قصة خط الـ 400 KVA.. النظام يضطر للتفاوض مع الثوار من أجل الكهرباء


قد تكون الكهرباء إحدى أدوات الضغط على نظام الأسد، وإحدى نقاط ضعفه التي يحاول ثوار ريف حمص الشمالي، استغلالها اليوم.

فبعد خسارة النظام بعضاً من محطات التوليد وخروج البعض الآخر من الخدمة نتيجة المعارك وصعوبة إصلاحها لعدم قدرة النظام على تأمين قطع الغيار اللازمة بسبب العقوبات المفروضة دولياً، وبعد استيلاء تنظيم "الدولة الإسلامية" على حقول الغاز في شرقي مدينة حمص، التي تغذي محطات توليد الطاقة بالغاز اللازم لعملية توليد التيار الكهربائي، واستبعاد استعادة تلك الحقول على المدى المنظور، اتجهت أنظار النظام إلى خط الـ 400 KVA الذي يطلق عليه خط (الرباعي الخماسي).

 خط الـ 400 KVA هو خط ربط داخلي يقوم بربط محطات تحويل الكهرباء ببعضها البعض. فبعد سيطرة قوات المعارضة مطلع عام 2012 على ريف حمص الشمالي قامت قواتها بقطع كابلات خط الـ400 KVA لممارسة بعض الضغط على النظام وتحقيق بعض المكتسبات، لكن دون جدوى.

 ففي تلك الفترة لم يكن النظام في الحالة الحرجة كما هو اليوم، وكانت ساعات التقنين بمعدل مقبول، مما جعله غير آبه بقطع الكابلات أو وصلها.

 "أبو حمزة"، أحد النشطاء الثوريين في تلك المرحلة، قال لـ"اقتصاد": "بعد قطع كابلات التوتر في 2012، لم يبد النظام أي انزعاج من الموضوع ولم يبد أي مرونة ولم يقدم أي تنازل مهما كان صغيراً لكي نسمح بدخول الورشات لتعيد وصل الكابلات على عكس ما هو اليوم".

 ردة الفعل هذه من قبل النظام أدت إلى ردة فعل عكسية على الأبراج، فقام بعض تجار الخردوات بتفجير بعض الأبراج وبيع الحديد في السوق، إلى أن وصل عدد الأبراج المدمرة تدميراً كلياً إلى 9 أبراج. وتعرض البعض منها إلى القصف مما جعلها غير قادرة على حمل الكابلات مرة أخرى. أما الكابلات فقد تم ترحيلها إلى الشمال السوري وبيعها في السوق السوداء هناك.

 وبعد تمدد قوات المعارضة على الجغرافيا السورية، وبخروج خطوط التوتر عن الخدمة في ريف حمص الشمالي، زادت صعوبة نقل الكهرباء من المحطات الموجودة في حلب وحماه إلى حمص ودمشق والساحل، فتكلفة مد خطوط جديدة هي أكبر بكثير من قدرة نظام متهالك اقتصادياً، مما دفع النظام إلى المبادرة لإطلاق مفاوضات مع فصائل ريف حمص الشمالي، لمحاولة إعادة تأهيل خطوط التوتر بأي ثمن من الأثمان.

 وبعد تشكيل وفد من كامل مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، تم التفاوض مع النظام. "أبو عبدالله"، أحد المكلفين بالمفاوضات من فعاليات الريف الشمالي، قال لـ"اقتصاد": "يتم التفاوض مع النظام على تزويد كامل الريف بالكهرباء، وإخراج المعتقلات من سجونه، وتحييد المدنيين عن القصف من كلا الطرفين، إضافة لدخول القوافل الأممية بانتظام دون محاولة عرقلتها.. كل هذا مقابل حماية الورشات أثناء عملها وتأمين المستودعات اللازمة وحراستها".

 وإذا تم الاتفاق واستطاع النظام إعادة تأهيل الخط وأدخله إلى الخدمة، سيتمكن من توزيع الكهرباء بين شمال البلاد وجنوبها، فالخط لم يتضرر إلا في منطقة ريف حمص الشمالي.

ترك تعليق

التعليق