كيميائي سوري يبتكر طريقة لجعل الألمنيوم مصقولاً كالمرآة.. لكنه عاطل عن العمل!!


عبد الرحمن العمري، درس الكيمياء بجامعة دمشق، وعمل بمصنع الأسمنت في منطقة أبو الشامات بدايةً ككيميائي، ثم كمساعد مدير الجودة. انتقل بعد الثورة إلى تركيا وبدأ البحث عن عمل، وكانت له تجربة صعبة مع العمل في تركيا، رغم إبداعه لطريقة تجعل الألمنيوم مصقولاً كالمرآة.

حاور "اقتصاد" الكيميائي السوري، عبد الرحمن العمري، الذي أكد أن أول عقبة واجهها هي عدم معرفته باللغة التركية، مع أنه ممتاز باللغة الانكليزية التي لا يتقنها معظم الأتراك. ومع البحث استطاع التقدم إلى موقع يهتم بتوظيف الكفاءات وبالفعل اتصلت به شركة لديها معمل لصناعة الألمنيوم في مدينة أيدن قرب أزمير، وعرضت عليه العمل. وبعد فترة قصيرة أخبروه أن لديهم مشكلة لم يستطيعوا حلها، وهي أن أحد العملاء من خارج تركيا طلب منهم بروفيلات ألمنيوم تكون ملمعة قريبة في مظهرها الخارجي من المرآة.

يشير العمري أنه بدأ بالبحث والتجربة مع عدم خبرته السابقة بهذا المجال، حتى وصل إلى تركيبته الأولى التي قرر تجربتها على الألمنيوم، وهي كانت عبارة عن إدخال الألمنيوم في محلول حمضي بدرجة حرارة عالية، لكن كانت النتائج غير مرضية، إذ أظهرت النتائج أن الغازات الناتجة عن التفاعل غازات سامة وهي أوكسيد الآزوت، وهو سام للإنسان والبيئة، مع ذلك، وصل عبد الرحمن إلى درجة مقبولة من لمعان الألمنيوم، لكن لم يكن ذلك هو المطلوب.

واستطرد عبد الرحمن في حديثه لـ "اقتصاد"، أنه في المحاولة الثانية مع تغيير ظروف التجربة وصل إلى ألمنيوم إذا رأيته لا تستطيع التفريق بينه وبين المرآة، إضافة إلى أن نواتج الاختبار كانت غاز الآزوت الذي يعتبر من مكونات الهواء أصلاً، أما الغازات الضارة فإنها تنحل في نفس المحلول الذي يتم فيه تلميع الألمنيوم، وبذلك أخبرته الشركة التركية أنه أول من توصل لهذه النتيجة المُرضية.

وقد نوّه العمري إلى أنه تفاجأ بمماطلة الشركة في تنفيذ مشروع تلميع الألمنيوم على نطاق أكبر من نطاق التجربة، مع أن العميل ما زال يريد هذا الصنف، وعللوا ذلك بعدم قدرتهم على تحمل تكاليف إنشاء هكذا مشروع.

وأردف موضحاً أنه حرص على عدم إعطاء تفاصيل ابتكاره الذي يعتقد أنه الأول من نوعه على مستوى العالم. وهنا بدأت الأمور تتراجع، فبعد شهرين بدأت معاناته مع الشركة وبرزت سوء المعاملة، ومن ثم تم نقله للعمل على آلة في المصنع، وهذا ينافي العقد الذي بينه وبين الشركة، وبعد اعتراضه أتته الإجابة بأنه سوف يتم إيجاد عمل أفضل له داخل الشركة.

انتظر 4 أشهر إلا أن الأمور زادت سوءاً إلى أن وضعوه عامل نقل على رافعه صغيرة، وظل صابراً لتأمين قوت عائلته وكأنهم كانوا يريدون منه أن ينهي العمل معهم من تلقاء نفسه، على حد وصفه.

يضيف أنه ومن دون سابق إنذار تم إخباره بإنهاء عقده وأن عليه مراجعة التأمين ليأخذ راتب إضافي كمكافأة نهاية خدمة بعد سنة ونصف. حاول التواصل مع الإدارة لفهم الأسباب، لكن لم تكن هناك إجابة واضحة، مع أنه عَلم بعد فترة أن من حقه الحصول على 3 رواتب.

وبدأ عبد الرحمن رحلة البحث عن عمل وواجه صعوبات كثيرة، خاصة أنه سوري، ناهيك عن الأجر الذي يعرض عليه، وهو الحد الأدنى للأجور.

اختتم العمري حديثه لـ "اقتصاد" بإبداء رغبته في التواصل مع الهيئات التركية التي يقال بأنها ترعى المخترعين السوريين وتمنحهم الجنسية، ويأمل في تسجيل اختراعه ليحفظ حقوقه ويجد عملاً مناسباً له، ويريد من خلال "اقتصاد" إيصال صوته، بأن هناك الكثير من الانتهاكات بحق العمالة السورية في تركيا، لكنه يتساءل لماذا لا يسلط الإعلام الضوء عليها.

ترك تعليق

التعليق