في الوعر.. بسبب قلّة الأدوية، وفيات بنسبة أعلى


يشكل الدواء إحدى جوانب الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها سكان حي الوعر، آخر الأحياء الخاضعة للمعارضة في مدينة حمص. فقوات النظام منعت إدخال أي شيء من مقومات الحياة، وأهمها الدواء، الذي يعد شريان المرضى والأطفال الرضع. وصيدليات الحي فارغة تماماً من أي شيء يحتاجه المواطن في هذه الأيام العصيبة.


وبهذا الصدد، تحدث الدكتور محمد محرم، لـ "اقتصاد"، حول الأوضاع الصحية بالحي، مؤكداً أن النظام توقف عن إدخال الأدوية للصيدليات والتي كانت تدخل بمعدل 6 سيارات نقل صغيرة شهرياً، أوقفها النظام منذ الشهر السادس 2016، رغم أنها لم تكن تسد إلا جزءاً من حاجة الحي الدوائية، وكانت تستثني أدوية المشافي والمستهلكات الطبية.


واستطرد الدكتور محمد محرم، موضحاً: "وبعدها كان الاعتماد على المخزون- الضئيل أصلاً- في الصيدليات وما يسمح بمروره مع قوافل المساعدات ولم تمر إلا ثلاث مرات وكانت غير نوعية ولا موافقة لحاجة المرضى داخل الحي الأمر الذي أدى لانعدام مخزون الدواء الحاد (صادات-خافضات حرارة - أدوية هضمية..) والدواء المزمن (سرطان- قلبية وضغط - أمراض الغدد- مرضى الكلى-الأمراض العصبية والنفسية..)، وأدوية المشافي ومستهلكاتها، مما خلق معاناة كبيرة لدى المرضى بمختلف أعمارهم".


وختم الدكتور: "كانت ظروف الطقس السيئة والأمراض الموسمية ضربة قوية للأهالي والأطفال في ظل انعدام أبسط أنواع الأدوية (خافضات الحرارة - المميعات-أدوية الضغط)".


وعقّب: "نشهد وفيات لدى كبار السن ومرضى القلبية بنسبة أعلى من المعتاد بسبب قلة الأدوية وأجهزة المعالجة".


أحد مرضى حي الوعر، "أبو مهند"، روى لـ "اقتصاد" معاناته، قائلاً: "ساعة ونصف وأنا أبحث عن حب للرشح لكن دون فائدة، ولم أجد في كافة صيدليات الحي". ويتساءل "أبو مهند"، بلوعة، عن الحل.


أطباء وصيادلة حي الوعر بمدينة حمص، ناشدوا أكثر من مرة، جميع المنظمات الدولية والإغاثية والصحية لدخول الحي، والوقوف على ما يجري من أوضاع مأساوية جداً، يعيشها 70 ألف محاصر بلا غذاء ولا دواء ولا محروقات.

ترك تعليق

التعليق