باحث سوري يكتشف طريقة عمل المومياء.. ومراكز علمية مرموقة تسرق إنجازه العلمي


نال الباحث السوري الحاصل على الجنسية التركية "يحيى بدر" على براءة اختراع من الاتحاد الأوروبي عن اكتشافه لطريقة عمل المومياء، منذ عام 1999، وهو الاكتشاف الذي توصل إليه من خلال تطويره لأحجار تلميع الرخام في المصانع التركية، كما قام بتصنيع أجهزة لتحضير المومياء.

 وخلال سنوات من بحثه العلمي الجاد في هذا المجال العلمي الدقيق والنادر استطاع بدر اثبات أن المصريين لم يكونوا أول من عمل المومياء، وإنما مومياء البيرو والتشيلي كانتا الأقدم بما لا يقل عن ألفي عام.
 
درس بدر في كلية العلوم قسم رياضيات فيزياء، بجامعة حلب لمدة سنة، ثم أعاد الثانوية العامة ودرس أربع سنوات في قسم هندسة الكهرباء قبل أن يضطر لترك البلاد واللجوء إلى تركيا بسبب الملاحقات الأمنية التي تعرض لها، ثم انتقل للمملكة العربية السعودية وهناك أعاد دراسة الهندسة المدنية من الصفر-كما يقول لـ اقتصاد"- وبعد تخرجه مهندساً مدنياً عمل بدر في تجارب المومياء وآلية التحنيط بإمكانيات فردية ودون دعم من أية جهة علمية أو اقتصادية، ليتوصل فيما بعد لسر تحنيط المومياءات بواسطة الراتنج الذي حصل بموجبه على براءة اختراع من الاتحاد الأوروبي.


 وخلال جهاده العلمي الطويل واجهت بدر الكثير من التحديات والعراقيل، وتعرّض اختراعه العلمي لسرقات علنية من شخصيات ومراكز علمية يُفترض أنها تتحلى بمستوى من الأمانة العلمية.

في عام 1997بدأ المهندس بدر السعي لتطوير نوع من أحجار تلميع الرخام المستخدم في ماكينات التلميع الآلي، وتتألف قطعة التلميع هذه من أوكسيد الالمنيوم وحمض الاوكساليك ويتم مزج الخليط بغراء وهو ما أوحى إليه دراسة آلية التحنيط.

ومن خلال هذه التقنية جرّب بدر أنواعاً مختلفة من المواد الرابطة للحصول على تلميع عالي الجودة. ولجأ عام 1999 للمقارنة بين بقايا الراتنج الطبيعي الذي استخدمه في تطوير ملمع الرخام وبين صورة مومياء ظهرت في برنامج تلفزيوني وهنا -كما يروي- سألته زوجته ألا تعتقد أنها متشابهة فأجابها أن هذا ما يفكر به.

 وأردف محدثنا: "كان الاكتشاف صادماً لي ومفاجأة لم أتوقعها وأنا بعيد كل البعد عن مجال التحنيط. لكنني أدركت أهمية الاكتشاف من الناحية التاريخية، وأدركت أنه يحمل في طياته لغزاً آخر يحتاج إلى حل".


لم يكن أمام الباحث "يحيى بدر" أي خيار سوى الانخراط في هذا الوسط الغريب عنه فانهمك شهوراً عدة في القراءة عن تقنية المومياء-كما يقول- مضيفاً أنه بدأ باختبار بعض العيّنات حسب تقدم فهمه للموضوع، وخلال انهماكه في هذا العمل الصعب والمعقد استشار بدر-كما يقول-أحد أهم العلماء العالميين في المومياء وهو البروفسور الأمريكي "رونالد ويد" من جامعة ميريلاند، وكان انطباعه إيجابياً ومشجعاً عندما أكد له أنه في الطريق الصحيح ونصحه بالاستمرار في العمل.

ولكن بحثه الثمين والنتائج العلمية التي توصل إليها لم تلبث أن تعرضت للسرقة والقرصنة من مراكز علمية مرموقة في دول الغرب الذي يدعي حماية الحقوق والملكيات العلمية.


