حلب.. الأحياء الشرقية بلا خدمات والشبيحة تمنع الأهالي من العودة إلى حيين في المدينة لإتمام عمليات "التعفيش"


 قالت مصادر إغاثية في مدينة حلب لـ"اقتصاد" إنّ عدداً كبيراً من الأهالي، غادر مراكز الإيواء المؤقتة، وعادوا إلى منازلهم في عدد من الأحياء التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً، في وقت تشهد فيه تلك الأحياء انعدام كافة مقومات الحياة الخدمية.

 وقدّرت المصادر عدد العائدين إلى منازلهم بحوالي 50 ألف شخص، فيما مُنع الأهالي من العودة إلى حيي "صلاح الدين" و"الزبدية"، بحجة "إزالة الألغام"، في وقت أعادت فيه مصادر أهلية خلال حديثها لـ"اقتصاد" سبب المنع إلى قيام الميلشيات الموالية لقوات النظام، وعدد من عناصره، بـ"تعفيش" منازل المدنيين في المدينة.

 وقالت السيدة "فضيلة محمد" من حي الميسر لـ"اقتصاد" إنّها عادت إلى منزلها، بعد إقامة في مركز "جبرين للإيواء المؤقت"، لكنها تعاني من غياب أي دور فعال للمنظمات المدنية، والإغاثية، سوى بعض المعونات من قبل الهلال الأحمر.

 وأشارت "فضيلة" إلى أنّها تقوم بشراء المياه عبر الصهاريج، في الوقت الذي تغيب فيه الكهرباء عن الحي بشكل كامل، وكذلك شبكة الاتصالات (الخليوية، الأرضية).

 حال السيدة "فضيلة" يشابه حال العائلات العائدة إلى الأحياء التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً، بدعم من الميلشيات الطائفية الموالية لها، والبالغ عددها ما يزيد عن 35 حياً.

في الوقت الذي غابت فيه الخدمات عن الأحياء الشرقية في مدينة حلب، مُنع الأهالي في حيي "صلاح الدين" و"الزبدية" من العودة إلى منازلهم؛ بحجة "إزالة الألغام"، فيما كانت الميلشيات الموالية للنظام السوري تُفكك أبواب منازل المدنيين، وتفكك غرف نومهم، وتصنع من أدواتهم الكهربائية حواجز للتغطية على تعفيشهم.

في هذا الصدد، قالت السيدة "أم محمود" إنّها لم تعرف منزلها الواقع في حي صلاح الدين، وبالتحديد في منطقة جامع "أويس القرني"، حيث اضطرت للمشي من عند إشارات ملعب الحمدانية إلى المنطقة، وقامت بالدخول من بناية إلى أخرى، حتى وصلت إلى منزلها، الذي بقي صامداً رغم الدمار المسيطر على الحي، فيما سيطر الدمار والأوساخ والقوارض على المشهد في الحارة التي تقطنها-بحسب وصفها.

 وتشير "أم محمود" إلى أنها وجدت منزلها فارغاً بالكامل، حتّى من الأبواب والأسلاك الكهربائية، لتفاجئ بوجود ثلاجتها وغسالتها الاتوماتكية، في مدخل الحارة، وقد كتب عليهما "قف هنا حاجز"، من قبل ميلشيات "التعفيش" الموالية للنظام في المنطقة.

 وبالرغم من مصيبة "أم محمود" في سرقة منزلها من قبل ميلشيا النظام، إلا أنّ جارتها في الحارة "أم نصري" كانت مصيبتها أكبر، فقد دمر طيران النظام كامل البناء الذي يقبع فيه منزلها، لتعقب على مصيبتها بالقول: "الحمد لله، نازلة البناية كلها، والله العظيم مو قادرة احمل شي" –بحسب ما نقلت أم محمود عنها.

 وفي العودة إلى مراكز الإيواء المؤقتة في "جبرين"، قالت مصادر من المكان لـ"اقتصاد" إنّ أعداد العائلات المتبقية في تلك المراكز، بلغ 8 آلاف عائلة، معظمهم من مشروع 3000 شقة، أو مناطق الريف المدّمر، أو مناطق خطوط التماس في هنانو وغيرها، من نقاط التماس التي كانت قائمة لأكثر من 5 سنوات، وانتهت بخروج فصائل المعارضة من المدينة، بعد قصف جنوني من قوات النظام، وحليفه الروسي، أودى بحياة المئات من المدنيين في المدينة، وحوّلها إلى رُكام.

 وبالرغم من عدم قناعة الأهالي العائدين إلى منازلهم في الأحياء الشرقية، بعد سيطرة قوات النظام السوري وحلفائه عليها، إلا أنّ آمال وتطلعات أولئك تبقى مقتصرة على السكن تحت سقف يحميهم من حر الصيف، وبرد الشتاء، بلا خوف من هدير الطائرات وتهاوي البراميل القاتلة، في ظل انعدام طموحاتهم في تأمين حكومة النظام لهم الاحتياجات الأساسية من ماء وكهرباء واتصالات وغيرها، من أساسيات الحياة اليومية.

ترك تعليق

التعليق