفي لعائلة مؤلفة من ثلاثة أشخاص فمساحتها لا تتجاوز الـ 4 أمتار مربعة دون السماح لأصحابها بإنشاء ملاحق خدمية. وعلاوة على ذلك فالخيم الجديدة شفافة يكاد يُرى ما بداخلها.

 وزّود الناشط أبو عمر"اقتصاد" بصور للخيم الجديدة. وبدت الخيمة من الداخل فارغة وضيقة ولا تكاد تتسع لثلاثة أشخاص فيما خُصّصت -كما يقول- لعائلة مؤلفة من الجدة والخال والأب والأم و3 أطفال.


وأكد محدثنا أن الأهالي طالبوا بتبديل الخيم منذ أشهر وعندما لم تستجب الإدارة لطلبهم لجأوا إلى تدعيم الخيم القديمة وترميمها على حسابهم الشخصي حيث كلّف تدعيم كل خيمة-كما يؤكد - حوالي 2500 ليرة تركية، وكان ذلك بحسب محدثنا بعلم إدارة المخيم وتحت أنظارها حيث سمحت بإحضار الحديد والشوادر لتدعيم هذه المخيم.

 وفوجئوا الثلاثاء الماضي بإزالة الخيم بكل عنف، دون مراعاة لحالة الطقس البارد ووجود أطفال داخلها. وأكد محدثنا أن المخيم يشهد حالة توتر وغليان بعد هذه الخطوة الإستفزازية وعشرات العائلات باتوا بلا مأوى في ساحات وشوارع المخيم.

وأكد أبو عمر أن والي أورفة حضر إلى المخيم وطلب مؤازرة من الجندرمة ليقول أن القرار سينفذ بالقوة. بل قال للإدارة وبعض مشايخ المساجد في المخيم بنبرة فوقية أنتم ضيوف ولا يحق لكم المطالبة بإيقاف تبديل الخيم فهي ستبنى شئتم أم أبيتهم مهدداً بطرد كل من يعترض إلى خارج المخيم، حسب وصف "أبو عمر".

 ولفت محدثنا إلى أن إدارة المخيم سمحت لأهالي المخيم بالتعديل على خيمهم لاتقاء الأمطار وثلوج الشتاء وسعى بعض القاطنين إلى جعل خيمهم بمثابة بيوت ومنازل بعد أن يأسوا من تبديلها، وهاهم الآن يتعرضون لخسائر مادية فادحة جراء هذا القرار المفاجىء والمجحف.

وبدوره، أفاد الناشط "أبو مهند" لـ"اقتصاد" أن وفداً من أهالي المخيم ذهب إلى قائم مقام أقجقلة فبادر إلى تهديدهم ولم يدع أحداً من الوفد يرد بل قال لهم بنبرة متكبرة، حسب وصف المصدر، إن السلطات التركية ستطبق القرار بالقوة، ودخلت بعدها آليات مكافحة الشغب إلى المخيم للرد على أي حالة احتجاج أو عصيان محتملة.

ويتخوف سكان المخيم من التصعيد وتهديد السلطات التركية لهم بالطرد وخاصة أن لها سابقة في طرد 21 شاباً اعترضوا على قرار سابق وما تزال عوائلهم موجودة داخل المخيم.

ويضم "سليمان شاه" الواقع في مدينة اقجقلة التركية التابعة لولاية أورفا ذات الأغلبية العربية والتركية، أكثر من 50 ألف لاجىء سوري، يعانون ظروفاً مأساوية وأوضاعاً إنسانية وصحية مزرية بين مطرقة الإهمال وسندان الاستغلال، من نقص في الخدمات وتدنٍ في مستوى الرعاية الصحية وانقطاع متكرر للتيار الكهربائي بالإضافة إلى تشديد الإجراءات التي تحد من حرية اللاجئين وتنقّلهم وسياسة التمييز بين الأتراك والسوريين.

وإيماناً بدوره في التزام الموضوعية وإتاحة الفرصة لعرض وجهات النظر المختلفة، حاول "اقتصاد" التواصل مع مسؤول لم الشمل والإجازات بالمخيم ‎Halil Tekyıldız، ولكنه لم يتلق أي جوابٍ منه حتى لحظة نشر التقرير.

 ويترك "اقتصاد" الباب موارباً لأي رد من إدارة مخيم سليمان شاه بخصوص الاتهامات الواردة في سياق التقرير.

ترك تعليق

التعليق