موالٍ للنظام في الساحل: حان الوقت كي يدفع النازحون فاتورة استعادة النظام لمدنهم


أكد مصدر خاص لـ "اقتصاد"، من داخل محافظة اللاذقية، تلقيه تبليغاً بضرورة الالتحاق بمعسكر الطلائع في حي الرمل الجنوبي، حيث مقر اللواء الأول التابع للفيلق الخامس "اقتحام".

وأصدر محافظ اللاذقية التابع للنظام، إبراهيم خضر السالم، أمراً بإنهاء عقود العاملين بدوائر المحافظة ومؤسساتها من النازحين من المحافظات الأخرى، ونقلهم إلى الفيلق الخامس الذي يجري الإعداد لتشكيله.

 وتلقى المصدر الذي تحدث لـ "اقتصاد" تبليغاً للالتحاق بالفيلق المذكور، رغم أنه من أبناء محافظة اللاذقية، لكن قيوده مازالت ضمن ملاك مديرية التربية في حلب.

وجاء في قرار المحافظ الذي صدر بـ 18/12 أنه على كافة العاملين "من المحافظات الأخرى" ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاماً الالتحاق خلال 48 ساعة باللواء الأول من الفيلق الخامس في مقره بمعسكر الطلائع بحي الرمل الجنوبي.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن دوائر النظام في اللاذقية بلّغت جميع العاملين الذين هم تحت تصرفها وقيودهم في محافظات أخرى ونُقلوا إلى اللاذقية بسبب الأوضاع الأمنية في محافظاتهم، بالالتحاق بالفيلق الخامس.

واستثنت بلاغات الالتحاق، المعفيين من الخدمة في جيش النظام (وحيد – دافع بدل – إعفاء صحي).

ورحب موالون للنظام في مدينتي اللاذقية وجبلة بتلك الخطوة التي أقدم عليها النظام من خلال تعليقاتهم على صور البلاغات المنشورة حيث أيد الكثير منهم تلك الإجراءات التي تستهدف تجنيد جميع العاملين في الدولة الذين قدموا إلى محافظة اللاذقية من خارجها وتم وضعهم تحت تصرف المؤسسات العامة فيها.

وهدد النظام في بلاغه المؤرخ في يوم الأحد 18/ 12 / 2016 العاملين والموظفين المستنكفين عن الالتحاق بإنهاء تكليفهم, طالباً من مدراء الدوائر العامة موافاة المحافظة بأسماء الملتحقين والمتخلفين عن الالتحاق باللواء الأول المذكور والإجراءات المتخذة بحقهم بالسرعة القصوى.

 ورأى موالو النظام في الساحل أن العاملين في مؤسسات الدولة، من النازحين من محافظات أخرى، باتوا يشكلون عبئاً على مؤسسات الدولة التي تدفع لهم رواتب، بينما يذهب شباب الساحل إلى محافظاتهم للقتال فيها ويعودون إلى قراهم بصناديق خشبية، حسب تعليقات بعضهم في وسائل التواصل الاجتماعي.

"أبوعلي"، وهو أحد أبناء اللاذقية من الموالين، قال لـ "اقتصاد"، إن هناك حوالي 100 ألف شاب من النازحين إلى الساحل من المحافظات الأخرى، تعج بهم مقاهي اللاذقية وطرطوس، وهناك آلاف العاملين والموظفين منهم في دوائر النظام في اللاذقية، وقد حان لهم دفع فاتورة استعادة النظام لمدنهم التي قتل فيها غالبية شباب الساحل وقراه، بينما هم يتلقون رواتب ويدخنون النرجيلة في المقاهي.

 ويرى "أبوعلي" أن غاية النظام من تأسيس الفيلق الخامس هو جمع جميع الميليشيات واللجان داخله وضبطها ووضعها تحت إمرته بعد خروج الكثير منها عن سيطرته وتحولها الى عصابات للسرقة والتعفيش كما حصل مؤخراً في حلب التي تم تعفيش وسرقة جميع منازلها.

 في المقابل، استغرب الكثير من أبناء الساحل هذه البلاغات وبعضهم وصفها أنها غير صحيحة وتُناقض ما ورد في بيان وزارة دفاع النظام، التي نشرت عبر موقعها على الانترنيت وعلى مختلف وسائل إعلام النظام، أن الالتحاق بالفيلق الخامس (اقتحام)، هو طوعي وليس إجبارياً، وحدد فترة سنة قابلة للتجديد لمن يرغب بالالتحاق به من العاملين في دوائر الدولة.

 كما انتقد بعضهم رفع سن الالتحاق إلى 50 عاماً بالرغم من تحديد سن 42 عاماً كحد أعلى للاحتياط في جيش النظام.

 وكان النظام قد أعلن عن تأسيس ميليشيا الفيلق الخامس (اقتحام) في 22 تشرين الثاني من هذا العام، ولم يترك وسيلة إلا واتبعها للترويج له والإعلان عنه، على أمل الالتحاق به من قبل السوريين.

وسبق للنظام الذي يعتمد في معاركه على ميليشيات عسكرية ومرتزقة طائفيين أن أعلن بدعم من إيران وروسيا عن تشكيل ميليشيا "درع الساحل" وميليشيا "أسود الحسين"، لكنه فشل في ذلك بسبب رفض الكثير من أبناء الساحل الانضمام لها تطوعاً، فلم يجد أمامه إلا إتباع أسلوب الجبر والإكراه مستعيناً بخزان النازحين إلى الساحل السوري، بعد نضوب الخزان البشري لجيشه وميليشياته من أبناء الطائفة العلوية التي دفعت الفاتورة الأكبر لبقاء الأسد.

 ويتزامن إعلان النظام عن ميليشيا الفيلق الخامس (اقتحام)، مع نيته استدعاء حوالي 300 ألف سوري إلى الخدمة الاحتياطية في جيشه لتعويض ما لحقه به من خسائر بشرية خلال معاركه مع الثوار، ولسد النقص الذي قد يحصل في حال تسريحه لبعض جنوده ممن هم في الخدمة الإلزامية منذ ست سنوات بعدما تناقل موالون عن نية النظام القيام بذلك، نهاية هذا العام.

 ويقاتل الى جانب نظام الأسد ميليشيات محلية كميليشيا صقور الصحراء، وقوات النمر إضافة الى عدد كبير من ميليشيات المرتزقة الطائفيين من العراق ولبنان وأفغانستان كميليشيا حزب الله وحركة النجباء وفاطميون وزينبيون والتي يقودها الحرس الثوري الإيراني.

وكانت وزارة الدفاع في حكومة الأسد قد استدعت 150 ألف شخصاً ممن تتراوح أعمارهم بين 23 و42 للخدمة الاحتياطية الأسبوع الماضي، على أن تستدعي عدداً مماثلاً مع بداية العام الجديد.

ترك تعليق

التعليق