مجموعات الـ "فيسبوك".. وطن افتراضي يجمع السوريين حول العالم
- بواسطة محمد عمر الشريف – خاص – اقتصاد --
- 25 كانون الأول 2016 --
- 0 تعليقات
من ضمن سياسات تقييد الحريات التي كان يمارسها النظام، كان حجب موقع "فيسبوك" عن سوريا. لكن مع بداية العام 2011، وقبيل بداية الثورة السورية بفترة وجيزة، رفع النظام الحجب عن الموقع، ليلج السوريون هذا العالم، الذي ساعدهم كثيراً في ثورتهم، وخاصة في غربتهم، من خلال مجموعات "فيسبوك"، التي ظهرت مع بدء موجة اللجوء إلى أوربا والدول المجاورة.
وحول هذا الموضوع حاور "اقتصاد" مؤسس مجموعة "كراجات المشنططين"، الذي يلقب نفسه بـ "مشنطط سوري"، والذي أوضح أنه تم إنشاء المجموعة من أجل خدمة السوريين وتبادل الخبرات فيما بينهم في موضوع اللجوء والسفر بعد إغلاق جميع الطرق في وجههم، وأن الإسم تم اختياره ليعبّر عن حالة التنقل الدائم التي يعيشها السوري.
يضيف "مشنطط سوري" أن مجموعة "كراجات المشنططين"، كان لها دور كبير في توعية الناس بمخاطر تجار البشر ومحاربتهم وكشفهم، من أولئك الذين استغلوا رغبة السوريين في الهجرة، فتكونت مجموعة إنقاذ كانت مهمتها متابعة رحلات "البلمات" وتتبع مواقعها وإبلاغ خفر السواحل في حال تعطل البلم أو الغرق، ومن خلال المجموعة تم إنقاذ أرواح الكثيرين.
وقد لفت "مشنطط سوري" إلى أن المجموعة أصبحت وجهة لكل من يريد أي معلومة بالنسبة لتفاصيل الحياة في أوروبا، أو إجراءات الإقامة والسكن والخدمات الصحية والقانون.
وتعتبر الأسئلة الأكثر تكراراً في المجموعة، هي تلك المتعلقة بتصاريح الإقامة وإعادة التوطين والطعام والمساعدة النقدية والصحة والتعليم وسبل كسب العيش والمأوى، وغيرها.. ليتجاوز عدد مجموعة "كراجات المشنططين" 200 ألف مشترك، بسبب ثقة الناس وانتفاعهم بما تقدمه، ولأنها غير ربحية، على حد تعبيره.
محمد محمد، شاب سوري مقيم في أوروبا أوضح لـ "اقتصاد" بأن مجموعات الـ "فيسبوك" التي ظهرت في بداية الثورة السورية كانت مفيدة جداً. ويدلل على ذلك بقصة حصلت مع صديقه الذي تعرض لعملية نصب أثناء رحلته إلى أوروبا واستطاع من خلال مجموعة فيسبوكية، أن يعثر على هذا الرجل ويستعيد نقوده منه.
يضيف محمد بأنه في بداية وصوله إلى أوروبا، لم يكن لديه خبرة ولا يعلم أي شيء عن المجتمع الجديد، فكانت المجموعات ملاذه للسؤال، ليجد العشرات من السوريين يتجاوبون معه، والآن هو من يساعد السوريين بتخصيصه وقتاً للمرور على مجموعات الفيسبوك، والإجابة على الأسئلة التي تُطرح بخصوص الحياة في أوروبا.
وبهذا الصدد، حاور "اقتصاد"، "أبو المجد"، أدمن مجموعة "سوري في الأردن"، الذي أكد على أهمية مجموعات الفيسبوك بالنسبة للسوريين في دول اللجوء، فقد قدمت خدمات متنوعة مثل الاستفسارات عن المساعدة التي تقدم من المفوضية العليا للاجئين السوريين، والتعريف ببعض المنظمات الدولية والإنسانية التي تساعد السوريين، وتعريف الناس على الجمعيات الخيرية التي تساعد السوريين أيضاً.
ونوه أبو المجد إلى أن المجموعات الفيسبوكية، ساعدت بشكل خاص على تلبية الاحتياجات الأساسية والخاصة مثل، البحث عن بيت للإيجار، مستشفى، مدارس التعليم، بالإضافة إلى الذين يريدون بيع أثاث بيتهم أو شراء أثاث جديد.
واختتم حديثه بأن المجموعات صارت تشكل جزءاً مهماً من حياة السوريين في الغربة.
أما "أم أحمد" الحمصية، فتوضح لـ "اقتصاد" بأن كسب عيشها وعائلتها عن طريق مجموعات الفيسبوك، فهي طباخة ماهرة تعد الأكلات السورية وتنشر صورها للتواصل معها عبر تلك المجموعات، وقد أمّنت من خلال ذلك عملاً لها من منزلها.
تضيف "أم أحمد" بأن كثيراً من السوريين يعملون بنفس الطريقة بمختلف المهن والحرف، فأصبحت المجموعات سوق كبير للعمل والبحث عن فرص لكسب الرزق.
ونوهت "أم أحمد" إلى أنها، لا يمر يوم دون أن تتصفح كثيراً من المجموعات الفيسبوكية، لتعلم آخر أخبار اللجوء والهجرة، وما هي القوانين الجديدة حول ذلك، فكل مجموعة مختصة بفكرة معينة، منها تخصص في مجال البيع والشراء، ومنها تخصص لتبادل الخبرات القانونية، ومنها ما تخصص في مجال تعليم اللغات للقادمين الجدد، ولا تكاد تخلو دولة في العالم إلا وتجد مجموعات كثيرة على الفيسبوك للسوريين تُعنى بأمورهم فيها، إلى أن صارت تلك المجموعات وطناً افتراضياً يجمع السوريين.
التعليق