الهدنة وعينة من آراء سكان ريف حماه المحرر.. لماذا أيّد المؤيدون وعارض المعارضون؟


 تضاربت آراء المدنيين في مناطق وبلدات ريف حماة المحرر حول الهدنة التي تم توقيعها بين الروس والأتراك الممثلين لطرفي الصراع في سوريا، نظاماً ومعارضة.

 وبين مؤيد للهدنة ومعارض لها، كانت معظم آراء الناس موافقة على الهدنة لأن الأشلاء والدماء والقصف تسبب في توقف مظاهر الحياة الطبيعية في معظم المناطق المحررة، حسب وصف غالبية من استقصى "اقتصاد" آرائهم.

 وقال سكان من تلك المناطق لـ "اقتصاد"، إنهم بحاجة كبيرة لتوقف القصف الجوي كي تعود الحياة إلى مناطق أصبحت مدن أشباح بسبب عدم احتوائها على أبسط مقومات الحياة.


 خالد، أستاذ مدرسة في بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي، لدى سؤالنا له عن رأيه بالهدنة أجاب: "من جهتي كمعلم مدرسة أنا مع الهدنة لأن طلابنا ابتعدوا عن مدارسهم وجامعاتهم بسبب القصف المستمر والاستهداف المباشر للمدارس وكلنا يتذكر المجزرة التي وقعت في بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي والتي أودت بحياة عشرات الطلاب والمعلمين، معظم المدارس أغلقت بشكل نهائي بسبب خوف الأهالي على أبنائهم وعدم إرسالهم إلى المدارس خوفاً عليهم".

وأضاف خالد: "التعليم يجب أن يستمر وسوريا بحاجة جيل متعلم كي تباهي به الأمم".

أما "أبو أحمد"، وهو مزارع من مدينة كفرزيتا، استبقنا بالجواب قبل سؤالنا له بحجة أن الهدنة هي الحدث المتداول على الساحة السورية في هذه الفترة، وأجاب قائلاً: "أنا كفلاح وخاصة أن الهدنة جاءت في وقت نقوم به بزراعة الأراضي التي هي مصدر الرزق الوحيد، لذا أنا مع الهدنة ووقف شلال الدم".

واستطرد: "حواجز قوات الأسد المتواجدة في ريف حماة الغربي منعتنا 3 سنوات من زراعة الأراضي وهجّرتنا من بيوتنا إلى مناطق أخرى. الأرض بحاجة للعمل وأتمنى أن تستمر الهدنة طويلاً كي أستطيع حراثة أرضي التي تجني لي ولأولادي الخمسة قوت يومنا".


 "سهى"، ممرضة تعمل لدى إحدى المشافي الميدانية في ريف حماة، قالت إنها مع الهدنة وخاصة إذا كانت ستوقف شلال الدم السوري على امتداد الأرض السورية، وأضافت: "خلال عملي في المشفى كان منظر الدماء والأشلاء يرافقنا بشكل يومي مع أننا فعلنا ما نستطيع لإنقاذ أرواح عشرات المصابين سواء مدنيين أو عسكريين".

وعقّبت سهى: "خلال اليومين الماضيين لم نستقبل أي جريح أو مصاب بقصف وهذا الشيء أفرحنا قليلاً لأنه حقن دماء سوريين أبرياء خرجوا ضد نظام مجرم لا يعرف سوى آلة القتل والدمار".

أما "أبو الوليد"، وهو قائد عسكري في ريف حماة، فكان رأيه مغايراً للآراءالسابقة، إذ تحدث عن الهدنة قائلاً: "النظام لم يلتزم بأي هدنة كانت من قبل، وفي الهدنة الحالية رأينا خروقات للهدنة في يومها الأول من خلال قصف طال ريف حماة الشرقي ومناطق متفرقة في سوريا، كما نتمنى من خلال هذه الهدنة المزمعة حالياً أن تكون درساً للفصائل المسلحة للتوحد والاندماج من أجل دماء الشهداء التي سالت طوال الست سنوات الماضية ونكون جسماً واحداً يقف بوجه النظام وحلفائه".


 "أم أكرم"، امرأة متقدمة في السن من قرية قسطون بريف حماة الغربي، قالت إن الهدنة مرفوضة لأنها لم تشمل المعتقلين في السجون والمهجرين الذين أبعدتهم طائرات الأسد وروسيا عن بيوتهم التي هدمت معظمها بصواريخ حقدهم، وأضافت: "لا هدنة مع قاتل الأطفال والشيوخ والنساء ولا هدنة مع مجرم قابل صيحات شعب بالمدافع والصواريخ".

لكن "علي"، وهو نازح من ريف حماة الغربي يقطن إحدى المخيمات على الحدود السورية التركية، ولدى سؤالنا له عن الهدنة، أجاب: "من جهتي أنا مع الهدنة ومنذ الإعلان عنها اخبرت زوجتي أني سأعود إلى بلدتي التي نشأت بها وسأقوم بترميم منزلي الذي تعرض لقصف من طائرات الأسد، كي نعود إليه ونقطن فيه".

وعقّب "علي": "3 سنوات في خيمة لا تقي البرد في الشتاء ولا حر الصيف لم تعد تلزمنا، أتمنى دوام الهدنة لكي يعود كل نازح ومهجر إلى بيته".

وكذلك "أسامة"، وهو شاب من قرية الصياد في ريف حماة، لديه سيارة صغيرة يجول القرى ويبيع الخضرة من أجل كسب لقمة العيش، عند سؤاله عن الهدنة قال: "بالطبع أنا مع الهدنة ومع استمرارها لأنني عندما أجول القرى وأترزق من خلال بيعي لبعض الخضار لم يكن يوجد الكثير من الناس أما الآن والحمد لله عادت بعض الروح للمدنيين وهناك الكثير من المهجرين عادوا إلى قراهم ولم نعد نسمع أصوات القذائف والصواريخ التي كنا نتعرض لها بشكل يومي".

ترك تعليق

التعليق