مع أول عاصفة.. المؤيدون يرتجفون من البرد والغش
- بواسطة ناصر علي- دمشق - اقتصاد --
- 22 كانون الأول 2016 --
- 0 تعليقات
لسنا بخير، وما زلنا نعامل على أننا مواطنون من الدرجة الثانية أو العاشرة.. هذا ما قالته أم محمد وهي تصطف في طابور توزيع المازوت الاستثنائي ولمدة 4 ساعات للحصول على كالون مازوت سعة 20 لتراً فقط.
النظام الذي وعد المؤيدين ومن في حكمهم (الرماديون) بالدفء والرخاء لم يستطع أن يؤمن لهم أكثر من دفعات وقود أكبرها 100 لتر لمن يمتلك إمكانية دفع ثمنها 37000 ليرة، وأما البقية فليتدبروا أمرهم كلٌ حسب قدرته.
الموالون.. يتذمرون
النظام الفاسد بمؤسساته وموظفيه لم يغير عاداته في السرقة والمحسوبيات، واهمال المواطنين العاديين حتى ممن يوالونه، وبعض هؤلاء وعلى منصات وسائل التواصل لم يعد أغلبهم يثق بالوعود التي تطلقها حكومة النظام في كل الخدمات.
مواطن من قدسيا يقول معلقاً على أزمة المازوت: "صرلي 3 شهور مسجل ورقمي 825 ولهق ما عبولي وراجعت بلدية قال لسا دور 750"، ويضيف آخر: "النا من شهر اب مسجلين يلا بالناقص منهم".
آخرون يشككون بنوايا النظام وأن الغاية هي إبقاءهم بحاجة إليه، فهو يؤمن ما يحتاجه الموالون المؤثرون من الأغنياء والشبيحة. يعلق مواطن متسائلاً: "ممكن حدا يفهمني كيف البنزين بيتأمن بكميات كبيرة وما بينقطع لأكثر من ٣ أيام؟.. بينما المازوت بنقطونا ياه بالقطارة؟".
رحلة التسجيل على المازوت هي من أكثر الإجراءات إذلالاً للمواطن، تبدأ من تشتيت الجهة التي سيسجل لديها المواطن فمرة توكل للشرطة ومرة للبلدية، وهذا يعني أنه من الممكن أن يسجل مرتين حتى يتم تعيين الجهة الموكلة بالتسجيل نهائياً.
وبعدها تتم المماطلة بالتوزيع وبيع الأدوار، وهنا تتدخل القوى النافذة على الأرض وهم المسؤولون البعثيون والشبيحة وعناصر الأمن والضباط وموظفو مؤسسات الدولة.. الخ، وبعد هذه القائمة الطويلة يأتي دور المواطن العادي، وهذا ما نجده في تعليق أحد المواطنين: "سجلنا على مازوت بالبلدية ووعدونا ب٢٠٠ لتر وبعد شهرين ونص أجو عبولنا ١٠٠ بس"، وهذا يبدو أكثر حظاً ممن لم يمتلك ثمن الـ 100 لتر ويضطر للانتظار على الطابور ليحصل على 20 لتر بـ 5000 ليرة سورية.
غش منوع
انهاك المواطن واستغلاله يصل إلى النذر اليسير الذي يصله من وقود التدفئة، فعلى سبيل المثال تقول أم علي أنها تمكنت بالواسطة من تعبئة 200 لتر مازوت، لكن المفاجأة كانت عندما بدأت باستعمال المازوت الذي لم يشتعل بسبب وجود كمية كبيرة من الماء مخلوطة مع السائل، وقامت بفصل الماء عن المازوت فكانت النتيجة حصولها على ثلاث كالونات أي ما يعادل 60 لتر مازوت والـ 120 لتر المتبقية كانت ماء.
يعلق أحد المواطنين: "بلعناها بس أنو يطلع مخلوط مابعرف بشو وتنتزع الأولمر والبولر سخان المي بسبب القرف يلي خالطينه معه هي مابينسكت عنها".. ومواطنون كثر اضطروا لإصلاح المدافئ غالية الثمن بسبب هذا الغش.
الغش يتوسع إلى أبعد من خلط السائل بالماء، فبعض الموزعين للمادة يقومون بالعبث بعداد التعبئة فكثير من المواطنين اشتكوا من نقصان في الكميات التي طلبوها.
لا كهرباء.. وتصريحات مسؤولة مضحكة
آخر ما يتداوله السوريون في مناطق النظام تصريح لوزير الكهرباء زهير خربوطلي يقول فيه: "التدفئة الكهربائية من قبل المواطنين هي ظاهرة غير مقبولة.. فالكهرباء وجدت من أجل الاضاءة وليست للتدفئة".
تعليق الوزير حظي بنسبة كبيرة من السباب وصل إلى حد تسميته (البغل)، وأنه منفصل عن الواقع فالكهرباء تصل إلى البيوت بمعدل ساعتين على ثلاث مراحل تقنين في اليوم.
أحد المعلقين على التصريح قال: "أنا لا أعتقد أن مسؤولاً يمكن أن يدلي بهكذا تصريح في ظل هذا البرد السيبيري وفقدان الغاز وارتفاع اسعار المازوت، واذا كان قد قالها فقد قالتها قبله ماري انطوانيت، قالوا لها الشعب طالع مظاهرات يطالب بتوفير الخبز وما في خبز، فكان جوابها: طيب يأكلوا كاتو؟؟".
هكذا يبدو حال السوريين في حضن الوطن، وأما الذين آثروا الخروج على سلطة النظام المجرم فيحاربون البرد بوسائل بدائية لكنها، كريمة.
التعليق