موجة برد ستجتاح الشمال السوري لشهرين.. كم ستكلف التدفئة بالأرقام؟


تتوقع "الأرصاد الجوية" في "سوريا" و"تركيا" وتنبؤات الطقس لمراكز "الأرصاد" في دول الجوار أيضاً أن تدوم حالة من البرد القارس أكثر من شهرين، تكون شديدة البرودة في منطقة "الشرق الأوسط"، وخاصة في الشمال السوري، حيث تنعدم وسائل الحياة الكريمة، مع النزوح المتكرر للسكان من مكان إلى آخر.

ويعيش عدد كبير من أفراد الشعب السوري في حالة نزوح ضمن كافة الأراضي السورية.

وقد وصل عدد كبير من النازحين من "ريف دمشق" و"حمص" و"حلب" في الفترة الأخيرة، إلى محافظة "إدلب".

وماتزال المحافظة بانتظار المزيد من المُهجّرين قسراً من مدينة "حلب"، بعد اجتياحها من قبل الميليشيات "الإيرانية" و"شبيحة الأسد"، بمساندة الطيران "الروسي"، مما عرضها للتدمير الكامل تقريباً، وفقاً للمصادر الميدانية.

وكان قد نزح إلى إدلب، منذ بداية الثورة، أعداد كبيرة من أحياء مدينة "اللاذقية" المعارضة ومدينة "جبلة" و"بانياس"، وخصوصاً بعد مجزرة "البيضا"، بالإضافة إلى كل أبناء "ريف اللاذقية" المحتل بعد اجتياحه مؤخراً.

يحتاج النازحون وأهالي "إدلب" إلى وسائل التدفئة من حطب وغاز وفحم.

وبالنظر إلى تكاليف التدفئة يتبين مدى الصعوبة والمعاناة التي يعيشونها، مع نقص الموارد المالية وعدم وجود فرص العمل المنتجة.


وبحسبة بسيطة أجراها لـ "اقتصاد"، "محمد أبو أسعد"، النازح إلى مخيم "الزوف" في ريف جسر الشغور الغربي، قال: "يحتاج المنزل أو الخيمة يومياً من مادة "الحطب" (في حال توفره) إلى "20 كغ"، ولا يقل سعر كيلو الحطب الواحد عن "50 ليرة"، أي أن ما تحتاجه العائلة خلال هذه الموجة من البرد للتدفئة والطبخ والحمام يصل إلى مبلغ "1000 ل س" يومياً، وإلى "60 ألف ليرة سورية" طوال فترة الموجة الباردة".

أما من يعتمد في التدفئة والطبخ على مادة "المازوت"، فيحتاج إلى "12 ليتر يومياً" وخلال مدة موجة البرد يحتاج إلى "720 ليتر مازوت"، أي ما يعادل "ثلاثة براميل ونصف تقريباً"، ويبلغ سعر البرميل الواحد "60 ألف ليرة سورية" أي أنه يحتاج إلى مبلغ "216 ألف ليرة سورية".

وأضاف "محمد أبو أسعد": "أما من يلجأ إلى التدفئة على "الغاز" من الأسر الصغيرة فإنهم يحتاجون إلى "جرة غاز" كل "سبعة أيام"، أي أنهم سيستهلكون خلال نفس الفترة ما يقارب "تسعة جرار"، ولا يقل سعر الجرة عن "10 آلا ليرة سورية" أي أنهم بحاجة إلى "90 الف ليرة".

وعقّب "أبو محمد مصطفى" وهو نازح أيضاً إلى "مخيم الزوف" على حديث "محمد أبو أسعد" بقوله: "لقد حسبها في حال توفر السيولة النقدية والمواد اللازمة. ولكن وسائل التدفئة وخصوصاً "الحطب" غير متوفرة بعد أن احترقت الجبال كلها، وعمد تجار "الحطب" خلال السنوات الفائتة إلى التجارة به لمصلحة جهات منتفعة محددة".

وتابع قوله: "نطالب "الأمم المتحدة" و"الهلال الأحمر" و"الصليب الأحمر" بزيارة المخيمات، للاطلاع على أوضاعها البائسة ومحاسبة المنظمات التي لا تقوم بدورها كما ينبغي".
 
وأردف: "نطالب بتوفير فرص عمل لنا ضمن المخيمات، أو عبر مشاريع إنتاجية نستطيع من خلالها الاعتماد على أنفسنا، بعد أن فقدنا أراضينا وبساتيننا بعد احتلال قرانا من قبل نظام الأسد".

معقباً: "نحن لا نريد مساعدات".

وتابع: "نحن قادرون على الإنتاج ولكننا فقدنا وسيلته وفقدنا معه كل ما نملك".


ترك تعليق

التعليق