"فريكوم".. قصة المهندس السوري الذي اخترع "حمام زاجل" الكتروني


فتحت المنحة التدريبية القصيرة في ألمانيا، التي تحصل عليها المهندس السوري، عبد الرحمن الأشرف، آفاقاً جديدة أمام تطويره لخبراته في المجال الالكتروني، لينضم فيما بعد إلى مقاعد الدراسة في "الجامعة التقنية" في مدينة "شتوتغارت"، لينتهي من دراسة "الماستر" في غضون عام ونصف، المدة التي أنجز فيها مشروعه الذي يبحث في "الطرق المبتكرة لايصال المعلومة"، بالشراكة فيما بين الجامعة وشركة "بورشه" لصناعة السيارات.

في نهاية مرحلة العمل على المشروع، وبعد تحقيق النتائج المرجوة منه، عادت الفكرة القديمة "الخيالية" التي كانت تقض مضجع الأشرف منذ كان طالباً في قسم هندسة المعلوماتية في سوريا إلى ذهنه.

مع بداية عمله الجديد في شركة "بورشه" قبل ثلاثة أشهر من الآن، بدأ العمل جدياً على تطبيق فكرته غير المسبوقة، وانتهى كل ذلك بفوزه بجائزة أوروبية قبل أيام عن تطبيقه الإلكتروني الرائد.


عن مشروعه الإلكتروني "فريكوم"، يبدأ الأشرف حديثه لـ"اقتصاد" مشيراً إلى صعوبة تبسيطه للقارئ غير المتخصص بالإلكترونيات، إذ يؤكد أن بعض أعضاء اللجنة التحكيمية في الجائزة، قد واجهوا صعوبة في فهم تطبيق هذا المشروع، وخصوصاً من فئة المتقدمين في السن.

يشرح الأشرف مشروعه الجديد: "كانت الطريقة التقليدية لايصال الرسائل قديماً، محصورة بالحمام الزاجل، وبساعي البريد، وهذا هو جوهر المشروع الجديد، لكن بتعديل جوهري، وهو الاعتماد على وسائل إلكترونية لايصال الرسالة، عوضاً عن الحمام الزاجل وساعي البريد".

ويوضح، "الرسالة الورقية ستتحول إلى رسالة إلكترونية، يتم ايصالها عبر الهواتف النقالة، حتى لو كانت هذه الهواتف في مناطق خارج نطاق خدمة الإنترنت"، ويضيف شارحاً، "المشروع يقوم على فكرة أن هذه الأجهزة، ستقوم بالنيابة عن أبراج التغطية، وهو ما سيؤدي إلى تأسيس شبكة اتصالات جديدة، لا تتطلب معدات ضخمة، ولا مزودات خدمة، وكل هذا مبني على قاعدة  خوارزميات الشبكات".

ويوضح أكثر، "إن فكرة المشروع قائمة على أمرين، الأول الاعتماد على عدة أشخاص لايصال الرسالة إلى الشخص المراد (ساعي البريد)، والثاني هو بث المعلومات بكم هائل عن طريق التشفير".

يؤمن الأشرف بقدرة مشروعه، على مساعدة سكان المناطق التي لا تتوفر فيها الاتصالات، وخاصة التي تعاني من الحروب أو من الكوارث الطبيعية، وفي الأماكن المزدحمة مثل ملاعب كرة القدم ومحطات القطارات، وعن ذلك يقول: "في الحالة الأخيرة ونتيجة لكثرة الضغط على الشبكة فإن ذلك يؤدي إلى غياب الاتصالات".

ويلفت الأشرف إلى أن مشروعه "غير ربحي" بالنسبة لشركات الاتصالات، لذلك يبحث الأشرف عن تطبيقات شهيرة لتتبنى مشروعه مثل "الواتساب"، أو عن جهات بحثية "تنموية" غير مهتمة بالمجال الربحي.

وبخصوص الجائزة الأوروبية، أوضح الأشرف المولود في مدينة دمشق في العام 1989، أنه "حصل على جائزة الشباب الأوروبي قسم المواطنة الفعالة، التي تنظم سنوياً، من بين نحو 167 مشروعاً".


ترك تعليق

التعليق