 وروى الباحث يحيى بدر أنه التقى ببروفسور يُدعى "فرانك روهلي" في مدينة ماينز الألمانية عام 2008 وأعطاه عينة محنطة وشرح له كل تفاصيل تحنيط المومياء، واكتشف-كما يقول- أن روهلي يعرف بحثه الذي نشره مكتب براءات الاختراع الأوروبي عام 2007 وكانت المفاجأة أنه خرج على العالم من خلال وكالة أنباء سويسرية ليدّعي أنه اكتشف أسرار المومياء، وجاء في الخبر–بحسب محدثنا– أن خبيراً سويسرياً رائد في عِـلم التشريح تمكّـن من تحنيط جُزءٍ من جِـسم إنسان باستخدام نفس عملية التَجفيف بالملح، التي اعتمدها المصريون القُدامى قبل أكثر من 3000 عام قبل الميلاد.

 وحينها قام المهندس بدر بالاتصال بالدكتور روهلي ليسأله عن انتحاله لهذا الاكتشاف الخاص به رغم أنه معلن ومنشور في أوروبا والعالم باسمه منذ عام 2007 وسبق أن أعطاه عينة محنطة قبل سنة من الإعلان فما كان من العالم السويسري إلا أن ادعى أنه توصل إلى تحنيط المومياء بغير الطريقة التي أعلن عنها بدر.
 
وواجه اختراع "يحيى بدر" حالات قرصنة أخرى إذ قام بروفسور ألماني يُدعى زينك بسرقة تقنية فصل الراتنج من بحثه المنشور بدون إذن لصالح المصريين وتمت الاستفادة من هذه التقنية، ثم سرق باحثون مصريون التقنية مرة أخرى لترميم مومياء تضررت أثناء الهجوم على المتحف عند قيام الثورة الأولى، ولم يخجلوا من التصريح إلى الإعلام-كما يقول محدثنا- علماً أنه يدفع حتى الآن رسوم حماية اختراعه المقرصن، ولكن الحماية –كما يقول- لا تنفع مع اللصوص فهم يعرفون أن للطرق القانونية لها بداية وليس لها نهاية، ودونها رحلة طويلة على أبواب المحاكم وتكاليف وأعباء مادية باهظة لا طاقة لأحد بها.


 وأكد محدثنا أن "الرتنج لم يكن موجوداً في الحضارة المصرية القديمة لأن موطنه هو جنوب شرق آسيا وكان المصريون القدامى يستوردونه من الصين عبر أفغانستان قبل اكتشاف طريق الحرير".

وفي تركيا حاول أشخاص يطلق عليهم لقب باحثين علميين في جامعة استانبول قرصنة اختراع بدر-كما يؤكد- ولكنهم فشلوا في فحص الحمض النووي بسبب عدم إعطائهم التقنية، وثمة دعاوى قائمة منذ عام ضد جامعة استانبول ومديرية المتاحف وهناك محكمة الآن والجلسة الرابعة في 23 شباط القادم بهذا الخصوص.

وحول أهمية ما يقوم به من أبحاث في مجال التحنيط والمومياءات أوضح محدثنا أن هناك فائدة في الاستخدام الطبي لإيقاف الغرغرينا، وكذلك عمل أرشيف عضوي بالتحنيط لمختبرات الجريمة وخاصة الجرائم التي لم يتم إقفال ملفاتها حيث يتوجب دفن الجثة ويكتفى بأخذ عينات وتحنيطها.

ولم يكتف الباحث بدر بتحضير 5 مومياءات بشرية موجودة في كليات الطب في أول انجاز علمي عربي وغربي من نوعه بل حنّط سلحفاة كبيرة معروضة الآن في متحف التاريخ الطبيعي بباريس أطلق عليها اسم "ماتيلدا" وثمة دجاجة حنّطها منذ 17 سنة وهي معروضة في جامعة ميريلاند الأمريكية وتمساحاً محنطاً منذ 16 سنة في المتحف السعودي بجدة، كما توصل لابتكار جهاز لتحنيط الجثمان الكامل بطريقة الضغط، ثم أنتج جهازاً لتحنيط الأعضاء الصغيرة بطريقة الضغط, ومن ثم طوّر وعدّل هذا النظام بعد اختبارات عدة ليعمل بطريقة التفريغ.

ترك تعليق

التعليق