بعد خرووج مقاتليها إلى إدلب.. ماذا يجري في معضمية الشام؟


قبل عدة أشهر أوقف أحد نشطاء المعضمبة المعروفين في المنطقة صفحته على فيسبوك بعد عمل مضن في الإعلام الثوري استمر لسنوات عديدة.

في تلك الأيام، كانت المعضمية التي عانت من مرارة حصارات لا تكاد تنتهي؛ توقع المراسيم الأخيرة من المصالحة مع قاتل أطفالها، ليُسدل الستار على آخر مشاهد الثورة في المدينة، بينما كان قرابة 40 باصاً تتهادى على الطريق الدولي حاملة المقاتلين إلى الوطن - المنفى في أقصى الشمال السوري.

دوّن صاحبنا آخر تعليق، معلناً انتهاء الثورة في المدينة، وبالتالي إغلاق صفحته النشطة على مدى سنوات.

يقول أحد أهالي المدينة إن 65 يوماً انصرمت على خروج مقاتلي المدينة تم خلالها فتح معبر المعضمية بشكل كامل مع تفتيش للسيارات الداخلة والخارجة.

وعبر تطبيق الرسائل النصية "ماسينجر"، تحدث الشاب -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه-  قائلاً: "ما تزال بعض الإتاوات تؤخذ من قبل الفرقة الرابعة على سيارات الخضار والمواد الغذائية".

وعانت مدينة المعضمية من حصارات متتابعة بدأ أولها خلال الحملة العسكرية التي شنتها قوات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري على المدينتين الشقيقتين داريا والمعضمية في نهاية عام 2012.

وعلى الرغم من الهدنة الموقعة مع النظام في بداية 2014 لم تسلم المعضمية التي تضم قرابة 30 ألف نسمة من إغلاق كامل لمعبرها الوحيد بالتزامن مع اشتباكات وحملات عسكرية اقتطعت أجزاء كبيرة من أراضيها جنوب المدينة.

وفي نهاية 2015، تم الفصل بين داريا والمعضمية على إثر عملية عسكرية قادها النظام بمرافقة مقاتلات حربية رمت مئات البراميل المتفجرة على منازل المدنيين.

وبعد موافقة داريا على اتفاق يقضي بإخلاء المدينة بالكامل وخروج مقاتليها إلى الشمال السوري أنجزت المعضمية اتفاقاً مشابهاً تم تنفيذه قبل شهرين.


لم يتغير شيء!

وقال المصدر الذي يتحدث من داخل البلدة لـ "اقتصاد"، إنه تم فتح بعض الطرقات التي كانت مغلقة بالأنقاض والسواتر إضافة لإزالة سواتر ونقاط الجيش الحر.

وعقّب المصدر: "لكن جيش النظام لم يتراجع من أراضي المعضمية إلى هذه اللحظة!!".

ودخلت كتيبة الهندسة التابعة للفرقة الرابعة لإزالة الألغام ونقاط الرباط، يرافقها عقيد وملازم من كتيبة الهندسة.

وعلى الصعيد المعيشي، تم إعادة مياه نهر الأعوج الذي يسقي أراضي المعضمية. لكن النظام لم يعمل على "تقديم خدمات للمدينة حتى الآن، فالمياه مقطوعة منذ 6 أشهر والنفايات في الشوارع ولم يتم إصلاح الكهرباء ولا الهاتف حتى اللحظة"، يتابع مصدرنا.

وأضاف المصدر: "كمواطن معضماني، لم يتغير علي أي شيء، المعضمية كما هي في الحصار والهدنة، مع تغير طفيف في دخول الخضار والمواد الغذائية وبعض مواد البناء".


مصير مجهول

ومع أن كامل شباب المدينة تقريباً تقدموا لتسوية أوضاعهم إضافة للمطلوبين من الرجال والنساء والموظفين المنقطعين، استمرت الاعتقالات بحق أبناء المعضمية.

حيث يوضح مصدرنا أنه، "تم تسجيل  9 حالات اعتقال من أبناء المعضمية هذا الشهر في مدن مجاورة  أفرج عن 4 منهم فقط".

وفي ظل التسوية التي أجروها لا يتجرأ أحد من الشباب المطلوبين والذين تمت تسوية وضعهم من الذهاب خارج المدينة.

كما أن مصير الشباب المتخلفين والمنشقين عن جيش النظام لم يتبين بعد.

 "لكن هنالك وعود بخدمتهم على أسوار المدينة"، وفقاً لنفس المصدر.

المحافظ في المدينة

ودخلت بعض مؤسسات الدولة كالمخفر والمياه والبلدية بالتزامن مع دخول وفد رسمي ضم محافظ ريف دمشق بمرافقة عناصر تتبع لجيش النظام.

كما أوضحت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، اجتماعاً جرى في مبنى محافظة ريف دمشق  حضره المحافظ وأعضاء المكتب التنفيذي لمحافظة ريف دمشق، ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، مع العديد من أهالي المعضمية.

وقال مُدونون على فيسبوك من داخل المدينة إن نتائج الاجتماع كانت مثمرة حيث تمت الموافقة على دخول أصحاب الأراضي إلى مزارعهم ودخول الأعلاف إلى الجمعية الفلاحية ودخول جميع مواد البناء ومتطلبات المحلات الصناعية والحرفية ودخول المواد الطبية وفتح الصيدليات.

وبحسب هذه التدوينات تمت الموافقة على فتح كازية في المدينة وبدء العمل على إعادة تفعيل خطوط الهاتف والموافقة على  دخول مادة المحروقات (المازوت) فوراً، ورفع الكمية لحين بدء عمل الكازية.

ولم نتمكن من التأكد من هذه المعلومات، من مصدر مطلع.

ترك تعليق

التعليق