التدفئة على التمز.. سكان الساحل، يعود بهم الزمن إلى الوراء


 لم يتوقع أهالي الساحل السوري، يوماً، أن يعود بهم الزمن للوراء، فيعودوا إلى عادات أجدادهم الأولين واستخدام منقل أو كانون التمز أو العرجوم للتدفئة في هذا الشتاء البارد، بدلاً من مدافئ الغاز والكهرباء والمازوت، التي أكلها الصدأ من عدم الاستعمال.

 "لكن ما باليد حيلة البرد لا يُحتمل.. وبدنا شي ندفي حالنا وندفي أولادنا.. وما ضل قدامنا إلا التمز.. ما في لا كهرباء ولا غاز"، بهذه الكلمات وصف "أبو محمد"، أحد سكان مدينة جبلة، معاناته ومعاناة الكثير من سكان مدينته اليوم، في هذا البرد الذي لم يسبق أن شهدت مدن الساحل مثله منذ زمن بعيد.

 وتابع "أبو محمد" قائلاً: "يومياً أحتاج 3 كيلو غرام من التمز للتدفئة من الصباح إلى المساء، وكل وجبة تمز بحاجة لبعض أصابع الفحم (البص) أو الفحم الناعم المسمى (الدق) لإشعالها. وسعر كيلو التمز في جبلة 150 ليرة سوري، وسعر كيلو فحم (الدق) أيضاً 150 ليرة. أي أن تدفئة يوم كامل تكلفني 500 ليرة، لذلك أحاول الاقتصاد في استهلاك التمز والفحم قدر الإمكان، وإشعال منقل التمز عند البرد الشديد".

 واستطرد "أبو محمد" متحدثاً عن طريقة استخدام التمز، قائلاً: "التمز يتم إشعاله داخل مناقل خاصة دائرية الشكل تختلف عن مناقل الشواء المستطيلة الشكل. وهذه المناقل تختلف أسعارها بحسب حجمها ونوعها، حيث يصل سعر المنقل حجم متوسط إلى 5000 ل.س. حيث يوضع التمز داخل المنقل ويوضع فوقه بعض أصابع الفحم المشتعل لإشعاله".



 هذا الواقع نقلته لـ "اقتصاد"، أيضاً، الناشطة إسلام جبر، التي قالت أن مناقل التمز عادت إلى منازل سكان الساحل في اللاذقية وطرطوس وريفهما، حيث أن 75% من مواطني الساحل باتوا يستخدمون التمز للتدفئة، والكثير منهم ينشرون صورهم على "فيسبوك" أمام مناقل التمز مرفقين تلك الصور بتعليقات ساخرة يشكون من خلالها حرمانهم من الكهرباء والغاز والمازوت، وعودتهم إلى مناقل التمز متحسرين على أيام العز بوجود الكهرباء والغاز والمازوت.


 وأضافت جبر أن التمز في اللاذقية يتراوح سعره بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ ليرة سورية للكيلو الواحد، بينما يصل سعر كيلو الفحم إلى ٢٥٠ ليرة، كسعر ثابت. ويكلف ثمن تدفئة نهار كامل وسطياً ٥٠٠ ليره سورية ونصف نهار ٢٥٠ ليرة سورية.

 ويُعتبر إشعال منقل التمز أو كما يسمى العرجوم أو العرجون أو البيرين، المستخرج من مخلفات ثمار الزيتون بعد عصرها، عادة قديمة في سوريا، تُنسب لأهالي جزيرة أرواد. بدأت تندثر تدريجياً بسبب انتشار وسائل التدفئة الحديثة.

وكانت الكثير من الأسر السورية قديماً، تستخدم منقل أو كانون التمز وفوقه قليلاً من الفحم المسمى محلياً بـ(البص) للتدفئة شتاء, ويتحلق حول المنقل أفراد الأسرة يشربون الشاي ويدخنون نرجيلة التنباك.

ترك تعليق

التعليق