(غ، م).. قد تكون قصته، سيرة مخترع لم يأبه له أحد، وقد لا تكون


(غ، م)، يحمل معه فكره في غربة اللجوء، هارباً من شبح إعادة الاعتقال بعد أن قبع في سجون النظام أياماً وليال مؤلمة، عانى خلالها الكثير. قد تكون قصته، سيرة مخترع، لم يأبه له أحد، وقد لا تكون. لكن رأينا أن من الإنصاف تسليط الضوء عليها.

 درس الهندسة الزراعية في جامعة دمشق ليتخرج منها في العام 1989، وليعمل في إدارة المطاحن في مؤسسه الحبوب في حمص.

عرف عنه ولعه بالأجهزة الرياضية وتصنيعها وإصلاحها منذ مطلع شبابه، مما إكسبه خبرة وإطلاع على آليات عمل هذه الأجهزة.

وخلال تدريباته في إصلاح الأجهزة الرياضية، لمعت في ذهنه الفكرة، ليعمل عليها، ويستمر بالتجارب حتى وصل إلى ما يجعلها ذات فائدة.

وفي جلسه شاي في بلد النزوح واللجوء في لبنان دار حوار بيني وبينه.

سألته: ما هي فكرة اختراعك؟، وماهي محاولاتك لتطبيقها؟

ليجيب بشكل مقتضب بأن الفكرة العامة هي تنظيم حركة سقوط ثقل معلق بحبل والحصول منه على حركة منتظمة (هي أساس أي محرك) يمكن بعدها تركيب علبة سرعة والحصول على مروحة كهربائية أو وضع مولد كهربائي والحصول على الكهرباء.


وعند السؤال: ما الفائدة من فكرة اختراعك؟

 أجاب: "الفائدة تكمن بالحصول على الطاقة النظيفة دون استخدام وقود".

سألته مستدركاً: وما الصعوبات التي واجهتك وتواجهك لتضع هذه الفكرة موضع التفيذ؟

أجابني: "أنا حالياً لاجىء معدم ومفلس لا أجد ما يكفي لسد الرمق، والصعوبة الأساس عدم توفر القدرة المالية وعدم وجود عمال مهرة لتصنيع ما تريد دون تكلفة عالية جداً، وهذا دفعني إلى العمل بشكل ذاتي وبشكل يدوي وفق إمكات محدودة جداً".

قاطعته مستفسراً: لماذا لم تسجل اختراعك في سوريا؟

أجاب بحرقة: "يازلمة كانت معي قطعة عم حاول أخرطها ببدايات الحراك الثوري وما خلصت من الحاجز بطلوع الروح وفكروني عم صنع قاعدة إطلاق سلاح"، مستطرداً: "لم أحاول تسجيله في سوريا خوفاً من الاعتقال أو سرقة الفكرة"، وأردف أنه تم سجنه في سوريا ثلاث مرات بتهم مختلفة آخرها التعامل مع المسلحين ومعارضين للنظام.

سألته: هل حاولت تسجيل فكرة اختراعك في لبنان أو لدى جهة ما؟

ليجيب: "بعد لجوئي إلى لبنان وعند التسجيل لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، قمت بإعلامهم بما لدي وشرحت لهم فكرتي وقاموا بتسجيل المعلومات والتفاصيل وتوسمت خيراً، ولكن منذ عدة أشهر لم أتلقى أي اهتمام أو دعم من أي جهة أممية أو غيرها".

وسألته: متى بدأت الفكرة لديك وهل عملت عليها سابقاً؟

أجاب بأن الفكرة موجودة منذ 15سنة وتم العمل عليها منذ ذلك الوقت، "ولم اجد أي تشجيع من أي جهة".


عند سؤاله: لماذا تعتبر اختراعك مجدياً وسيحقق النجاح؟، ولما يُعتبر، حسب وصفك، اختراع لم يسبقك إليه أحد؟

يجيب بهدوء: "إنه قد يشكل ثورة في عالم المحركات، فهو يشبه الطاقة الذرية المسيطر عليها، فهي هنا سقوط حر مسيطر عليه".

وأردف بأنه: "يمكن تطبيقه على مروحة منزلية أو مولد يولد كهرباء يولد طاقة تكفي بناية".

وأضاف: "لم يسبقني إليه أحد لأني توصلت لصنع المنظم لحركة منفلتة".

وعند السؤال هل سبق وأجريت دراسة جدوى اقتصادية حوله، وماذا تطلب كمساعدة ليرى اختراعك النور والتنفيذ؟

ليجيب بلمعة في عينيه: "لم أتمكن لعدم توفر الإمكانات المادية بل صنعت نموذجاً أولياً بسيطاً، وأحتاج لمساعدة مادية وتقنية لتطبيقه".

وهنا: استفسرت منه، ماذا يقصد بالتقنية؟

ليكمل: "مثل المخارط والمسننات والقشط والبكرات".


وعن مصدر الإلهام ومنشأة الفكرة في سؤالي عنها، هل هي تخيل أم فكرة تطورت، وهل قام بإجراء تجارب، وهل لديه خبرات سابقة؟

أجاب بثقة: "أنا ألعب كمال الأجسام منذ الصبا، وأثناء اللعب على جهاز رياضي معلق فيه ثقل خطرت لي الفكرة بالسيطرة على الحركة".

وعن تجارب وخبرات قام بها، أضاف: "أجريت أكثر من تجربة منها تكثيف بخار الماء الموجود في الهواء واستخدامه في الري، وكذلك تجارب على المسننات إلى أن توصلت إلى صنع المسنن المنظم للحركة".

وعندها كررت السؤال: لما لم تسجل اختراعك في سوريا حينها؟

ليكرر الإجابة: "كما سبق وذكرت غير مسموح تصنيع أي شي كي لا تتهم بمساعدة المسلحين والإرهابيين. كما أنه لا يوجد مال كافي للتنفيذ، فأنا لاجىء مفلس، وأثناء الثورة بدأت العمل على تنفيذ الفكرة، حيث برزت الحاجة الماسة للكهرباء نتيجة الحصار".

وأضاف مفصلاً: "هذا الكلام خلال الثورة وبداياتها، أما قبل الثورة كما قلت، إنها فكرة منذ أكثر من 10سنوات".

وعند ختام الحوار سألته عن أي شي يريد إضافته.

أجاب: "بدي سجل الاختراع وما يسرقوا حدى، حدا أو جهة تتكفل بالاختراع تسجله وتتبناه حتى لا يضيع وما ينسرق أو يضيع".

هذه حال ابن حمص، بفكر ثوري بكل شيء، فأين الجهات المعنية لترعى وتُنمي وتحفظ المفكرين والمخترعين من ضياع أفكارهم واختراعاتهم.
   

ترك تعليق

التعليق