مصدر من وادي بردى لـ "اقتصاد": السيطرة على مياه نبع عين الفيجة هدف استراتيجي للنظام


تستمر لليوم السادس على التوالي، حملة قوات النظام على قرى وادي بردى، في ريف العاصمة دمشق، وذلك في ظل وضع معيشي سيء يعيشه قرابة 100 ألف مدني في المنطقة.

ويحاصر النظام 10 قرى من أصل 13 من قرى الوادي، حصاراً جزئياً، منذ قرابة سنة. لكن مع بدء الحملة الجديدة، تم إغلاق كافة معابر المنطقة بشكل كامل.

وتسيطر قوى المعارضة على عشر قرى، "ﺑﺴّﻴﻤﺔ ﻭعين الفيجة ودير مقرن وكفير الزيت ودير قانون والحسينية وكفر العواميد وبرهليا وسوق وادي بردى وإفره"، بينما تسيطر قوات النظام على القرى المتبقية من الوادي، وهي الجديدة والأشرفية وهريرة.

وقال "أبو محمد البرداوي"، الناطق باسم "الهيئة الإعلامية في وادي بردى"، إن الوضع المعيشي للمدنيين المحاصرين في قرى الوادي سيء جداً.

وأضاف البرداوي خلال تصريح خاص لـ "اقتصاد"، أن غالبية الناس تسكن في الملاجىء.

وتابع: "لا يوجد خبز ولا كهرباء والاتصالات مقطوعة بشكل تام، وسائل التدفئة غائبة أيضاً، محلات المواد الغذائية أغلبها قُصفت واحترقت مع بضائعها بالكامل".

ومنذ سنة تقريباً، يجتهد النظام في منع إدخال الأدوية إلى المنطقة.

وقال البرداوي إن "الأدوية التي تخص مرضى القلب والضغط والسكري شبه مفقودة"، مؤكداً أنه في ظل الحصار الجزئي على الوادي، "كان إدخال الأدوية ممنوعاً".

اشتباكات دامية

وتدور اشتباكات كبيرة على عدة محاور في المنطقة، وواظب نشطاء على نشر معلومات تفيد بوقوع خسائر كبيرة للنظام خلال العمليات العسكرية.

ومنذ اليوم الأول للحملة تكثف مقاتلات النظام طلعاتها الجوية ملقية البراميل المتفجرة على منازل المدنيين.

وقال "معاذ الشامي" من داخل المنطقة، إن النظام يهدف إلى الضغط على الثوار والأهالي لإجبارهم على المصالحة.

وعبر تطبيق واتساب للرسائل النصية، أضاف الشامي أن السيطرة على مياه نبع عين الفيجة وتأمين العاصمة هو هدف استراتيجي لحملة النظام على قرى الوادي.

وأجاب الشامي حول إذا ما كان النظام ينوي تكرار سيناريو المعضمية وغيرها في تهجير المقاتلين، بقوله "هذا مؤكد".

وتابع الشامي: "إنهم يريدون عملية تهجير قسري وإفراغ المنطقة من ثوارها".

نبع عين الفيجة

ومنذ اليوم الأول حتى اليوم السادس، وثّق نشطاء المنطقة سقوط أكثر من 45 برميلاً متفجراً على قرية عين الفيجة.

وقال الشامي إن مقاتلات حربية نفذت عشر طلعات جوية على نفس القرية.

وكان نصيب قرية بسيمة 14 برميلاً، إضافة لأربع غارات من الطيران الحربي.

وسقطت مئات قذائف المدفعية والصاروخية والهاون على القريتين السابقتين، وقرى أخرى، مثل دير مقرن وكفير الزيت والحسينية.

واستهدف القصف نبع عين الفيجة الذي يغذي العاصمة بشكل مباشر.

 وأوضح الشامي أن القصف أدى لخروج النبع عن الخدمة بعد تدمير البناء الخاص به وتعطل المضخات وتلوث مياه النبع.

وقد يسبب الخلل الذي حدث في نبع عين  الفيجة بكارثة مائية ضخمة، لاسيما بعد تلوث مخزون المياه بمادة الكلور والمازوت والزيت.

ونتيجة اختلاط هذه المكونات مع مياه النبع يتخوف نشطاء من مصير مجهول لعشرات الآلاف من سكان الوادي الذين يعتمدون على ماء النبع.

ترك تعليق

التعليق