لمحة من الحياة العصيبة التي يعيشها سكان جنوب دمشق


يعيش الأهالي في جنوب العاصمة دمشق، في أوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة، فغلاء الأسعار وانتشار البطالة هي من أهم المشكلات التي يعاني منها قاطني المنطقة.

 فعلى الرغم من توفر السلع الغذائية في المنطقة بأسعار مقبولة إلا أن الضائقة المالية التي يعاني منها الأهالي وعم توافر فرص العمل، وحصار النظام للمنطقة، حوَّلت شراء الاحتياجات الأساسية للعيش إلى أمر صعب للغاية.
 
مشقة وتعب في سبيل تأمين لقمة العيش

يقول أبو عبدو, 36 عاماً, وهو من سكان بلدة يلدا، "صباح كل يوم أخرج من منزلي إلى حي القدم مروراً بمخيم اليرموك متحدياً وعورة الطريق ومخاطره، قاطعاً مسافة 2 كيلو متر لتعبئة بعض من بدونات المياه لنقلها إلى البلدة التي أقطن فيها".

أبو عبدو، تكلفه هذه الرحلة ساعة ذهاباً وأخرى إياباً لنقل بعض بدونات المياه النقي ليبيعها في بلدة يلدا بأسعار رمزية لتأمين قوت يومه وقوت أطفاله الستة.

فـ بلدة يلدا، تعاني من نقص المياه الصالحة للشرب، لذلك التجأ بعض الشبان للعمل في هذه المهنة الشاقة والمتعبة.

ومن جانبه يقول الأستاذ زياد أبو حمدي, 38 عاماً, وهو أب لثلاثة أطفال, ويُدرّس في إحدى المؤسسات التعليمية، ومُهجّر من مخيم اليرموك الذي يقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلدة يلدا، "اضطررت إلى العمل بعد ساعات الدوام على بسطة لأبيع البسكويت لأجني بعض المال لتأمين لقمة العيش لأن دخل المعلمين في المنطقة لا يتلاءم مطلقاً مع مستلزمات الحياة".

ويضيف أبو حمدي: "عليك تأمين 50 ألف ليرة سورية كحد أدنى لتكفيك معيشة شهر واحد, في الوقت الذي لا أستطيع تأمين فيه سوى 25 ألف ليرة سورية رغم عملي الإضافي".

ويقول الإعلامي "أبو كاسم" لـــ "اقتصاد"، إن الأهالي في بلدات جنوب دمشق يعانون من ظروف معيشية صعبة لعدم قدرتهم على شراء المواد الغذائية نظراً لارتفاع أسعارها من جهة وتفشي البطالة وندرة فرص العمل من جهة ثانية، فضلاً عن الضعف الكبير في عمل المؤسسات الإغاثية.

مشيراً إلى أنه منذ بدء حصار قوات الأسد لبلدات جنوب العاصمة دمشق عام 2013، تعمدت قوات الأسد استهداف المرافق العامة والخاصة بشكل ممنهج، الأمر الذي دفع أصحاب المعامل والورشات الموجودة لإغلاق أبوابها أمام العاملين فيها، مما خلف جيشاً من العاطلين عن العمل، مما زاد الأوضاع سوءاً, وأدى إلى ارتفاع الأسعار الكبير وتدني أجور من يجد عملاً، وهو ما استغله تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مخيم اليرموك والحجر الأسود وحي التضامن الدمشقي الذي وجد بيئة مناسبة لجذب عدد من الشباب وإغرائهم بمبالغ شهرية كبيرة.

يشار إلى أن عدد السكان الذين يقطنون مناطق جنوب العاصمة يبلغ قرابة 120 ألف نسمة تخلت عنهم المنظمات الدولية وهيئات الحكومة السورية المؤقتة. ويتساءل الكثيرون منهم عن مدى اهتمام هذه الجهات بمعاناتهم المستمرة منذ أعوام.


ترك تعليق

التعليق