لاجئ سوري يُدرّس العربية للهولنديين.. ويعتزم افتتاح معهد لتعليم اللغة


نحو 2500 ميل، عن مدينته "قباسين" في ريف حلب الشرقي، وفي مركز لتعليم اللغة العربية وعلوم القرآن في مدينة "أيندهوفن" الهولندية، اختار اللاجئ عمر العمر، أن يدّرس اللغة العربية لغير الناطقين بها، مواصلاً بذلك مسيرة عمله السابق.

 لم يمض عام على وصول العمر خريج الأدب العربي، والحاصل على شهادة دبلوم في تخصص تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، من جامعة حلب لهولندا، إلا ونجح العمر في إيجاد موطئ قدم له، في بلد قلما يعثر فيه أقرانه من اللاجئين على فرص عمل مماثلة.

 العمر الذي لا زال في مرحلة تعلم اللغة الهولندية، وجد في عمله هذا فرصة ملائمة لأن "يضرب عصفورين بحجر"، فمن جهة حافظ على عمله السابق كمدرس للغة، كما تساعده مخالطة الطلاب على تعلم اللغة الهولندية.

 يبدأ العمر حديثه لـ"اقتصاد" معرباً عن تقديره لمساعدة الأشقاء المغاربة في هولندا للاجئين السوريين، لأنه لولا مساعدتهم له لما حصل على هذا العمل في المركز التابع لاتحاد علماء المسلمين في أوروبا، مبيناً "لقد تم اختياري من إدارة المركز لتعليم اللغة العربية، لأبناء المهاجرين المسلمين في المدينة".

 وعن الصعوبات التي يواجهها في عمله الجديد يوضح أنه اضطر لتسجيل عمله في المركز بصفة تطوعية، وذلك بسبب القوانين الهولندية التي تنظم عمل اللاجئين فيها، مشيراً إلى تقاضيه مبالغ مالية محدودة، لا تتناسب مع حجم العمل الموكل إليه.

 غير أن العمر بدا مرتاحاً، لأنها "ليست إلا البداية"، وقال: "بعد عام من الآن، سوف أتقدم إلى امتحانات اللغة والاندماج، وبعدها سيكون الطريق مفتوحاً أمامنا للعمل"، مشيراً إلى أنه بصدد تأسيس جمعية خاصة بالسوريين، لكي يتسن له افتتاح معهد خاص بتعليم اللغة العربية في المدينة، التي تحتوي على مركز وحيد.

 وبهذا الخصوص أوضح، "من خلال تجربتنا القصيرة هنا، وجدنا أن غالبية المهاجرين القدامى يرغبون بتعليم أولادهم اللغة العربية، ولذلك فإن العمل على هذا المشروع سيحقق فائدة كبيرة لهؤلاء"، مضيفاً "قد نواجه هذه المشكلة نحن كسوريين بعد عقد من الزمن، أي بعد أن يكبر أطفالنا في مجتمع بعيد عن مجتمعهم الأصلي".

ترك تعليق

التعليق